رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكرونة.. صياد على باب الله يصارع الفقر ومافيا الزريعة

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت ـ رغدة خالد / تصوير: دينا الباسوسى

 

جلس الصياد محمد عبدالرازق فى منزله المتهالك  الذى يحف بمياه جزيرة سلطان بمجلس محلى الرأس شاردا ببشرة خضبتها أشعة الشمس بسمرة قاتمة وبددتها قلة الحيلة وطول الانتظار، متجهماً ينصت لمذياعه العتيق أملاً أن تحمل موجات الأثير المحلية بشرى تثلج صدره بفك الحظر على الصيد لهم، يحمل شباكه وصنارته مغادرا بحثاً عن لقمة العش.

ثانى أسبوع لم يحمل الحظ جديداً لعبدالرازق، الشهير بـ«مكرونة»، فشواطئ عروس البحر موصدة أمام خيرة أبنائها، تتناثر مراكبهم كجثث هامدة بمحاذاة الشاطئ يرقد فى تجهم مستعيداً ذكريات أطلال الماضى، وشواهد حديقته الغناء القديمة التى فارقها الرغد، ملعب أطفاله صغاراً أضحت الآن خاوية على عروشها، فيما  كانت تحفها أشجار الموز والنخيل، ويمتد بينها العشب تقابله أحواض الزهور، جارت عليها الأيام فأضحت صعيداً أجرد، ينتشله صوت زوجته الرخيم من أفكاره، ضلعه المستقيم واليد الدافئة التى تربط على قلبه فى تلك الأيام الحالكة، تستأذنه للخروج سعياً لطلب الرزق بالتجارة فى دكانها الصغير، إرث والدها الوحيد،

يقاوم ألم الجوع الذى يعتصر أمعاءه، متظاهراً بالجلد يبتسم فى وجهى ولديه «نادر» وصغيرته «آلاء»، بينما ترتسم علامات الضعف على قسمات وجوههما الغضة ويتعالى أزيز أحشائهما الخاوية، فينتفض الأب مبارحاً مكانه ليركض خلف السراب.

«الصيد» تركته الوحيدة ورثها أباً عن جد، فليس لديه بديل يعود عليه بما يكفيه وأسرته.

يرقب دقات الساعة تغدو متثاقلة يخرج متخفياً قبل ظهور أولى خيوط الفجر حاملا عوامته و«الغزل»، شبكة الصيد، يركض خائفاً قبل أن يلقى بنفسه بين أحضان الأمواج، متفاديا الصخور المسننة، أضواء المنارة على وجهه فتتجلى ملامح الترقب، والحذر بينما يحول خرق منع الصيد المفروض على السواحل خلال الأسبوعين الماضيين، لإيجاد ما يسكت به جوع أطفاله.