مضاعفات ارتفاع ضغط الدم على القلب

كتب - مصطفى دنقل:

ارتفاع ضغط الدم له علاقة وثيقة بالتأثير على القلب ووظائفه وذلك بالتأثير على الشرايين المغذية للقلب والشريان التاجى، فمن المعلوم أن الشرايين المغذية للقلب تتميز بالمرونة والقوة وبفضل وظائفها الداخلية الملساء يتدفق الدم بسهولة ليمد أعضاء الجسم والأنسجة الحيوية بالغذاء والأكسجين الكافى.

ويقول الدكتور محمد فريد الجندى، أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب القومى، أن ارتفاع ضغط الدم الزائد يتسبب فى تلف خلايا البطانة الداخلية الملساء مما يؤدى لحدوث تشققات بها وترسب الدهون داخل الشرايين مما يؤدى إلى تصلبها، وهذا التأثير لا ينحصر على شرايين القلب فقط وإنما يمتد لجميع شرايين الجسم وشرايين المخ وشرايين الكلى والشرايين الطرفية والشريان الأورطى وبتأثير الضغط على شرايين القلب يحدث تصلب وضيق بهذه الشرايين مما يعيق تدفق الدم بسهولة خلال هذه الشرايين مما يؤدى لحدوث مضاعفات بالشرايين التاجية وحدوث آلام بالصدر أو أزمة قلبية أو احتشاء عضلة القلب التى تؤدى إلى الوفاة أو تلف شديد لعضلة القلب، وهناك تأثير آخر للضغط على القلب وهو تأثير على عضلة القلب فارتفاع ضغط الدم المزمن يؤدى إلى تضخم بالجانب الأيسر لعضلة القلب، ومع إهمال العلاج واستمرار ارتفاع ضغط الدم يحدث تمدد وضعف لعضلة القلب وفى النهاية فشل فى وظائف العضلة.

ويضيف الدكتور محمد فريد الجندى هناك تأثير آخر على القلب وهو حدوث خلل فى نبض القلب وأكثر أنواع هذا الخلل شيوعاً هو حدوث ما يسمى بالذبذبة الأذينية وهو نوع من الضربات المتسارعة غير المنتظمة وخطورة هذا النوع من الضربات أنه يؤدى إلى تجلط الدم بالأذنين وقد تنتقل هذه الجلطات لشرايين المخ أو أحد الشرايين الطرفية وهناك تأثير آخر على القلب فى بعض الأحيان عند ارتفاع ضغط الدم المفاجئ يحدث خللاً فى انقباض وانبساط القلب، مما يؤدى إلى احتقان الرئتين وحدوث ارتشاح مائى بالرئة والتى تسمى بالأوديما الرئوية وهى من الحالات الطارئة التى تحتاج إلى تدخل سريع بإعطاء المريض أدوية سريعة لحقن الضغط عن طريق الأوردة وأدوية سريعة لإدرار البول وأيضاً هناك تأثير آخر خطير على الشريان الأورطى وهو حدوث تمزق بجدار الشريان نتيجة الارتفاع المفاجئ والشديد لضغط الدم وهى من الحالات الطارئة التى تحتاج للعلاج السريع عند حدوث هذا التمزق يصاب المريض بآلام شديدة بالصدر وتمتد إلى الظهر وهذا النوع من الألم يجب تمييزه عن آلام احتشاء عضلة القلب لأن العلاج مختلف تماما وهناك تأثيرات أخرى للضغط على القلب بطريقة غير مباشرة فارتفاع الضغط المزمن يؤدى إلى تأثير الكلى ووظائفها وعند

حدوث خلل بهذه الوظائف والتى قد تصل لدرجة الفشل الكلوى يكون هناك تأثير على القلب ناتج عن ارتفاع ضغط الدم يسبب فشلاً كلوياً وتضخماً وضعف عضلة القلب وحدوث التهاب بالغشاء المحيط بالقلب وتكوين مياه حول القلب.

ويرى الدكتور محمد فريد الجندى أنه يتم العلاج أولاً بالوقاية فهى خير من العلاج، ويجب تجنب الأطعمة التى تحتوى على كميات كبيرة من الملح وبعض العصائر التى تحتوى على نسبة من المواد الحافظة التى تحتوى على الصوديوم والإقلاع عن التدخين وعلاج السمنة وتجنبها وممارسة الرياضة والابتعاج عن الانفعالات والضغوط النفسية والإكثار من شرب الماء وتجنب السهر وعلاج الأرق، وفى حالات ما قبل ارتفاع ضغط الدم يجب تغيير نمط الحياة باتباع وسائل الوقاية وفى المرحلة الأولى من ارتفاع الضغط بجانب تغيير نمط الحياة يتم إعطاء المريض نوعاً أو نوعين بالأكثر من أدوية الضغط وفى المرحلة الثانية من ارتفاع الضغط يتم إعطاء المريض نوعين على الأقل من أدوية الضغط مع اتباع تعليمات الوقاية.

وينصح الدكتور محمد فريد الجندى، المريض بعدم التوقف بأى حال عن تناول أدوية الضغط إلا بعد استشارة الطبيب فعلاج الضغط دائم طول الحياة وهناك ارتفاع زائد بضغط الدم وهو ناتج عن عدم دقة قياس ضغط الدم وقياسه بعد مجهود أو انفعال أو بعد التدخين أو تناول المشروبات المنبهة أو ناتج عن خوف المريض من الطبيب ويسمى ارتفاع ضغط البالطو الأبيض ويجب قياس ضغط الدم أكثر من مرة للتأكد من صحة الأرقام وفى بعض الحالات يكون قياس ضغط الدم المستمر لمدة 24 ساعة أو 48 ساعة مهماً عن طريق جهاز مبرمج لقياس الضغط على مدار حياة هذا الفرد.