التوقيت المناسب لإجراء جراحة استئصال المرارة

 

 

 

 

 

تقوم العصارة الصفراوية بدور مهم فى عملية الهضم، حيث تقوم بتفتيت الدهون الموجودة فى الطعام وإذابتها ليسهل امتصاصها ولها دور مهم فى حركة الأمعاء وتساعد على الوقاية من الإصابة بالإمساك وتقوم العصارة بدور حيوى  حيث يفرز الكبد من خلالها بعص السموم وتقوم بالتعامل معها والتخلص من آثارها السامة.

يقول الدكتور رضا الوكيل أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس: عند تغير تركيب السائل المرارى يحدث خلل يؤدى إلى تكوين حصوات المرارة ويحدث غالباً ذلك نتيجة تناول الأغذية الدسمة والدهون بكميات كبيرة أو عند أصحاب الوزن الزائد المصابين بالسمنة وعند كثرة الحمل والولادة نتيجة التغيرات الهرمونية التى تحدث مع الحمل، وقد يكون ذلك نتيجة استعداد وراثى لبعض الأفراد، وفى بعض الظروف يحدث معها نقص شديد فى الوزن نتيجة لبعض الأمراض أو بعد إجراء عمليات السمنة أو عند بعض الأفراد الذين يقومون بعمل نظام غذائى قاسٍ خاصة إذا تكرر عمل هذا النظام عدة مرات.

ويضيف الدكتور رضا الوكيل يصاب المريض بحصوات المرارة دون ظهور أعراض عليه لمدة طويلة تصل إلى 12 سنة ويتم اكتشافها بالصدفة أثناء عمل أشعة الموجات الصوتية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسى لسبب أو لآخر وبعض المرضى يعانون بعض الأعراض الخفيفة مثل تغير طعم الفم أو الشعور بالغثيان فى الصباح الباكر عند الاستيقاظ من النوم أو الإمساك المزمن وعدم تحمل بعض الأطعمة الدسمة والإصابة بسوء الهضم نتيجة هذه الأطعمة وقد يشعر المريض بألم لأول مرة عند حدوث أول نوبة من المغص المرارى وقد تتشابه هذه الأعراض فى شدتها مع ألم الذبحة الصدرية ويصاب المريض بالشحوب والعرق مع ضيق التنفس ويجب التمييز بين الحالتين لأن العلاج مختلف وقد تتكرر هذه النوبات مع المريض على فترات متقاربة أو متباعدة وقد يلاحظ المريض ارتباطها بأنواع معينة من الأطعمة مثل الأكلات الدسمة وفى هذه الحالة يجب إعطاء المريض مضادات حيوية قوية حتى تستقر حالته وبعد عدة أيام ننصح باستئصال المرارة وعدم تركها لأسابيع طويلة وفى بعض الأحيان يتماثل المريض للشفاء ويتحول التهاب المرارة إلى التهاب مزمن وقد يتكرر الالتهاب الحاد عدة مرات.

وينصح الدكتور رضا الوكيل إذا تكررت هذه النوبات لابد من استئصال المرارة وهناك شريحة من المرضى لا تصاب بالالتهاب المرارى الحاد، ولكنها تصاب بالالتهاب

المزمن التى تقل فيه حدة الأعراض ولا تكتشف إلا إذا سقطت حصوة من الكيس المرارى إلى القناة المرارية وتسبب فى الانسداد المرارى وفى هذه الحالة يصاب المريض باصفرار العين والجلد والحكة مع تغير لون البول إلى الداكن والبراز إلى اللون الفاتح، وقد يسبب ذلك التهاباً فى القنوات المرارية مع ارتفاع درجة الحرارة والرعشة والعرق الغزير مع ألم شديد فى منتصف أعلى البطن والكتف اليمنى ويتم التدخل فى هذه الحالة بعمل منظار قنوات مرارية فى فتحة القناة المرارية بالمنظار لإخراج هذه الحصوات ويتم بعد ذلك عمل استئصال للمرارة بواسطة الجراحة التقليدية أو المنظار الجراحى وهى عمليات بسيطة قليلة المضاعفات وهناك نوع من المرضى لديهم الحصوات بالمرارة لا تسبب أى أعراض بنسبة 20% وتكتشف الحصوات فيهم بالصدفة ويفضل عدم التدخل الجراحى فى هذه الحالات طالما لم تحدث أى أعراض أو مضاعفات لديهم ويختلف فى ذلك الأطباء الباطنيون عن الجراحين فالجراح يفضل الاستئصال أما الطبيب الباطنى ينصح بعدم الاستئصال لأن مضاعفات الجراحة قد تزيد من مخاطر حدوث التهاب مزمن أو حدوث تغير سرطانى فى المرارة ناتج عن الحصوات لأن مخاطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة أكبر من حدوث مضاعفات لهؤلاء المرضى لو تركت المرارة دون استئصال ونوصى لتجنب حصوات المرارة بمراقبة الوزن وعدم الزيادة فيه وتناول الخضراوات والفواكه الطازجة والإقلال بقدر الإمكان من الأطعمة الدهنية والدسمة واستشارة الطبيب عند حدوث أى ألم أعلى البطن فى الجهة اليمنى لعمل الفحوصات اللازمة لاستبعاد وجود حصوات المرارة.