عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوزير المصري.. والمواطن السعودي!

اليوم.. كنت سأقارن بين مصر والسعودية في التعامل مع أخطاء الوزراء، وكنت حقيقة مستفزا من المسئولين في مصر، في مقابل المسئولين في السعودية، في محاسبة الوزراء الذين يخطئوا في حق المواطنين.. ثم كدت أتراجع عن هذه المقارنة، وذلك بعد استقالة وزير العدل السابق لتصريحاته العنصرية والطبقية حول عدم أحقية تعيين أبناء عمال النظافة كقضاة!!

ولكن مسألة استقالة الوزير.. وليس إقالته، جعلتني أكثر استفزازا، حيث أعطت الاستقالة انطباعا عاما أن الحكومة حريصة على كرامة وزير واحد أكثر من حرصها على كرامة مئات الآلاف من المواطنين الذين يعملون في مهنة جمع قمامة كل الناس بمن فيهم الوزراء، رغم ان الوزير هو الذي تعدى على كرامة عمال النظافة وأبنائهم وليس العكس.. وكان المفترض أن يخرج الوزير معاقبا وبطريقة مهينة مثلما أهان هذه الفئة الكريمة من المواطنين!!
وأيضا كانت الحكومة أكثر حرصا على وزير الثقافة في واقعة تهكمه من موظفة بمتحف محمود سعيد بالإسكندرية وسخريته العلنية لها أمام كل زملائها بانها موظفة «تخينة».. وسيادته لا يحب « التخان». إلا أن ذلك لم يكن كافيا للحكومة بالشعور بالحرج من ان ينتسب إليها وزير يتعامل باستعلاء وقلة ذوق وعنجهية مع موظفة في الوزارة، محتميا بمنصبه.. وهو أصلا لا يجرؤ ان يتحدث أو يسخر منها بهذه الطريقة لو عاريا من هذا المنصب!!
بينما.. في السعودية لا ينتظروا على المسئول المخطئ، حتى ولو كان وزيرا أو أميرا..  فإذا أخطأ في حق المواطن، تتم إقالته فورا، وقبل ان يصل إلى منزله.. ومنذ أسابيع تم استبعاد وزير الصحة السعودي من منصبه، بعد مشادة كلامية، بين الوزير وأحد المواطنين كان يشكو له بعدم تمكنه من الحصول على موعد للعلاج.. فتحدث فيها الوزير بنبرة غاضبة معه قائلاً: «ماني معطيك موعد».. وعقب تداول مقطع الفيديو للمشادة على مواقع التواصل الاجتماعي صدر امر ملكي بإعفاء الوزير، استنادًا على مبدأ أن زمن التنصل من المسؤوليات والتعالي في التعامل مع المواطنين انتهى.. ورغم ان الوزير كان قد تقلد منصبه منذ شهر تقريبا في أول حكومة تم

تشكيلها بعد تولى الملك سلمان بن عبد العزيز مسئولية الحكم!! 
ومنذ أيام تم بأمر ملكي اعفاء رئيس المراسم الملكية من منصبه، إثر إذاعة مقطع فيديو يظهره وهو يصفع أحد الصحفيين أثناء مراسم استقبال الملك سلمان ملك المغرب محمد السادس، مما أثار موجة ترحيب بالقرار الذي اعتبره البعض إنصافًا للصحافة والصحفيين، ولكرامة المواطن قبل هذا وذاك، ومعاقبة المسيء مهما بلغ منصبه وعلت مكانته.
والقرارات الحاسمة، التي تأتى في صالح المواطن.. لا تستثنى أحدا في السعودية بمن في ذلك الامراء، لإرساء مبدأ العدالة بين أبناء المجتمع الواحد، ولتأكيد الاخوة بين الشعب الواحد.. ففي الأيام الأخيرة قيل إن هناك تعليمات ملكية وجهت بمنع ظهور أحد الأمراء بوسائل الإعلام الحكومية والخاصة السعودية على خلفية تصريحاته بحق أحد الرياضيين، وصفت بأنها كانت عنصرية، وكذلك صدر قرار بمنع أحد الأمراء من دخول الملاعب لمدة عام وذلك على خلفية الأحداث التي واكبت نهاية مباراة النصر والهلال مساء الأحد الماضي.
ونحن لازلنا نتعامل بالمفاهيم القديمة، وقواعد البروتوكول البالية.. ونحسب ألف حساب لشكل الحكومة.. ومنظر الحكومة.. وهيبة الدولة.. والتفكير مائة مرة قبل معاقبة وزير او حتى لومه لإنصاف المواطن.. حتى ولو أخطأ معالى الوزير علانية صوت وصورة في حق المواطن أفندي.. ولكن يطبطبوا عليه، ويستسمحوه ان يقدم استقالته.. لان المواطن ما زال في نظر الحكومة.. اقل بكثير من أصغر وزير عندها!!

[email protected]