رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احلام دبى .. وكوابيس القاهرة !

دبى تحلم أحلاما جميلة بالليل.. وتحققها فى الصباح.. والقاهرة تخشى ان تنام الليل حتى لا تستيقظ بالنهار على كوابيس مفزعة. واذا كانت دبى تستحق ذلك.. فهل القاهرة تستحق ذلك  ولماذا؟!

الشعب المصرى غاضب دائما من حكامه وحكوماته.. من أيام مبارك ومرسى، وسيستمر ذلك مع الرئيس القادم.. لان الشعب مقتنع بان النقص ليس فى امكانيات بلاده ولا فى قدرات أفراده ولكن فى إمكانيات حكامه وقدرات حكوماته.. ودائما يتساءل فى حيرة وحسرة وسخرية مريرة إلى حد البكاء عن المعادلة التى أذهلت العالم: بلد فيها بحر متوسط + بحر أحمر + قناة السويس + ثروة معدنية + نهر النيل + غاز طبيعى + ثلث آثار العالم + مساحات أراضى شاسعة + ثروة بشرية عملاقة + عقول بشرية تعمل فى جميع جامعات العالم = دولة بتشحت؟؟
هذه هى الحسبة الوحيدة التى لا يفهمها المصريون وتجعلهم غاضبين.. لان هذه المعادلة الموجزة والمنجزة تؤكد ان العجز ليس فى إمكانيات البلد ولا فى قدرات أفراده ولكن العجز فى الحكام والحكومات.. ولذلك كل المصريين مقتنعون بأن بلدهم لا تستحق الوضع التى هى فيه، وانهم يجب ان يكونوا فى وضع أفضل، خصوصا عند مقارنة أوضاعهم بأوضاع بلاد اخرى اصغر وافقر فى الإمكانيات مع ذلك تحقق اضعاف ما نحققه، وأهلها يعيشون فى مستويات أفضل بكثير مليون مرة من مستوى معيشة كل المصريين.. ودبى على سبيل المثال لا يوجد فيها أى شىء سوى العلم والعمل..فلا كنوز بترولية عظيمة مثل معظم دول الخليج ولا حتى مثل الامارات الاخرى، فإن صافي إيرادات النفط بالإمارة 3.3 مليار درهم لعام 2014. أى نحو 7 مليارات جنيه مصرى وحوالى مليار دولار، وهو عائد تحققه دولة مثل السعودية فى يوم واحد، وتحقق مصر أكثر من أربعة أضعافه سنويا، حيث تبلغ قيمة صادرات مصر من الزيت الخام والمواد البترولية من 4 الى 5 مليارات دولار سنويا. ولكن تحقق دبى 10٫38 مليار دولار (38 مليار درهم) من عائد السياحة سنويا وتحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وإفريقيا من حيث إيرادات السياحة في 2012، وقد بلغت حصة دبي من عائدات السياحة العالمية نحو 22%، بحسب ما أوردته منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في أحدث تقرير لها أبرز أخبار السياحة 2013 م..

فى حين مصر التى تمتلك ثلث اثار العالم تحقق اقل من امارة دبى من السياحة!!   
فماذا يوجد فى دبى ولا يوجد فى القاهرة.. وما هى المعجزة التى تحققت فى دبى ولم تتحقق فى القاهرة؟!.. وهذا ما اردت ان أكتشفه عندما زرت هذه الإمارة أول مرة، وقد تصورت ان أجد ما أبحث عنه فى الشوارع أو فى الآثار أو فى معالمها السياحية  والتاريخية، ولكن الحقيقة لم أجد شيئا مما أبحث عنه فى هذه المواقع ولكن وجدته فى العقول الحاكمة والفكر الذى يعمل ليل نهار لاستغلال كل متر وشبر من أرضها، وكل قدرات كل فرد يعيش فى الإمارة سواء كان مواطنا أو أجنبيا.. وأخطر ما اكتشفته ان هذه العقول لا تخترع الذرة ولكن وجدتها تصنع الأحلام.. فالمسئولون فى دبى يحلمون بالليل ويسعون فى الصباح إلى تحقيق أحلامهم بالعلم والعمل.. وآخر أحلامهم استخدام طائرات بدون طيار لخدمة مواطنيهم، وأيضا استخدام الطائرات لتحفيز السحب بمواد كيميائية لزيادة معدل الأمطار وتحديد أماكن محددة تمطر عليها بدلا من أماكن أخرى.. وعشرات الأحلام الأخرى التى حققتها دبى لتلبية احتياجات مواطنيها وسكانها وزوارها.. انطلاقا من قناعة حقيقية وإيمان صادق بأن مفهوم الحكومة لدى الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبى، ليست سلطة على الناس بقدر ما هى سلطة لخدمة الناس وأنه كحاكم فى دبى يسعى إلى أن يصل للناس قبل أن يصلوا هم إليه.. فمتى يحلم حكام القاهرة فى الليل بحياة أفضل لهذا البلد ويعملون بالعلم للتخلص من كوابيس النهار؟!

[email protected]