عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا كرهنا الإخوان!!

الأحداث الأمنية الدامية تغطى على كل شىء.. حلقات القبض على قيادات الاخوان مسلسل كوميدى لا ينتهى، والناس أمام التليفزيونات فى انتظار القبض على العريان المبتسم الاخير فى الحلقة الأخيرة.. وأخبار مقتل الجنود فى سيناء وأمام أقسام الشرطة والقبض على مسلحين فارين.. نشرة لا تتوقف ولم يتبق منها سوى أنباء السيارات المفخخة وزرع المتفجرات على الطرق حتى تكون الحالة العراقية انتقلت كلها الى مصر.. كلها اشياء تزيد التوتر والقلق وتؤكد فقدان الأمل ليس فى المستقبل ولكن فى بعد بكره!!

ويبدو أن الكل مستريح لهذه الحالة، ويعجبهم أن الأحداث الأمنية تشغل الناس عن كل شىء، وبالتالى لن يطلب منهم أحد أى شىء.. وإذا كانت الحكاية تبدو مريبة لاستمرارها أكثر من اللازم.. فإننى أحذركم أن الشعب سوف يمل بسرعة من مسلسل الإخوان البايخ، ومن نوم الحكومة فى العسل الأمنى الأسود، ولا أستبعد أبدا أن يستدير عليكم واحدا واحدا.. فالحكومة كلها بربطة المعلم الببلاوى، بما فيها المحافظون والسادة الوزراء، فى غاية الانبساط والسعادة أنهم أصبحوا وزراء.. وارتكنوا على أنهم حكومة انتقالية تسير الأعمال ولا تعمل!!

الكل فى انتظار العناية الالهية حتى تنعتهم بالسلامة للتحرك والعمل فى الملف الاقتصادى ..بلاش  الاقتصاد لانه محتاج الى تفكير وعمل جاد.. الزبالة المتراكمة هل تحتاج الى تفكير لرفعها من الشوارع، ومشاكل المرور المتوقف والباعة الجائلين الذين أصبحوا اكثر من الزبائن فى الشارع.. هل فى حاجة الى عبقرية لإيجاد حلول للتخلص منها ؟!..اين الرقابة على الاسعار والمواد الغذائية من خضار وفاكهة وجبن التى أصبحت مواد سامة قاتلة من كثرة المبيدات والرى بالصرف الصحى والمواد الكيميائية المستخدمة فيها ؟! .. لا أحد يراقب ولا يتابع ولا حتى مهتم بهذه الكوارث التى تقتل ببطء الشعب بالسرطان والفشل الكبدى والكلوى.. وكلها أشياء لا تحتاج الى تفكير ولكن تحتاج الى خروج موظفى الإدارة المحلية وضباط المرور والمرافق وموظفى الرقابة الزراعية والتموينية والصناعية للعمل لا أكثر ولا أقل.. طيب بلاش.. لا أحد فى الحكومة يفكر فى طريقة لتوفير علاج محترم وكريم لهذا الشعب الذى أصبح نصفه يموت ليس من المرض ولكن من نقص العلاج.. طيب لا أحد يعمل على تحسين التعليم وليس تطويره،

ولا أحد يفكر فى كيفية الاستفادة من العاطلين مع وجود كل هذه الصحارى القاحلة التى تحاصرنا فى كل محافظة حتى أصبحت مرتعا للارهاب ومطمعا لدول للاستيلاء عليها.. أين المليارات السعودية الإماراتية وبقية الدول العربية والمشاريع المشتركة مع مصر؟!. لا يوجد مشروع واحد يفرح قلوب الناس منذ تولى هذه الحكومة مسئولياتها.. ولا يوجد خبر واحد لنجاح الحكومة الحالية فى شىء يفضح فشل حكومة الإخوان الإرهابية.. نفس  العجز ونفس الكلام عن ضعف الانتاج وتراجع الاقتصاد وعجز الموازنة وزيادة الدين الداخلى والخارجى..نفس المبررات التى سمعناها من 30 سنة من مبارك ولمدة سنة من الإخوان!!

أعتقد أن الحكومة كلها فى انتظار ما لا يأتى من مليارات السياحة والمستثمرين الأجانب.. رغم اقتناعها بأنها لن تعود مع استمرار التوترات الأمنية.. وتلك معلومة بديهية ولا تحتاج الى عبقرية وزير أو كل المجموعة الوزارية الاقتصادية لتحفيزهم للعمل على بدائل أخرى الى حين استقرار الأوضاع واطمئنان السائح ومن بعده المستثمر لإنفاق وضخ أموالهم فى البلد.. أعطوا الناس أخبارا تفرح قلوبهم ..اهبطوا للمدن وأعيدوا تشغيل المصانع وأعلنوا عن بناء شقق وعمارات، وقوموا بتوصيل المياه النقية للقرى.. حسنوا حياة الناس حتى على الأقل يشعرون أنهم كانوا على حق عندما تخلصوا من الاخوان.. فلا يكفى التأكيد اليومى بأنباء القبض على قياداتها على أنها جماعة إرهابية حتى يزيد الناس من كراهيتهم لها.. وأذكركم أن الناس كرهت الإخوان ليس لأنها جماعة إرهابية ولكن لأنها فشلت فى تحسين مستوى معيشتهم!!

montasirgaber@yahoo.com