عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدور .. علي قطر!

بوابة الوفد الإلكترونية

«الدور علي قطر».. عبارة بدأت تتردد علي لسان الكثيرين ترحيبا بتقليص العلاقات الدبلوماسية مع تركيا «تأديبا» لها علي استمرار تجاوزاتها في حق مصر وشعبها وجيشها

الأمر ليس بعيدا عن قطر الدولة المتقزمة حجما وتاريخا والتي تناطح دولة هي «أمة» في حجم مصر وأصبحت لاهم لها سوي الهجوم علي ثورة شعب مصر ودعم الفتنة والتخريب والتدمير علي يد الإخوان التي تدعمهم بـ«جزيرتها» وأموالها لتنسي قطر جميل «أم الدنيا» عليها، وتنفق مليارات الدولارات لشق بحور الدماء وتمويل العمليات الإرهابية والمسيرات الدموية التخريبية فهي عنصر قوي وداعم في التنظيم الدولي للإخوان بالاشتراك مع تركيا «الموتورة».
قطر التي لا تعرف سوي ديكتاتورية العائلة المالكة والانقلابات الدموية و«خطف» الحكم عبر أجيال من حكامها تناهض إرادة شعب مصر وثورته رافعة شعار «ضد الانقلاب».
قطر التي تصنف دوليا بأنها الأسوأ في معاملة العاملين بها وتتلقي تحذيرات دائمة باحترام حقوق الإنسان تتهم جيش وشرطة مصر بإهدار الدماء والحقوق الإنسانية!!
وتنطلق عبر قناة خصصتها لتغطية أحداث مصر وفقا «لمخططها» أصوات تتهم رموز مصر الوطنية بالعمالة.. وهي التي تستخدم مساحتها بالكامل كقاعدة عسكرية دائمة لأمريكا! وتحتفظ لنفسها بعلاقات «خاصة جدا» مع إسرائيل العدو الأول للشعوب العربية فيما تتعانق مع حماس وجماعات تكفيرية.. لنشر الإرهاب والفوضي في مصر!
بعد فقدانها حليفها الإخواني بإسقاط المصريين حكمهم يحاول الأمير تميم بن حمد الثاني أن يقدم دويلته علي أنها لا تهتم سوي بشئونها الداخلية لكن واقع الأمر يؤكد أن قطر متورطة «إجبارا» علي مد أنفها فيما لا يعنيها ولم يعد أمامها سوي استمرار لعب الدور القذر ألا وهو «التمويل».. مليارات الدولارات تنفق بهدف إعادة عقارب الساعة الي الوراء «فاسم قطر صار في الوحل» علي حد تعبير أحد كبار المحاضرين في «كينجز كولدج»، فقد كانت علي رأس سياسة فاشلة تماما في مصر ومثلما فعل أوباما أنفقت المليارات «الخضراء» لإنجاح سلطة كسيحة وواهمة وكاذبة كشفها المصريون في أقل من عام وأسقطوها في ثورة 30 يونية.
لكن التنظيم الدولي المتواجد في 80 دولة بهدف نشر فكر الإخوان ينظر للمخالفين علي أنهم كفار ويجب قتلهم، بل إن هذا التنظيم رصد 1.5 مليار دولار لإشعال المظاهرات والاعتصامات في مصر والعمل علي عرقلة خارطة الطريق وتجنيد طلاب الإخوان لتنفيذ هذه المخططات وتعطيل الدراسة وإشاعة الفوضي في كل مكان واحتلال الميادين خاصة القريبة من الجامعات، ولا شك أن ما شهدته مصر مؤخرا من عمليات إرهابية هو تنفيذ خطة التنظيم بمشاركة الجماعات التكفيرية وحماس وكذلك تنظيم القاعدة، وبذلك فقد ورطت الإخوان في حرب ليس مع الجيش والشرطة المصري فقط بل الشعب، وتكفي شهادة الكاتب محمد سلماوي المتحدث باسم لجنة الخمسين عندما تحدث عن جولاته مع مثقفي مصر لشرح حقيقة الأوضاع والثورة المصرية، مؤكدا أن الإخوان بالخارج حاولوا إفساد لقاءاتهم في لندن وبروكسل وكثير من الدول الأوروبية، مشيرا الي أن وجود الإخوان بالخارج الآن أقوي من الداخل، فهو لم يفقد كوادره ولا أمواله ولا مصادر تمويله تلك الأموال التي تمول الآن المظاهرات والمسيرات بل التخطيط للعمليات الإرهابية في سيناء والقاهرة، وأكد «سلماوي» في تصريحات أن الإخوان بالخارج كانوا ينشرون إعلانات بمئات الآلاف من الدولارات في أكبر الصحف العالمية ضد ثورة يونيو ومرجع هذا تمويل قطر وتركيا.
وهنا يأتي قرار طرد السفير التركي بمصر وخفض مستوي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الي درجة قائم بالأعمال قرارا يراه الكثيرون رادعا لقطر التي تُظهر لمصر وشعبها عداء واضحا وتقف ضد ثورته بل وتدعم التخريب والتدمير وتدعي أنها مع الشرعية وحقوق الإنسان.. وهي الدولة الأسوأ في معاملة العمالة.
وفي مجال حقوق الإنسان التي تدعي دفاعها عن الديمقراطية والحرية وتعتبر نفسها الداعم الأكبر لثورات الربيع العربي التي قامت من أجل الحرية والكرامة والعدالة تلك العدالة التي تفتقدها تلك الدولة الصغيرة حتي بين العمال الذين تستغل فقرهم ولجوءهم للعمل بها حتي إن أمين عام منظمة العفو الدولية قال: إنه من غير المقبول أن بلدا من أغني بلدان العالم يتعامل مع العمال الأجانب باستغلال ووحشية وينبغي علي العالم توجيه رسالة قوية لقطر بأن العالم لن يتسامح مع هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان، فالعمال في قطر يعاملون أسوأ معاملة بل كأنها السخرة لدرجة أن هذه القضية تستخدم الآن من قبل المنظمات الدولية لمنع قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بإقامة نهائيات كأس العالم في قطر.
تلك الدولة الصغيرة التي لم يصل عدد سكانها بـ2 مليون ومقسمة إداريا لسبعة أحياء فقط، تعتبر قاعدة عسكرية لأمريكا بل سمحت لكندا أيضا بعمل قواعد عسكرية بها.
وعلاقات قطر الدولية التي تثير الشبهات وعلي رأسها تحالفها مع إيران تحالفا عسكريا. قطر تدعو لتدمير مصر وتنسي أنها عاشت بلا جامعة حتي عام 1973 عندما سارع أساتذة جامعة مصريون بوضع لبنة التعليم الجامعي لدولة شقيقة بلا تاريخ بل إنها اختارت يوم 18 ديسمبر عيدا قوميا لها ولا يعرف أحد ما هي المناسبة؟ ولا ينكر إلا جاحد فضل مصر علي الدولة التي لا تملك من الحضارة الإنسانية سوي مليون برميل نفط ينتزع من جوف الأرض يوميا.. نسي حكام قطر فضل مصر وأساءوا للعلاقات بين البلدين كما لم يحدث من قبل.

الأكثر إساءة
ووفقا للسفير سيد أبوزيد مساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية والشرق الأوسط فإن الموقف القطري مسيء للعلاقات مع مصر وقد يفوق دورها ما قامت به تركيا من إساءة لمصر خلال الفترة الأخيرة وربما تكون تصريحات أردوغان من أهم محاور إثارة التوتر بين الطرفين فيما تلعب قطر دورا أكثر دعما واتصالا بعناصر جهادية في مصر وهي لا تخفي هذا فضلا عن

الدور الخبيث الذي تقوم به قناتها «الجزيرة» من بث روح العداء والفرقة والحض علي التخريب في مصر، ولكن قطر في النهاية دولة عربية وقد يكون التعامل معها له اعتبارات تختلف عن أي دولة خارج الإطار العربي، وهناك بعض الأقاويل بمحاولات لإصلاح ذات البين وإذا وصل لمصر هذه المساعي لن تتردد لكن وفقا لاشتراطات أولها: أن تتوقف قطر عن التدخل في شئون مصر والتوقف أيضا عن الاتصال بالجماعات المعادية لها، ولكن السؤال الذي يطرحه السفير سيد أبوزيد: هل بيد قطر أن تغير موقفها؟
الحقيقة أنها مجرد أداة لقوي أكبر تحركها فـ«دويلة» مثل قطر نظامها الحاكم «هش» للغاية ومحكومة بقوة أكبر هي التي تقعده علي كرسي الحكم ويؤكد ذلك الانقلابات التي حصلت فيها في السنوات الأخيرة، فالأب خلع الجد والابن خلع الأب لذا فنظام الحكم فيها علي كف عفريت وهي مسيرة وليست مخيرة، وأعتقد رغم ذلك أن القائمين علي النظام في مصر غير راغبين في الدخول في مواجهات بل يسعون للعلاقات الطيبة مع الجميع لكن مع ذلك فمصر قادرة علي أن ترد للمسيئين «الصاع صاعين» وموقفنا قوي ووضعنا ثابت وأنا مطمئن للقائمين علي الشأن الخارجي بداية من رئاسة الجمهورية، ووزير الخارجية، رجل ذو خبرة عريضة وله باع دبلوماسي وله مواقفه الوطنية المعروفة، وبالمناسبة فما حدث مع تركيا ليس إجراء عنيفا فهناك الأعنف منه هو قطع العلاقات تماما والتعامل مع قطر بالمثل يرجع لما يتراءي للقائمين علي الأمور الخارجية ووجهة نظرهم، وأعتقد أن اعتبارات عديدة يتم حسابها فالشعب القطري شعب شقيق وليس كله راضيا عن حكومته ومعروف أن هناك معارضة قطرية لسياسات حكامها وقطر التي تتحدث عن الديمقراطية هي أبعد ما تكون عنها والشعب ينال فتات الثروة علي الرغم مما يبدو عليه من ثراء فالأسرة الحاكمة تبدد ثروة الدولة كما تشاء.
فيما يري حسام الخولي عضو الهيئة العليا بحزب الوفد أن مواقف قطر المعادية لمصر ليست وليدة الظرف الحالي بل منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وكنا نتصور وقتها أن خلافا بين حاكمين متمددين فيحكم بلديهما عشرات السنين ولكن مع تطور المواقف اتضح أن قطر الحاكمة أي «العائلة المالكة» القطرية لديها عقدة «الكبير» من مصر ولا تزول من نفسياتهم وقد ظهر ذلك جليا في موقفها العدائي من ثورة شعب مصر علي الإخوان وحكمهم ودعمها لكل محاولات تخريب البلاد، ونحن هنا نطالب بأمرين أولهما: عدم السكوت علي ممارسات «لسان حالهم» «الجزيرة»، وينبغي هنا استخدام أسلحة الإعلام المصري وتسليط الضوء علي حكام قطر وطريقة وصولهم الي الحكم والعمل بالمثل سلاح بسلاح واستعراض تاريخ العائلة القطرية وأسرد حقائق وليس أكاذيب مثلما يفعلون ولنري تجربة النظام الديمقراطي الذي يتحدثون عنه فيقطر وطرق معاملة العائلة المالكة للشعب.
وهذا الرد الإعلامي قبل مرحلة قطع العلاقات وهنا يجب ألا ننسي أن قطر دولة عربية نحترم شعبها بغض النظر عن مواقف حكامها ويؤكد الدكتور حسام الخولي ضرورة لن يكون هناك تدخل من الدول العربية الكبري كالسعودية والكويت في العلاقة المصرية القطرية قبل تصعيد الإجراءات.
في نفس الاتجاه ينبه الدكتور إبراهيم أحمد أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس لضرورة الأخذ في الاعتبار العلاقة بين الشعبين المصري والقطري عند الحديث عن أي إجراءات تصعيدية قائلا: إن قطر دولة عربية وتربطنا بها علاقات قوية صحيح هناك نوع من التوتر في الأمور السياسية وخلافات لكن عندما ننظر الي أي دولة عربية فالأمر يختلف عن تركيا، فضلا عن أن ما حدث تجاه تركيا جاء كرد فعل لموقف رئيس وزرائها وتصريحاته أكثر من مرة المعادية لمصر، لكن الأمر مختلف بالنسبة لقطر وهناك روابط قوية بين الشعبين توجب علي الطرفين مراعاتها وإعمال صوت العقل.