رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى ذكرى التحرير.. سيناء تحت الاحتلال الثلاثى

بوابة الوفد الإلكترونية

اليوم الذكرى الأولى فى العقد الثالث لتحرير الأرض التى ضحى من أجلها أبناء مصر وذهب السادات فى نوفمبر 1979 إلى الكنيست الإسرائيلى منتصراً يعرض سلاماً يسترد به سيناء التى تمثل نحو ثلث مساحة مصر،

يبدو أن النظام الجديد عاجز عن أن يحافظ عليها لتبدأ طريق الضياع والاحتلال من جديد لكن هذه المرة احتلالها ثلاثى فلحركة حماس القابعة بقطاع غزة أطماعها.. وللموساد الإسرائيلى أهدافه.. وللجماعات الجهادية مآربها.
الثلاثى يعبثون بسيناء دون النظر لأهلها.. فى هذه الذكرى لن نحتفل بتحريرها وخروج آخر جندى إسرائيلى منها لكن سنقف دقيقة حداداً على أرواح شهداء ضحوا لطرد العدو قبل 40 عاماً.. وآخرون راحوا غدراً قبل 9 أشهر، لحظات الحداد تمتد لتشمل سيناء.. فيبدو أن البكاء على اللبن المسكوب أصبح أمراً واقعاً.. فى ذكرى تحريرها تحول الاحتفال بلحظات المجد والانتصار إلى وجع فى قلب أهلها، وضياع لأرضها وفقدان لحراسها.. وتحويلها إلى ضيعة لحماس والموساد والجهاديين.
المطامع الحمساوية قديمة.. فبعد اغتصابها للسيادة المصرية على سيناء عن طريق الأنفاق الحدودية الواقعة بين رفح المصرية وقطاع غزة بدأت تلك المطامع فى التنامى خصوصاً عقب صعود الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، باعتبارها غرفة من غرف البيت الإخوانى وكياناً تابعاً للجماعة.. فإنها تأمل فى أن تحصل على مدينتى رفح والشيخ زويد من سيناء لإقامة غزة الكبرى.
حماس لها أجندتها وأموالها وعملاؤها داخل سيناء.. فمنذ عام 2007 حتى 2013 كانت تتعامل مع 12 شخصية على الأكثر، يسمون بأمراء الأنفاق وهم من استخدمتهم حماس وأغدقت عليهم الأموال فى سبيل تنفيذ رؤيتهم، وأظهرتهم الحركة باعتبارهم وجهاء للقبائل فى سيناء وأجبرتهم على مساندة نظام الإخوان فى مصر والترويج للدستور وتأييد «نعم».
ولأن حماس تعانى أزمة غلاء الأسعار، خصوصاً الخضار والفواكه، لأنها سلع إما قادمة من مصر أومن إسرائيل، فإنها ضخت أموالاً لرجالها لشراء مزارع على ساحل البحر بالشيخ زويد، وداخل مدينة رفح، فحولت رجالها من أمراء الأنفاق إلى أصحاب مزارع ومستثمرى أراض، بعدما كانوا مهربين يقومون بتوريد السلع إلى غزة بأسعار رخيصة تتحكم بها حماس.
قيادات الإخوان المسلمين فى سيناء لا يمانعون من استثمار المال الحمساوى بمعرفتهم أو بالمشاركة مع أمراء الأنفاق، فالرجل الأول فى التنظيم الإخوانى بالعريش، قال: «حماس عندها فلوس كتير وتريد الاستثمار فى سيناء.. يبقى من الأفضل أننا نفيدهم ونستفيد منهم لذلك رفض قادة الجماعة تأسيس شركة مساهمة لتنمية سيناء مقسمة أسهماً متساوية موزعة على كل أبناء سيناء.. وأصروا على جعلها شركة خاصة لمن يدفع أكثر بغرض التحكم فى المال الموجود بسيناء، وضمان التصرف فيه وقت الحاجة إليه بما يخدم أهداف الجماعة.
المال ليس سلاح حماس الوحيد.. ولكن هناك أيضاً استهداف من جانب الحركة للشباب السيناوى من خلال السيطرة على مراكز الشباب الفقيرة التى تقع فى مناطق نفوذ الإخوان، وخاصة فى منطقة بئر العبد.. ومن خلال بروتوكول تعاونى رياضى بين المدينتين برعاية عدد من الشخصيات السياسية المصرية ، وكذلك هناك العشرات من شباب جماعة الإخوان المسلمين فى مصر اعتادوا على الزيارات المتكررة للقطاع بشكل ملحوظ، سواء من خلال المعبر أو من الأنفاق.. والزيارات تتم لتدريب هؤلاء الشباب وتهيئتهم للمرحلة المقبلة لقيادة المجموعات.
وبعد أن تواجدت حماس فى المجتمع السيناوى كان عليها أن تبحث عن كيفية اختراق مؤسسات الدولة، فبين ليلة وضحاها تم توقيع بروتوكول تعاون بين الغرفة التجارية بمحافظة شمال سيناء ونظيرتها فى غزة.. ثم زيارات متبادلة بين القطاع والعريش، بعدما قام مجموعة من رجال الأعمال المصريين بزيارة القطاع بشكل رسمى وسرى، وهو ما يفتح التساؤل: هل تعترف مصر بالحكومة المقالة فى القطاع، على الرغم من أنها لم تنفصل اقتصادياً عن السلطة الفلسطينية فى رام الله؟ وإذا كان هناك اعتراف من قبل الدولة المصرية بحماس كحاكم شرعى فى القطاع.. فلماذا لم يتم التعامل بشكل محترم ورسمى بين دولتين من خلال فتح معبر رفح.
وكذلك الزيارات المتكررة لوزير الصحة فى الحكومة المقالة بقطاع غزة لشمال سيناء والمدينة الشبابية التى شهدت خطبة الرئيس مرسى خلال الاحتفال بأعياد أكتوبر، وهو ما يوضح مدى اختراق حماس لسيناء.
اليأس لا يعرف لمخططات حماس طريقاً.. فعلى الرغم من الرفض الشعبى والرسمى المصرى لإنشاء المنطقة الحرة بين القطاع وشمال سيناء، إلا أن الحركة والجماعة متفاهمتان تماماً على ضرورة  إنشائها حتى ولو بوضع بذورها سراً، من خلال إغراء رجال الأعمال فى سيناء بأهميتها، ومن خلال بروتوكول تعاون اقتصاد يبين الحكومة المقالة ورجال الأعمال فى سيناء، مقابل تخصيص نسبة لهم من الضرائب المفروضة على المنتجات التى يقومون بتصديرها للقطاع، ويتولى المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد، وزياد ظاظا، وزير الاقتصاد فى الحكومة المقالة، تلك المهمة، ولا أدل على ذلك من تصدير أكثر من 250 سيارة عبر الأنفاق إلى غزة من خلال رجل أعمال سيناوى كان منتمياً للحزب الوطنى المنحل!!
أما الأخطر والذى يهدد السيادة المصرية، فإن حماس تقوم بالترويج لإظهار الجيش المصرى ضعيفاً فى سيناء، وذلك عن طريق تحريك عدد من الجماعات الجهادية التابعة لها فى سيناء لإثارة القلاقل بين الحين والآخر، وكذلك إظهاره عميلاً لليهود من خلال كشف مساوئ اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.. وكذلك التعدى على هيبة القوات المسلحة وهو ما ظهر خلال عام 2007 فى الحادث المعروف بـ«اقتحام الحدود فى الفتحة الأولى» وذلك لإيجاد فزاعة للقوات المسلحة وتوجيه رسالة للمجتمع الدولى بأن الإسلاميين هم الأجدر لحماية أمن إسرائيل.
كما أنها تعمل على إظهار مدينتى رفح والشيخ زويد على أنهما منطقة ملتهبة ومشتعلة لتهديد الأمن المصرى بشكل عام، وإجبار الجيش على التعاون معها مقابل التنازل عن فكرة إغلاق الحدود وهدمها الذى زاد خلال الفترة الأخيرة، لأن غلق الأنفاق فى ظل عدم وجود بديل لها لا معبر ولا منطقة حرة يعنى انتهاء صلاحية حماس فى القطاع.

الموساد.. كاميرات مراقبة على الحدود.. والعملاء يرصدون ما لا تراه التكنولوجيا

أما المحتل الثانى فهو «الموساد» أو جهاز المخابرات الإسرائيلى الذى لم يغادر مصر على الإطلاق حتى بعد حرب أكتوبر، ثم توقيع معاهدة السلام ثم تحرير طابا، لأن سيناء بالنسبة لهم هى جزء من الحل الذى يحلمون به ويسعون لتخطيطه، فشبه جزيرة سيناء فى اعتقاد اليهود هى جزء من الحلم الوطنى الكبير من النيل إلى الفرات، فهى بالنسبة لهم بداية الأمن القومى الإسرائيلى، التى يجب السيطرة عليها، تجنباً لأى عمليات مسلحة أو عسكرية قد

تأتى من خلالها.
فبالإضافة إلى ما حصدته إسرائيل من اعتراف رسمى من دولة الإخوان فى مصر من خلال تعهدهم بالحفاظ على المعاهدات والاتفاقيات المبرمة سابقاً، وخطاب «صديقى العزيز» المرسل من القاهرة إلى تل أبيب، فإن الموساد لم يكتف بذلك، بل يعمل دائماً من أجل اختراق سيناء، والحفاظ على الأمن القومى الإسرائيلى، فيقوم بزرع كاميرات مراقبة على الحدود وتركيب مجسات ونشر بطاريات مضادة للصواريخ، وكذلك تثبيت منطاد يقوم بتصوير كل شبر فى سيناء.. بالإضافة إلى المطالبة الدائمة بزيادة أعداد قوات حفظ السلام المتواجدة بسيناء.
الفقر والجهل.. وقلة الولاء.. وضعف الانتماء، ثلاثة عناصر يضعها رجال الموساد فى أذهانهم لتجنيد عملائهم بسيناء.. فيختارون إما من بدو سيناء على طول الشريط الحدودى بين البلدين أو من أبناء البدو القاطنين بوسط سيناء.. ويلعب رأس المال اليهودى الدور الأول فى استقطاب هؤلاء، فهم مهمشون من قبل الدولة التى تطالبهم بحقوقها دون أن تقدم لهم الحد الأدنى من الخدمات التى تجبرهم على الانتماء إلى بلدهم، وكذلك يدخل ضمنهم البدو المعتقلون بسجون إسرائيل لفترات طويلة، فبعد أن تجاهلتهم الدولة يصبحون صيداً سهلاً للموساد، منذ اليوم الأول لقضاء عقوبته، بجانب عملاء الموساد من أبناء البدو.. فهناك عدد منهم بالأساس من أبناء فلسطين، فهم أيضاً يفهمون طبيعة الصحراء المصرية، مما يسهل عليهم القيام بأى شىء، يطلب منهم ضد مصر.
وكعادة اليهود يعتمد الموساد على الخطط طويلة المدى فيقوم بزرع عملاء له بهدف بث أفكار معينة ضد مصر، سواء أفكار جهادية تكفيرية ضد الدولة أو بزرع عملاء يروجون بضرورة استقلال سيناء عن مصر.

الجهاديون.. 8 جماعات تحلم بـ«الإمارة الإسلامية»


أما ثالث القوى التى تعبث بسيناء فهى الجماعات الجهادية التى انتشرت وتوغلت فى سيناء عقب اندلاع ثورة يناير، وتتواجد فى سيناء حوالى 8 تنظيمات جهادية تقدرعناصرها بحوالى 1500 جهادى يتخذون من شمال سيناء موطناً لهم، ومن الوسط مقراً تدريبياً ومن الجنوب مسرحاً لتنفيذ عملياتهم، وتعتبر القاعدة مثلاً أعلى لهم، ويسعون لإقامة إمارة إسلامية من بين هذه التنظيمات تبرز جماعة مجلس شورى المجاهدين وتعد من أكبر الجماعات فى سيناء، ويرتبط التنظيم فى العراق بالقاعدة بشكل مباشر، ولديه فرع فى قطاع غزة يحمل اسم «مجلس شورى المجاهدين فى أكناف بيت المقدس»، وآخر فى سيناء يحمل اسم «مجلس شورى المجاهدين»، غير أنه لم يعلن مسؤوليته عن أية أعمال عنف وقعت فى سيناء، ويؤكد أنه يجاهد من أجل تحرير فلسطين.
أما تنظيم التوحيد والجهاد الذى يأتى على رأس التنظيمات المسلحة التى تتبنى فكر القاعدة فى سيناء، وتسير على نهجها، فهو فى حقيقة الأمر تنظيم التكفير والجهاد، لكنه اضطر إلى تغيير الاسم نظراً لنفور أهالى سيناء وبعض أتباعه من الاسم الأول، الذى ارتبط بالكثير من العمليات الإرهابية فى مصر، وشارك هذا التنظيم فى تفجيرات طابا فى 2004 وتفجيرات شرم الشيخ فى 2005، ثم تفجيرات دهب فى 2006، أما تنظيم «القاعدة فى أرض الكنانة» فهو يحمل اسم القاعدة مباشرة ودون مواربة، لا ينتمى مباشرة إلى القاعدة فى أفغانستان، أنشئ فى 2006 أما تنظيم الرايات السوداء فيعتبر الأكثر نشاطاً وعنفاً فى سيناء خلال المرحلة التى أعقبت الثورة، ويتبنى الدعوة إلى تحويل سيناء إلى إمارة إسلامية، فقد هاجم قسم شرطة ثانى العريش، ونفذ تفجيرات خطوط الغاز، ويرفع أعلام القاعدة ذات اللواء الأسود، تنظيم جيش الإسلام الذى يتخذ من غزة مقراً له ولديه فرع فى سيناء، ويتبنى عمليات ضد إسرائيل ومصر فى الوقت نفسه، واتهمته القاهرة بالضلوع فى تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية فى يناير 2011، بالإضافة إلى جماعة السلفية الجهادية.
وقد دخلت مؤسسة الرئاسة معها فى جولات تفاوضية بقيادة الدكتور عماد عبدالغفور، مساعد رئيس الجمهورية، مما أكسبها أرضاً لم تكن تتخيلها، وأضاف على تواجدها فى سيناء مزيداً من الشرعية، حيث توصلت معهم القيادات السلفية إلى حلول بمقتضاها ينتهى العنف.. لكن جهات سيادية رفضت التسليم بتلك النتائج.
ويبدو أن وجود الجماعات الجهادية فى سيناء مرتبط بحماس فى قطاع غزة.. لكنه مرتبط أكثر بجماعة الإخوان المسلمين، حيث لخص أحد القيادات البارزة فى الإخوان بسيناء الموقف، قائلاً: حينما تهدأ الأمور على الساحة السياسية وتتضح الرؤية لصالح من تتجه البوصلة فإننا نستطيع تفكيك هذه الجماعات خلال يومين.