رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"أنبوبة البوتاجاز" تتحدى ثورة يناير


أزمة الغاز مستعصية في بلادنا في الوقت الذي تصدّر مصر الغاز إلى العديد من دول الجوار ومنها العدو الإسرائيلي؛ وبأسعار تفضيلية.

وعلى الرغم من أن البلاد تعيش أجواء ثورة، فإن الأزمة باتت تتحدى المصريين وتزداد سوءا، ولم تفلح بعد حكومة الثورة بقيادة الدكتور عصام شرف في إجهاض أزمة أنبوبة الغاز، وسط اتهامات لفلول الوطني والبلطجية بإثارة الأزمة وإشعال أسعار السوق السوداء.

المشكلة في شركات التعبئة

تبدأ المشكلة من محطات التعبئة المنتشرة في أرجاء المحافظات وتعود لكبار محسوبي النظام السابق وعلى رأسهم مجدي راسخ رجل الأعمال ووالد زوجة علاء مبارك البعيد عن طائلة القانون ومجموعته الضخمة المتعددة الأنشطة "كايروجاس" و"سوجاس"التي تعود لرجل الأعمال محرم هلال وآخرين وكلهم يسهمون في احتكار هذه السلعة التي تتوقف الحياة بدونها ، وخاصة في المناطق التي لم يصلها الغازالطبيعي، بالطبع نظيرعمولة متصاعدة ، وتلويحات من النظام السابق أن الدعم سيرفع من هذه السلعة البالغة الأهمية وأنها ستضاف إلى بطاقات التموين.

يقول المهندس أبوالعز كمال المدير العام المساعد ورئيس اللجنة النقابية ببتروجاس: إن الاتفاق على تحديد العمولة كان لتوصيل العبوة إلى المنازل بخمسة جنيهات، وكانت كايرو جاس تحصل عليها من بتروجاس بحوالي 140 قرشا وللأسف هذا لم يحدث ، فالمستثمرون استغلوا الوضع ولم يذهب الدعم للمستهلك محدود الدخل بل ذهب لجيوبهم ، حيث كانت "بتروجاس" تقدم العبوة للمستهلك من الشركة بـ 250 قرشا وكان الباعة الجائلون يحصلون على العبوة بـ 5 جنيهات، ويوزعونها بسعر متوسط إلى 15 ـ 30جنيها دون رقيب ولا حسيب.

مظاهرة الغاز في الفيوم

يظل الحال على ما هوعليه، فهناك مفسدون لا يزالون يسيطرون على مقدرات مصر ، ويعبثون بسلعة يحتاجها 14 مليون مواطن تصاعدت الأزمة مرة أخرى بعدما كانت قد هدأت مع نهاية العام الماضي.

ففي الفيوم اشتدت اشتدت الأزمة فى العديد من القرى،ورفع الأهالى أسطوانات الغاز الفارغة داخل ديوان عام محافظة الفيوم لتوصيل معاناتهم فى الحصول على أسطوانة الغاز إلى اللواء محمود عاصم جاد محافظ الفيوم .

وقف النساء والرجال كل منهم يحمل أسطوانات الغاز الفارغة تعبيرا عن عدم وصول الغاز إليهم منذ فترة ، كما حملوا أرغفة من الخبز الذى يملأه السواد من كافة جوانبه ولا يجدونه أيضا .

وأكد العشرات من أهالى قريتى سرسنا التابعة لمركز طامية وشدموه التابعة لمركز إطسا من بينهم أن سعر أسطوانة الغاز تعدى 25 جنيها للواحدة ومن الصعب الحصول عليها ولم يجدوا سوى طردهم من مكتب مدير عام التموين بالفيوم عندما لجأوا لتقديم شكوى.

الغريب فى الأمر هو قيام المسئولين عن مشروع البوتاجاز فى المحافظة بتوزيع الحصة على بعض البلطجية فى سنورس وابشواى ومدينة الفيوم وعدد من اعضاء الحزب الوطنى خاصة فى مركز سنورس من اجل حمايتهم وعدم تعرض الاسطوانات للسرقة ,مما ادى الى قيام هؤلاء البلطجية بالتحكم فى بيع الاسطوانة بسعر يتراوح بين 15 و25 جنيها للمواطنين.

وتؤكد بعض المصادر انخفاض حصة المحافظة من 18 الف اسطوانة الى 4 الاف اسطوانة يوميا , ,وتشهد عمليات توزيع الاسطوانات من مخزن دمو بمركزالفيوم زحاما كبيرا واعمال بلطجة اثناء عملية التوزيع التى تتم فى ساعة متأخرة من الليل.

وكان مركز ابشواى بمحافظة الفيوم قد شهد منذ آخر مارس الماضي أزمة فى اسطوانات البوتاجاز مما ادى الى زحام شديد من الاهالى للحصول على احتياجاتهم من الغاز.

وقال احد ابناء المركز: ان حصة المركز من اسطوانات البوتاجاز تقدر بـ 600 اسطوانة يوميا بينما لا يصل منها سوى 270 اسطوانة ،مشيرا الى ان هذا العجز الكبير تسبب فى ازمة وفى رفع أسعار اسطوانات البوتاجاز ،وطالب أهالى المركز بضرورة تشديد الرقابة على مخزن الاسطوانات لضمان وصول الحصة المقررة إليهم منعا للتلاعب بأسعارها فى السوق السوداء.

في الإسماعيلية معاناة بلا حدود

أما في الإسماعيلية فقد شهدت مدينتا ابو عطوة وأبو صوير احتشاد عدد كبير من المواطنين وذلك للحصول على انبوبة بوتاجاز واحدة حيث شهدت الايام السابقة سرقة العديد من الانابيب الخاصة بالمواطنين ومن المستودعات .

وعادت الطوابير أمام مستودعات الانابيب بقرى وأحياء الاسماعيلية ، بينما استغل الموزعون الازمة ببيع اسطوانات البوتاجاز بأسعار مضاعفة حتى وصل سعرها الى 25 جنيها والرقابة من الاجهزة المعنية معدومة والذين يدفعون الثمن هم المواطنون .

سببان لتلك الأزمة بحسب آراء المواطنين ، أولهما إدارى وهو ضعف الرقابة التموينية مما نتج عنه تهريب اسطوانات الغاز الى مزارع الدواجن ويتم بيعها بسعر 15

جنيها، ونتج عن ذلك شح الانابيب فى المدن والقرى بالاسماعيلية ، والسبب الثانى فنى ويتلخص فى انخفاض وزن الانبوبة المفروض أن يكون فى المتوسط 30 كيلو جراما ولكن وزنها الحالى يتراوح من 22 الى 25 كيلو كما ان معظم الانابيب فى حاجة الى الصيانة حيث إنها بها انحناءات كثيرة وغير صالحة للاستعمال الآدمى.

وأوضح عدد من المواطنين أنهم يعانون الانتظار فى الطوابير أمام مستودع الانابيب الموجود بقرية فنارة وكثيرا ما قد تحدث المشاجرات بين المواطنين لاثبات أحقيتهم لأخذ الأنبوبة بسبب نقص كمية الانابيب بالمستودع وكثيرا ما نعود دون أن نحصل عليها وعندما نسأل المسئولين بالقرية تكون الاجابة بأن السيارة المخصصة لم تأت الا بعدد قليل من الانابيب.

وفي مدينة فايد في 4 مايو والتل الكبير تدور بحسب شهادات الأهالي معارك طاحنة من أجل الحصول على أنبوبة غاز وسط اتهامات لقيادات الوطنى المنحل بنشر الفوضى بين المواطنين وتحويل حصص الغاز الى مناطق خاصة بهم وللمحاسيب وأصحاب النفوذ من قيادات الوطنى.

الوضع مستتب في القليوبية

الوضع يختلف في القليوبية حيث ينفي مسئولو التموين بالمحافظة وجود أزمة بالبوتاجاز مشيرين أن ان الحملات مستمرة على شركة بتروجاز للغازات البترولية وكافة المستودعات وقمائن الطوب وتحرير محاضر مخالفة فى حالة عدم استخدام المازوت واستخدام البوتاجاز بدلا منه وكذلك متابعة استخدام البوتاجاز فى المناطق التى يصل إليها الغاز الطبيعى واستخدام البوتاجاز بالمحلات التى تقع فيها، حيث تم تحرير عشرات المحاضر فى مجال البوتاجاز حيث تم ضبط أمنة فهيم عيسى صاحبه مستودع بوتاجاز بالخصوص لقيامها بالتصرف فى 380 أسطوانة بوتاجاز وبيعها فى السوق السوداء وضبط 5 باعة جائلين لقيامهم ببيع الاسطوانات بأزيد من السعر الرسمى.

الغاز الطبيعي يصل دمياط

أما دمياط فكانت أوفر حظا من سائر المحافظات، حيث يقول حسني عبد العزيز مدير عام التموين بدمياط: إن حصة دمياط من البوتاجاز في الشهر 10.000 عشرة آلاف طن تعبأ في حوالي 800.000 أنبوبة .

في حين أن تعداد الأسر في المحافظة يبلغ 305.000 أسرة بمعدل 2.6 أنبوبة لكل أسرة شهريا ، كما يوجد بالمحافظة محطتان لتعبئة البوتاجاز الأولي في شطا والثانية في دمياط الجديدة بالإضافة إلي أن الغاز الطبيعي قد غطي معظم مدينة دمياط وملحقاتها وكذلك مدينة دمياط الجديدة مما ساهم في تخفيف الإحساس بالأزمة ووفر جزءا كبيرا للبلاد التي ما زالت تستعمل الأنابيب.

ويقول رأفت الجوهري من كفر البطيخ أن مشكلة دمياط هي في تهريب البوتاجاز لأن به وفرة إلى المحافظات المجاورة وفي دمياط يعاني الأهالي من أزمة اسطوانات البوتاجاز التي ارتفع سعرها إلى معدل خيالي منذ إبريل الماضي وتم ضبط سيارة محملة بـ 110 أسطوانات بوتاجاز قام صحابها بتجميعها لبيعها بالسوق السوداء.

كانت هذه الجولة الأولى لنا وسيظل الملف مفتوحا حتى نجد حلولا ونعرف من يقف وراء الطوابير الطويلة لطالبي انبوبة البوتاجاز في تفرقة واضحة بين المحظوظين ممن دخل الغاز الطبيعي بيوتهم وبين من لا يزالون في طابور الانتظار لأنبوبة البوتاجاز.