رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسرار الفرقة 95 إخوان

العرض العسكري لشباب
العرض العسكري لشباب الإخوان في جامعة الأزهر

دون أن يدري أزاح أسامة ياسين القيادي الإخواني وزير الشباب الستار كما يسمي بالفرقة 95 في الجماعة وأعطي الرجل في لحظة صراحة نادرة لن تتكرر مفتاح الغرفة المغلقة التي كانت تعيش فيها تلك الفرقة وتختبئ من نظام مبارك إلي معارضي الجماعة ليدخلوا في أعماقها ويكشفون حقيقة تلك الفرقة وما فعلته أيام الثورة وبعدها.

وجاءت التسريبات الواردة من تقرير لجنة تقصي الحقائق في قتل المتظاهرين أثناء أحداث ثورة يناير لتؤكد وجود ما يسمي بالفرقة 95 وأن اللجنة تلقت بلاغات حول تلك الفرقة وتسلمت جزءاً من مقطع فيديو للدكتور أسامة ياسين وزير الشباب في قناة الجزيرة في حوار مع الإعلامي أحمد منصور أن الفرقة كانت تعتلي أسطح العمارات في ميدان التحرير وإنها كانت مكلفة بحماية الميدان من أي اعتداءات.
ورغم ان اللجنة شكلها الرئيس لحفظ ماء وجهه خاصة بعد أن أعلن عن إعادة محاكمة المتورطين في قتله الشهداء فإن اللجنة وضعت الرئيس في مأزق بعد الكشف عن الفرقة 95 واستقالة عدد من أعضاء اللجنة وهو ما أجل خروج التقرير النهائي الذي كان يحمل مفاجآت عديدة بحسب تأكيدات أعضائها رغم الانتهاء من صياغته.
الكلام عن الفرقة 95 أكدته أيضا شهادة اللواء حسن الرويني مساعد وزير الدفاع السابق والقائد العام السابق للمنطقة المركزية يقول إنه طلب من الدكتور محمد البلتاجي في وجود الداعية صفوت حجازي أن يقوم بإنزال شباب الإخوان الموجودين علي العمارات المطلة علي الميدان وعلي كوبري 6 أكتوبر إذا كانت للجماعة سيطرة عليهم فتحفظ في البداية وعندما هددته بالقبض عليهم وإطلاق النار عليهم وعد بالتدخل وإنزالهم من أسطح العمارات.
الاتهامات الموجهة إلي الفرقة 95 ليست الأولي وربما لا تكون الأخيرة فهناك العديد من أسرار ما جري في ميدان التحرير أثناء الثورة الأولي لم يتم الكشف عنه كما ان هناك اتهامات للجماعة بفتح السجون وحرق أقسام الشرطة بالتعاون مع حركة حماس وهي الاتهامات التي ما زالت قيد التحقيق فيها خاصة أن هناك عشرات البلاغات التي قدمت الفرقة 95 بحسب الخبراء لم تحمل رقماً كودياً ولكن رقمها يشير إلي أنها أنشئت عام 1995 مع بداية الضربات الأمنية تجاه الجماعة لتكون مستعدة لمواجهة النظام السابق لو قرر التخلص من قيادات الجماعة ويؤكد الخبراء أيضا ان تلك الفرقة مسلحة وتلقت تدريبات عسكرية في الخارج لتكون قادرة علي مواجهة النظام السابق والدفاع عن الجماعة.
وحتي قبل ظهور الفرقة 95 كان لدي الجماعة تنظيم عسكري خاص بها وجناح عسكري قام بإجراء العديد من الاغتيالات وأعمال الإرهاب في منتصف القرن الماضي وتطور التنظيم الخاص حتي أصبحت ميليشيات تحافظ علي الجماعة وظهرت تلك الميليشيات في أحداث الاتحادية التي اندلعت عقب الإعلان الدستوري وراحت تلك الفرقة تؤدب الثوار وتسحلهم.
بداية الفرق الخاصة بالجماعة أو ما يسمي بالميليشيات كان عام 1938 فحسب ما ذكره القيادي الإخواني السابق أحمد عادل كمال في كتابه النقط فوق الحروف - التنظيم الخاص لجماعة الإخوان - أن التنظيم الخاص للجماعة أنشئ علي يد حسن البنا وبدأ بصالح عشماوي وحسين كمال الدين وحامد شريت وعبدالعزيز أحمد ومحمود عبدالحليم وعبدالرحمن السندي.
وقال كمال في كتابه إن النظام الخاص كان أكثر أجهزة الإخوان فاعلية في تربية النفوس وصقلها بروح الإسلام حيث كان الميدان العام للإخوان يتلقي الأفراد «ملتزمين وغير ملتزمين» و«صالحين وغير صالحين» فيمرون بوسائل التكوين من دروس ومحاضرات وجوالة وأسرة وكتيبة وكل منها يضيف إلي تكوينه النفسي، أما الانضمام إلي التنظيم الخاص فكان من عناصر منتقاة.
وأشار كمال في كتابه إلي أن التنظيم الخاص بدأ نشاطه الأول بعملية حصر لليهود الموجودين في مصر حيث لم يكن ولاؤهم للحركة الصهيونية محل شك كما حصر التنظيم رجالات الأحزاب في مصر ودرس مساكنهم ومسالكهم وما تيسر من المعلومات عنهم وأضاف: وقمت أنا ومجموعتي بدراسة بيت النقراشي باشا في مصر الجديدة ولم يكن هدفنا التعرض لهم ولكنها دراسات متعددة الأهداف فمن أهدافها كان تدريب الإخوان علي هذا النوع من الدراسات ومنها احتمالية الحاجة إليها في يوم ما لعمل جاد (وهو ما حدث بالفعل؟!!).
وأشار كمال في كتابه «النقط فوق الحروف» إلي أن التنظيم الخاص كان يتبع قسم المخابرات ويبدو أنه أنشئ مبكرا فأدخل بعض إخوان التنظيم في الأحزاب والهيئات الأخري بمصر حتي نكون يقظين لما يجري علي الصعيد السياسي في مصر.
كلام أحمد عادل كمال يحمل الكثير من المفاجآت عن الجماعة التي تعتبر نفسها دولة مستقلة بذاتها داخل مصر بما تمتلكه من ميليشيات وأقرب مثال علي ذلك ما ذكره المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف أثناء الاعتداءات الإسرائيلية علي جنوب لبنان عندما أكد أن الجماعة لديها استعداد لإرسال 10 آلاف إخواني مدرب علي أعلي مستويات التدريب والعلم والتكنولوجيا كي يستطيعوا التعامل مع العدو الإسرائيلي ويلحقوا به الهزيمة.
ولا يمكن اعتبار كلام عاكف زلة لسان ولكنها حقيقة فرض الأمر الواقع علي مرشد الجماعة ان يكشفها للرأي العام ولكنه كشف ان الجماعة لديها جناح عسكري مدرب علي أعلي مستوي حسب تصريحاته وأن التدريب لا يمكن ان يكون داخل السجون ولكن في معسكرات وعلي أيدي خبراء وهو ما يبين سر القوة التي تشعر بها الجماعة في مواجهة الدولة المصرية.
ثروت الخرباوي القيادي الإخواني السابق قال إن الفرقة 95 داخل الجماعة هو تعبير استخدمه أسامة ياسين وهذا له دلالة علي أنها ليست ذلة لسان ولكنها حقيقة وواقع وكون أسامة ياسين مسئول عن الشباب في الجماعة فليس بعيداً ان تكون تلك الفرقة معه.
ولا يستبعد ان تكون الفرقة 95 هي التي اقتحمت الخيام في أحداث الاتحادية فقد ظهروا بطريقة منظمة وبهتاف مشابه ومن الواضح ان تلك الفرقة مدربة تدريباً عسكرياً.
وأكد الخرباوي ان اختيار رقم 95 للفرقة الإخوانية المدربة ليس مجرد كود رقمي ولكنه يحمل اسم العام الذي تكونت فيه الفرقة حيث إنه في عام 1995 حدثت ضربة أمنية للجماعة وأدركوا ان النظام السابق سيكون في مواجهتها عسكريا فكونوا تلك الفرقة.
وأشار الخرباوي الي أن هناك مقدمات علي اقتحام الجماعة للسجون منها تصريحات وزير الداخلية السابق اللواء منصور العيسوي وتصريحات بعض الضباط عن وجود ميليشيات مسلحة وبأن هناك سجوناً بها قيادات من الإخوان تم اقتحامها بشكل منظم وبطريقة متشابهة.
وأكد الدكتور عبدالرحيم علي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية ومدير المركز العربي للدراسات الاستراتيجية ان هناك بالفعل ما يسمي بالفرقة 95 وان تلك الفرقة مسئولة عن قتل الثوار في ميدان التحرير لإشعال الموقف وان تلك الفرقة تعمل تحت قيادة خيرت الشاطر ومحمود عزت القيادين بالجماعة.
وأضاف عبدالرحيم انه في عام 1995 تم حبس ما يقرب من 85 من قيادات الجماعة في القضايا

أرقام 8 و11 و12 لسنة 1995 وكانت تلك بداية الضربات الأمنية بين مبارك والجماعة خاصة بعدما بدأوا في السيطرة علي النقابات وأصبح لهم دور فاعل في المجتمع فوجه لهم النظام ضربة أمنية.
وأشار المتخصصون في الحركات الإسلامية الي ان الجماعة أرسلت منذ عام 1980 وحتي عام 1992 شبابها للتدريب علي السلاح في أفغانستان وذلك بهدف تكوين نواة لجيش لها تستخدمه في الوقت المناسب للسيطرة علي الدولة والتدخل في شئون بعض الدول الأخري وعندما سيطرت حماس علي غزة أرسل شباب الجماعة إلي غزة للتدريب عبر الأنفاق وتلك كانت نواة الفرقة 95 المسلحة الآن ولديها سلاح متطور وذلك لمواجهة الجيش ومنعه من الانقلاب علي السلطة وتلك المجموعة التي كانت تستعد لعمليات مسلحة في مصر في حالة فوز شفيق وهي التي كانت ستدفعها الجماعة في الشارع لو أعلن فوز شفيق.
وقال ان الجماعة عندما أدركت مدي تأثير خطاب مبارك العاطفي علي الشعب المصري وإن احتمال فض ميدان التحرير قائم وبالتالي إجهاض الثورة دفعت الجماعة بالفرقة 95 إلي الميدان لإشعال الموقف ولكي تبقي علي الثوار في الميدان حتي تأتي فرصة الاقتناص وجني الثمار.
وأشار ممدوح حمزة الناشط السياسي إلي ان ما أعرفه من مشاهداتي للثورة أنه كان هناك شباب من الإخوان علي أسطح العمارات الموجودة في التحرير وأن أحد سكان إحدي العمارات قال لي انه فوجئ بشاب يتحدث بلهجة غير مصرية يطلب الصعود إلي سطح المنزل وإلي بالكونة المنزل ولم يكن لا شرطيا ولا من عناصر الجيش.
ويتابع حمزة أن الجماعة كان لديها سجن خاص حول الميدان كانت تصحب إليه وتعذب من تشاء في أيام الثورة الأولي، ولا يستبعد حمزة ان يكون الإخوان قد تحدثوا مع عمر سليمان نائب الرئيس ومع العسكر بعد ذلك أنهم سوف يفضون الميدان وأنهم أطلقوا النار ليس لقتل الثوار وإنما لفض الميدان والإخوان الآن في قفص الاتهام في تلك القضية.
ولفت إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير الصوفي إلي ان الجماعة لديها ما يسمي بفرق الاغتيالات وهي جزء من الميليشيات الخاصة ويختارون لها أرقاماً كودية وهذه الفرق والميليشيات عبارة عن تنظيم سري مشيرا هنا إلي التنظيم المسلح والجناح العسكري للجماعة أربعينات القرن الماضي حيث فجروا محكمة باب الخلق وقتلوا 19 مصريا وأصابوا 49 شخصا.
وقال انه لمعرفة من قتل الثوار في أحداث الثورة الأولي فإنه يجب ان نتبع القاعدة التي نقول ابحث عن المستفيد والجماعة هي المستفيد الوحيد من قتل الثوار وهم الذين حركوا الأحداث ووصلوا إلي الحكم بعدها كما أن الجماعة لديها ميليشيات وخيرت الشاطر نائب المرشد كان يحاكم عليها.
ويواصل زهران: أعتقد ان تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث قتل المتظاهرين لن يأتي بجديد وهو نوع من الدعاية للرئيس ولن يذكر التاريخ حقائق واضحة وتحاشت اللجنة الحديث عن فتح السجون لعدم إحراج الرئيس علما بأن السجون فتحت كلها بطريقة منظمة والرئيس نفسه عندما كان سجينا تحدث فور خروجه علي قناة الجزيرة وهو أمر يبدو مرتباً له.
وأشار الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إلي أن الجهاز الخاص للجماعة موجود منذ عام 1938 عندما أسسه المرشد حسن البنا واستمر حتي أيام المرشد حسن الهضيبي قبل ان يكشف ويتم حله بشكل نهائي ثم يعاد تشكيله بمسمي مختلف برئاسة يوسف طلعت عام 1954.
وأكد اللواء فؤاد علام مدير جهاز أمن الدولة السابق إن الإخوان أسسوا لهم تنظيماً عسكرياً عام 1954 وقام أعضاؤه بقتل الخازندار باشا والنقراشي باشا وحاولوا قتل النحاس باشا وحامد جودة رئيس مجلس النواب ونفذوا تفجيرات حارة اليهود ودور السينما وأقسام الشرطة.
وأكد اللواء محمود قطري الخبير الأمني ان الجماعة تنفي وجود الفرقة 95 ولكن هناك بعض الشواهد علي وجودها ففي الأربعينات نفذت الجماعة عددا من الاغتيالات السياسية وبعدها دخلوا تحت الأرض إلا أن ظهرت علامات وجود تشبه التنظيمات مثل العرض العسكري لطلاب الأزهر وما حدث من شهادة اللواء الرويني، كما ان بعض ضباط الشرطة في الأقسام أكدوا لي أن حرق الأقسام كله تم في توقيت واحد كما فتحت السجون في نفس التوقيت، ويضيف وما يحدث من مظاهرات عقب كل قرار للرئيس يؤكد ذلك ولفت محمود قطري إلي ان بعض الضباط أكدوا لي ان فتح السجون تم بمؤامرة وليس بشكل عشوائي وفي دمنهور مثلا قام شباب الجماعة بعد اقتحام السجن بنقل السلاح إلي مكان قريب منه كما ان بعضهم كان بجوار السجون.