رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة مياه = وفاة!

بوابة الوفد الإلكترونية

كلما قست علينا الشمس تحسسنا أكواب المياه.. عسي أن نطفئ بمياهها لهيب الحر..

وكلما اقترب شهر رمضان تهفو القلوب لمياه الشرب التي سنطفئ بها ظمأ الصيام وننهي بها صوما مقبولا لنبدأ إفطارا شهيا.
والكارثة أنه في رغم نار الحر.. ورغم اقتراب شهر رمضان إلا أن الملايين من المصريين لا يجدون مياها يشربونها.. وملايين غيرهم يتجرعون الماء سما وأمراضا قاتلة.
صحيح أن هذه الكارثة ليست جديدة.. وصحيح أيضا أن نظام مبارك أدرك وجودها ولهذا راح مبارك ورجاله يشربون مياها  معدنية.. والسؤال: هل سيسير «مرسي» علي سياسة المياه المعدنية كما فعل مبارك أم سيشرب مما يشرب منه ملايين المصريين.

المنيا:
الموت في شربة مياه
850 ألف منياوي يشربون مياه غير صالحة .. و76٪ من مياه القري مخلوطة بالصرف الصحي
.. و25٪ من المرضي بسبب تلوث الماء

المنيا – أشرف كمال

يعانى من 5 ملايين منياوى من تلوث مياه الشرب لا سيما بمراكز المنيا وسمالوط وملوي وبني مزار ومطاى حيث احتوت مياه الشرب على شوائب كثيفة وزيادة في نسبة الأملاح والرصاص مما تسبب في تفشى الأمراض وإصابة آلاف المواطنين بالأمراض. 
كانت محافظة المنيا قد شهدت مؤخرًا مظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة بسبب النقص الحاد في مياه الشرب، إضافة الي اختلاط مياه الشرب بالسموم نتيجة إستمرار العديد من المصانع في صرف مخلفاتها الصناعية في مياه النيل بما يقدر بـ40 ألف متر مكعب من مخلفات الصرف الصحى الخاص بمصنع سكر أبوقرقاص ومصنع حليج الأقطان بالمنيا الذى يصرف مخلفات الصرف الصحى وبشكل مباشر فى نهر النيل  بالإضافة لآلاف القرى التي ما زالت تصرف مخلفاتها في محيط الرى بسمالوط ونهر النيل.
وتعاني معظم قرى المنيا من انقطاع المياه لشهور خاصة فى القطاع الغربى من قرى المحافظة مما دفع أهالي بعض القرى إلى التظاهر والاحتجاج أمام مبني ديوان المحافظة وهذا ما شهدته قري «سوادة بمركز المنيا وطحا الأعمدة بسمالوط والمحرص بملوي والفكرية بأبوقرقاص وحلوة بمطاى وأبوجرج ببنى مزار. 
وترجع كارثة تلوث مياه الشرب إلي حالة الشبكات التي تآكلت وصدئت لقدمها ولكونها لم تشهد عمليات صيانة أو إحلال وتجديد منذ ما يقرب من 30 عاما، التى ظهرت بشكل جلى وواضح بشبكة مياه شرب مطاى فشلت فى تشغيل محطة تحلية مياه الشرب بإدقاق لتغذية قرى غرب مطاى بقطاع حلوى ومنبال بعد تهالك شبكات الموصلة من محطة التحلية ومناطق الاستهلاك.
ووصف الخبراء تلوث شبكات المياه بأنها الأكثر خطورة، وقالوا: إن وجود ثقوب فى شبكات المياه يجعلها أكثر عرضة لنمو وانتشار البكتيريا الضارة فيها.. وهو ما يستلزم إجراء صيانة دورية على هذه الشبكات لتجنب تلوث مياه الشرب
وعدد الخبراء جملة أسباب تقف وراء تلوث المياه بعد الخروج من المحطة كعدم تنظيف صهاريج المياه وعدم تعقيمها إضافة إلي المخلفات الإنسانية والحيوانية التي تختلط بالمياه تتسبب في توالد بكتيريا ضارة بالإنسان إضافة إلي مواتير المياه التى يلجأ اليها المواطنون لرفع الضغط حتى تصل المياه الى الأدوار العليا تؤدي إلي انجراف أعداد هائلة من الكائنات الطفيلية الملتصقة بجدران المواسير مع مياه الشرب.
كما تمت الإشارة بشكل واضح إلى أن ضغط الهواء يعمل على تزايد تفاعل الكلور مع المواسير الرصاص والبلاستيك مما يمثل خطورة حقيقية على صحة الإنسان خاصة أن هذه العوامل تؤدى إلى تكاثر أجيال من البكيتريا وظهور جراثيم، تصيب الانسان بنزلات معوية حادة.
وعلي النقيض جاء تقرير شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنيا ليؤكد عدم تلوث مياه الشرب وهو ما أصاب أهالي المنيا بصدمه خاصة أنهم يضطرون إلى شراء جركن المياة بـمبلغ 4 جنيهات من الباعة الذين انتشروا وخلقوا سوقا جديدة لبيع المياه.. وتؤكد العديد من الإحصائيات أن 17% من الأسر في محافظة المنيا تعتمد في حياتها على مياه ملوثة حوالي 850 ألف مواطن وأن 76%من مياه القرى مخلوطة بالصرف الصحي وأن 25% من مرضى المستشفيات بسبب تلوث مياه الشرب.
وبخلاف تلوث مياه الشرب هناك العديد من قري المحافظة التي تعاني من نقص المياه أو عدم توفرها ومنها قرية نزلة العمودين التابعة لمركز سمالوط التي تعاني من مشكلة المياه بشكل مزمن سواء من حيث تلوثها أو من حيث انقطاعها لمدد طويلة الأمر الذي يرهق المواطنين في البحث عن وسائل بديلة
يضاف إلى ذلك انتشار الكلور في تعقيم المياه الأمر الذي يصيب المواطنين بالفشل الكلوي وتليف الكبد و السرطان وغيرها من الأمراض المستعصية وذلك برغم تأكيد العديد من الدراسات على مخاطر استعماله في المياه المخصصة للشرب بل وامتناع معظم دول العالم عن استخدامه أما في مصر فمازال المسئولون مصريين على استخدامه بدعوى فعاليته في القضاء على الميكروبات متناسين أنه لا يقتل البكتيريا فقط وإنما يقتل البشر أيضا! أما سكان قرية «سوادة» فيؤكدون أن المياه لا تصلح للاستهلاك الآدمي لوجود تلوث بها لدرجة أنهم يقومون بوضعها في أوان فخارية حتي يترسب ما بها من تراب وشوائب ليتمكنوا من شربها.
ويقول حسنين محمود - من سكان قرية المحرص بملوي: المياه سيئة جداً الأمر الذي اضطرني لشراء فلتر مياه لتخفيف الشوائب والأتربة.
ويضيف عبدالسلام سيد: والدي توفي بسبب تلوث المياه فقد أصيب بالفشل الكلوي وكان يغسل الكلى 4 مرات أسبوعياً حتى وفاته.
وأشار سليمان سعد أننا لا نشرب من مياه «الحنفية» لتلوثها الأمر الذي دفعني أنا ووالدي وإخوتي لشراء فلتر كبير لتنقية المياه من الروائح والشوائب والأتربة والأملاح الزائدة. وفي بعض الأحيان نشتري مياهاً معدنية.

الإسماعيلية:
مياه الشرب.. غائبة أو ملوثة
فايد عطشانة .. التل يشرب مياها بالشوائب .. قري شرق القناة تعاني الجفاف

الإسماعيلية - ولاء وحيد:

ثورة العطش تجتاح الإسماعيلية، القري تعاني انقطاعا شبه دائم لمياه الشرب ومدينة الإسماعيلية تشهد يوميا انقطاع المياه لعدة ساعات ليلا.. أما قري شباب الخريجين شرق قناة السويس فتعاني انقطاع مياه الشرب بصفة مستمرة.
وفي مركز ومدينة فايد يعاني سكان المساكن الاقتصادية بمدينة فايد من انقطاع دائم لمياه الشرب علي مدار الخمسة أيام الماضية وأعرب الأهالي عن غضبهم لتجاهل القيادات التنفيذية لشكواهم المستمرة ومعاناتهم التي يعيشونها من انخفاض ضخ المياه مع حلول فصل الصيف.
وقال أحمد عبدالعليم الناظر - موظف: إن المياه منقطعة تماما والمسئولون غائبون ولا أدري كيف يمكن للأهالي أن يقضون أيام الصيف الملتهبة بدون مياه.
في مركز ومدينة التل الكبير توجد أزمة مياه من نوع آخر فالمياه ملوثة بسبب تدني مستوي النظافة والتعقيم داخل محطات مياه الشرب، ويؤكد عماد الكاشف الناشط الحقوقي إن مياه الشرب بالتل الكبير لا تصلح للاستخدام الآدمي، ويقول: المياه تحمل شوائب وملوثات تسبب أمراض الكلي والفيروسات المعوية.
وأشارت مني مرتضي - 33 سنة، من البعالوة - الي ارتفاع نسبة الشبة في المياه وقالت: إن المياه عادة ما تأتي محملة بالشوائب والشبة.
الحال في قري الإسماعيلية أكثر قتامة فالمياه غائبة دائما.. في عزبة حنيدق الجبل مياه الشرب غائبة بصفة شبه دائمة وفي عزبة عين غصين لا تصل المياه إلا لعدة ساعات فقط.. نفس الحال يتكرر في عزبة السواركة والسبابحة وأبوشعيشع وباقي قري الإسماعيلية.
وكان اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية أعلن مؤخرا ضرورة استكمال المشروعات الخاصة بمياه الشرب والصرف الصحي بأسرع وقت وطالب إمبابي بإعادة تصنيف تلك المشروعات بعد ترتيبها حسب أولوياتها ونسب تنفيذها وضرورة إدراج كافة المبالغ والأعمال المطلوبة لإنهاء المشروعات التي تجاوز تنفيذها 70٪ والانتهاء منها في العام المالي 2012/2013.

البحر الأحمر:
المحافظ يعترف: مياه البحر الأحمر الأغلى فى مصر.. ويحذر من أزمة مائية طاحنة

البحر الأحمر - لطفى الدمرانى:
تلقت غرقة العمليات بالبحر الأحمر عدة بلاغات من المواطنين بانقطاع المياه ببعض المناطق بمدن البحر الأحمر وأكدت البلاغات غياب المياه منذ 15 يوما بمنطقة ذهبية بالغردقة، كما تعانى منطقة حفر الباطن بالغردقة من انقطاع المياه والكهرباء أيضا، وفى مدينة رأس غارب تعانى منطقة الحراجية من نقص شديد فى المياه وانقطاع تام لها وحذر اللواء محمود عاصم محافظ البحر الأحمر بحدوث أزمة طاحنة فى البحر الأحمر اذا لم تنفذ خطة زيادة المياه من 55 ألف طن يوميا إلى 105 آلاف طن. وقال «يجب أن

نعتمد على إنشاء محطات تحلية مياه البحر لصعوبة الحصول على مياه النيل وتكلفتها الكبيرة ماديا.
وأضاف «جار حاليا إنشاء أكبر محطة تحلية لمياه الشرب فى مدينة الغردقة بسعة 40 ألف طن يومى كما يتم إحلال وتجديد الخطوط القديمة وبخاصة المصنعة بالحديد بمدينة القصير للقضاء على مشكلة تلوثها بالصدأ وتم بالفعل تغيير 12 كيلو متراً منها  بمواسير ضد الصدأ ولا تؤثر على صحة المواطن. وأكد أنه سيتم تغيير باقى الخطوط بتكلفة 15 مليون جنيه. وأكد أيضا اعتماد 50 مليون جنيه لاستكمال مشروعات الصرف الصحى بمدن المحافظة وأشار إلى العمل فى استكمال محطة تحلية مياه الشرب بمدينة مرسى علم بالرغم من انتهائها من عام 2005 لعدم وجود مأخذ لذلك سيتم إنشاء خزان مياه بتكلفة 10 ملايين جنيه و16 مليوناً لإنشاء شبكة خطوط مياه بها وبعدها يتم البدء فى مشروع الصرف الصحى بها واعترف المحافظ بأن أسعار المياه بها مرتفعة جدا عن باقى مدن المحافظة لاستغلال أصحاب سيارات نقل المياه أزمة المياه بها حيث وصل سعر الطن بـ 20 و25 وأحيانا إلى 50 جنيهاً وأكد المحافظ أن مشكلة المياه ستنتهى تماما بمدينة مرسى علم خلال 5 شهور.

المنوفية:
لو عايز تشرب.. اشترى بالجركن!
شبكات المياه انتهى عمرها الافتراضى منذ 40 عاماً.. والمواسير محرمة دولياً.. المافيا تبيع مياه الصناعة على أنها مياه شرب

المنوفية - عبدالمنعم حجازى ويحيى رشاد:
قطرة مياه.. تساوى الموت.. هذا هو حال مياه الشرب بالمنوفية التى تحتل المركز الأول بمصر فى الإصابة بالأمراض الناتجة عن تلوث مياه الشرب مثل الفشل الكلوى والالتهاب الكبدى والسرطانى وغيرها من الأمراض التى تسببت فى وفاة مئات الآلاف سنوياً بمصر عامة وبالمنوفية خاصة.
حيث وصلت نسبة الإصابة بأمراض الكبد فى المنوفية إلى 27٪ من مرضى الكبد بمصر، والمتهم الأول فى ذلك هو تلوث المياه بسبب تهالك شبكات مياه الشرب التى مضى عليها عشرات السنين وانتهاء عمرها الافتراضى وتهالك خزانات المياه وعدم تنظيفها بشكل دورى، كذلك استمرار استخدام مواسير الاسبيستوس المحرمة دولياً، وغيرها من الأسباب التى رصدها تقرير صادر عن لجنة الصحة والبيئة بأمانة الحزب الوطنى - المنحل - آخر تقرير وكما يفعلون - شهد شاهد من أهلها - ورغم ذلك مازالت الجرائم مستمرة وازدياد نسبة الإصابة والموت بالمرض - الالتهاب الكبدى والفشل الكلوى والسرطانى.
أشار التقرير إلى تهالك شبكات مياه الشرب وانتهاء عمرها الافتراضى، حيث مر على بعضها عشرات السنوات دون تغيير أو إحلال وتجديد وعدم وجود حرم كامل حول الآبار الارتوازية ووجود خزانات صرف لبعض الأهالى «ترنشات» حولها للصرف الصحى كما هو معروف عالمياً وفنياً بسبب زحف المبانى وانتشار الفساد فى المحليات وتقاعس الوحدات المحلية عن إزالة هذه المخالفات.
كما أشار التقرير إلى مخالفة 60٪ من العينات تقريباً غير مطابقة للمواصفات الكيمائية والبكترولوجية وزيادة نسبة المخالفة مع بداية شهر أبريل ووجود تضارب كبير فى تاريخ المعامل.. كما أن أخذ عينات من البئر الارتوازية كل 3 شهور «غير كاف» ويجب أخذتها وتحليلها شهرياً وعدم تدريب العمال على كيفية النظافة والصيانة وعدم استخدام الفنيين للنسبة الصحيحة من الكلور فى عمليات التطهير وهى 60 ميللجراما للمتر المكعب.
أيضاً أشار التقرير إلى قدم وتهالك أسقف بعض الخزانات مما يسمح بتلوثها بجثث الطيور والحيوانات النافقة وتخزين أسطوانات الكلور بطريقة سيئة وعدم وجود وسيلة فعالة فى حالة تسرب الكلور من المحبس.
أشار التقرير أيضاً إلى عدم مطابقة بعض الخزانات الخاصة بالمياه للشروط الصحية والفنية من حيث عدم التبطين بالقيشانى وعمل السلم الداخلى بالخزان من مادة قابلة للصدأ مما يزيد من تلتوث المياه وعدم وجود غرفة تفتيش لمأخذ المياه الارتوازى مع الرداخ ووجود فتحات ببعض الخزانات وعدم إحكام إغلاقها مما يسمح بدخول الحيوانات النافقة وعدم وجود أى حماية بحرم مأخذ المياه الخاصة بمحطات الترشيح الجديدة مما يؤدى إلى عدم انسداد الشبكة بالنباتات والمخلفات والحيوانات النافقة.
وهاجم التقرير الجامعة وكلياتها المتخصصة التى غاب دورها عن تلوث المياه.. كما أكد أن نسبة 58٪ من العينات المأخوذة من مياه الشرب بمحافظة المنوفية غير مطابقة للمواصفات الفنية والصحية ولا تصلح للاستهلاك الآدمى و51٪ من العينة مخالف كيميائياً و7٪ مخالف بكترولوجيا «جوفى» وفى مجال المياه المرشحة تلاحظ أن العينات غير مطابقة بنسبة 7٪ خلال الـ 3 شهور الأولى من كل عام وتزداد إلى 13٪ فى نهاية العام، خاصة خلال فترة الصيف.
ولأن مياه الشرب أصبحت كابوسا وكارثة تهدد الكثيرين بالموت بمحافظة المنوفية، فقد انتشرت بشكل كبير محلات بيع الفلاتر لتنقية المياه من الشوائب وكذلك راجت تجارة بيع المياه بالجراكن.. والكارثة أن المياه المباعة مخصصة لأغراض صناعية ولكن يتم بيعها على أنها مياه شرب.
وعلى جانب آخر أشار مسئول تنفيذى بمحافظة المنوفية - طلب عدم ذكر اسمه - إلى أن مشكلة تلوث المياه تكمن فى شبكات المياه المتهالكة وانتهاء عمرها الافتراضى التى مضى على بعضها أكثر من 50 عاماً رغم أن عمرها يجب ألا يتجاوز 10 سنوات، مؤكداً أن المياه صالحة فى المنبع ويتم تحليلها يومياً مع وجود رقابة صحية وفنية عليها وأيضاً وجود مواسير محرمة دولياً يتم استخدامها حتى الآن «الاستبستوس» حيث يتم التخلص منها تدريجياً وفقاً للإمكانيات والاعتمادات القليلة رغم أن تنفيذها يوفر ملايين الجنيهات للدولة ويحافظ على صحة المواطنين التى تعد أغلى من المال.