رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرب تكسير العظام بين الإخوان ولجنة الانتخابات

بوابة الوفد الإلكترونية

دخلت الأزمة بين لجنة الانتخابات الرئاسية وجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية المتمثلة فى حزب الحرية والعدالة النفق المظلم وذلك بسبب إصرار الأخيرة

على التمسك بـ«شعار الإسلام هو الحل» فى الحملة الانتخابية الرئاسية لمرشح الحزب الدكتور محمد مرسى، وذلك فى الوقت الذى هددت فيه لجنة الانتخابات بشطب أى مرشح يستخدم شعارات دينية ولكن حزب الجماعة قام باستعراض عضلاته لطحن عظام لجنة الرئاسة وأصر «مرسى» فى كل مؤتمراته الانتخابية على التأكيد على أن شعاره لمشروع النهضة سيكون «الإسلام هو الحل» فى خطوة تصعيدية منه.
فالأزمة الحقيقية أن جماعة الإخوان ترى أن شعار «الإسلام هو الحل» شعار سياسى وتستند فى ذلك الى عشرات الأحكام القضائية التى حصلت عليها فى عهد النظام السابق من محكمة القضاء الإدارى والتى أكدت أن شعار «الإسلام هو الحل» لا يتضمن سوى الدعوة الى تطبيق الشريعة الإسلامية وهو أحد مقاصد الدستور. الأمر الذى رأت معه المحاكم أن هذا الشعار لا يخالف ما نص عليه الدستور كما قالت المحكمة أن الشعار يحث على الوحدة الوطنية ولا يهدد ولا يسىء إلى أى دين من الأديان.
ولكن أساتذة القانون الدستورى أكدوا أن الأحكام التى حصلت عليها جماعة الإخوان المسلمين فى عهد النظام السابق لم يعد لها قيمة بعد صدور الإعلان الدستورى الذى نص على حظر استخدام الدعاية الانتخابية أو ممارسة الأحزاب للدعاية بشكل دينى، فالمحكمة الإدارية اعتمدت فى أحكامها السابقة على أن دستور 1971 لم ينص فى أى من مواده على منع استخدام الشعارات الدينية وجاء الحظر بناء على ما جاء بقانون مباشره الحقوق السياسية ولكن الإعلان الدستورى منع الشعارات الدينية كلها بحكم الدستور وهو السلطة الأعلى.
وحسمت لجنة الانتخابات الرئاسية الجدل حول شعار «الإسلام هو الحل» وقالت إنه شعار دينى وهددت اللجنة من سيستخدم هذا الشعار بالإحالة الى النيابة وقالت إن الشعارات الدينية هى كل ما ينطوى على فعل أو قول أو شعار ينتمى لطائفة معينة وقانون الانتخابات يحظر تلك الشعارات.
ولكن أعضاء الجماعة وحزبها السياسى لم يعجبهم تهديدات اللجنة وأصروا على استخدام الشعارات فى كل الحملات الانتخابية لمرشحهم للرئاسة الدكتور محمد مرسى بل إنهم هددوا بالنزول الى الشارع فى حالة تطبيق لجنة الرئاسة للقانون.
الغريب أن جماعة الإخوان تدرك تلك الحقيقة ولم تستخدم شعار «الإسلام هو الحل» فى الانتخابات البرلمانية الماضية، خاصة بعد تهديدات المستشار عبدالمعز إبراهيم، رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات البرلمانية، للمخالفين بشطبهم فى حالة استخدامهم الشعارات الدينية، خاصة شعار «الإسلام هو الحل» الذى دأبت جماعة الإخوان المسلمين على استخدامه وأكد «إبراهيم» أن لجنة الانتخابات البرلمانية عقدت اجتماعاً. وأكدت أن شعار «الإسلام هو الحل» يعتبر شعاراً دينياً وإذا سمح باستخدامه فى الانتخابات ستكون اللجنة مرغمة على استخدام شعارات مثل «المسيحية هى الحل».
جماعة الإخوان وحزبها السياسى تحدت لجنة الرئاسة واصرت على استخدام شعار الإسلام هو الحل وذلك لتسويق مرشحها الذى كان يجلس على المقعد الاحتياطى خاصة بعد تضاؤل فرص فوزه فلجأت الى مغازلة أنصار المرشح المستبعد للرئاسة حازم صلاح أبوإسماعيل بشعارات دينية وخطابات متشددة حتى يستأثروا بالكتلة التصويتية للسلفيين وأعضاء الجماعة الإسلامية وحدهم ولا تذهب الى المرشح الذى يحاول أن يبدو معتدلاً فى خطابه وهو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.
ويرى البعض أن الجماعة انهارت شعبيتها فى الشارع خاصة بعد سعيها الى السيطرة على جميع السلطات فى الدولة عادت ولجأت الى كسب ود الشارع باستخدام شعار من الممكن أن يلقى قبولاً عند بعض الأميين وأنصاف المتعلمين الذين يعتبرون الدين هو الأساس ولا يدركون خطورة الحكم الدينى فى مصر
الدكتور مصطفى عفيفى، أستاذ القانون الدستورى، قال إن الإعلان الدستورى اللاحق يلغى ما سبق عليه من قوانين أو نصوص دستورية سابقة وهذا يعنى ان شعار «الإسلام هو الحل» لم يعد مخالفاً للقانون فقط، ولكنه مخالف للدستور فقبل الثورة لم يكن دستور 1971 يحتوى على نصوص تجرم استخدام شعارات دينية فى الدعاية الانتخابية واقتصر أمر التجريم على قانون مباشرة الحقوق السياسية، ولكن بعد صدور الإعلان الدستورى أصبح تحريم الشعارات الدينية بنص دستورى وهو أعلى النصوص القانونية الملزمة للجميع وبالتالى فالأحكام التى حصلت عليها جماعة الإخوان المسلمين حتى لو كانت 1000 حكم فهى بلا قيمة بعد صدور الإعلان الدستورى وعليها أن تقوم برفع دعوى جديدة أمام المحكمة لتحسم موقفها.
وأضاف أن شعار الإسلام هو الحل شعار دينى مخالف للقانون والدستور وجماعة الإخوان أخطأت عندما رفعت هذا الشعار وعلى أصحاب المصلحة المباشرة سواء مرشحين للرئاسة أو مرشحين مستبعدين التقدم بشكوى الى لجنة الانتخابات حتى يتم تطبيق القانون عليها كما أنه على لجنة الانتخابات الرئاسية أن تمنع على الأقل استخدام الشعار وترفضه وتطبق القانون وتحول المرشح الى النيابة ثم إذا ثبت استخدامه للشعار يتم شطبه طبقاً لما نص عليه قانون انتخابات الرئاسة.
وأكد الدكتور أيمن مصطفى، أستاذ القانون العام، أن شعار «الإسلام هو الحل» شعار دينى لأنه يتحدث عن شعار يمس طائفة معينة من الشعب حتى لو كانت الأغلبية وإلا لكان شعار «المسيحية هى الحل» شعار غير دينى ولكن القضية ليست فى ذلك فقط، ولكن فى تطبيق القانون فلجنة الانتخابات ترفض أن تؤكد

أن الشعار دينى، كما فعلت لجنة الانتخابات البرلمانية من قبل وهذا يمكن ان يحسم الجدل ولكن الحادث الآن هو تراشق بالبيانات ومحاولة لاستعراض القوة والعضلات من جماعة الإخوان المسلمين ناحية لجنة الانتخابات التى ترفض تحديد موقفها من الشعار وهو ما يترك الأزمة قائمة خاصة ان ذلك يخل بمبدأ تكافؤ الفرص.
وعلق عبدالمنعم عبدالمقصود، محامى جماعة الإخوان المسلمين، قائلاً: إن الجماعة حصلت على ما يقرب من 300 حكم قضائى حتى الآن بأن شعار «الإسلام هو الحل» غير دينى على الإطلاق واستندت الأحكام الى نص المادة الثانية من الدستور والموجودة فى الإعلان الدستورى أيضاً، فالأحكام الصادرة مؤسسة على نص مادة موجودة أيضاً فى الإعلان الدستورى وبالتالى الأحكام لها صحتها الآن والجدل المثار حولها حالياً جدل عقيم يثار قبل كل انتخابات من أيام النظام السابق، ولكن موقف الجماعة صحيح.
وأضاف: لجنة انتخابات الرئاسة تريد أن تدخل الرأى العام فى متاهات فهى لا تتعامل مع المرشحين بنصوص قانونية والدليل ما حدث من استبعاد لخيرت الشاطر رغم صحة موقفه القانونى حتى الآن ولكن لجنة الرئاسة لديها معايير سياسية تسير عليها.
وأشار الى أنه من حق كل حزب أن يختار من الأساليب القانونية ما يريد والحجيات التى ترجح موقفه من الشارع واستخدامنا شعار «الإسلام هو الحل» وهو ليس دينى بالمرة والشارع نفسه يعلم ذلك وسوف نصر على موقفنا من الشعار وموقفنا القانونى يدعمنا.
وعلى عكس تصريحات «عبدالمقصود» جاءت تصريحات محمود غزلان، المتحدث الرسمى، باسم جماعة الإخوان المسلمين بقوله: إننا سوف نستخدم شعار «الإسلام هو الحل» طالما أن اللجنة لم تحدد موقفها بشكل نهائى وتقول إن «الإسلام هو الحل» شعار دينى ولو حددت موقفها سنلتزم بما تقوله اللجنة وسنعرض عليها الأحكام التى حصلنا عليها لتحدد موقفها من الشعار وسنلتزم بما يحدده مزاج بعض السادة القضاة فى اللجنة.
وأشار وجيه شكرى، وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى، إلى أن «الإسلام هو الحل» شعار دينى والإخوان تسعى الى تكسير عظام المجلس العسكرى من خلاله فهى الآن تمر بمرحلة من الضعف والصراع مع المجلس العسكرى واستخدمت الشعار للاستقواء به وإلا لماذا لم ترفعه فى الانتخابات البرلمانية الماضية فهى تعاند العسكرى وتصر على استخدام الشعار الذى يرفضه.
وقال شكرى إن شعار «الإسلام هو الحل» ليس لديه اى أهمية الآن للإخوان فالإعلان الدستورى منع استخدامه ولكنهم مثلما وافقوا على الاعلان الدستورى يهاجمونه الآن رغم أنه من صنعهم وفى اعتقادى أن الشعار سوف يؤدى الى مزيد من خسارتهم فى الشارع فالريف لن يعد يؤمن بالجماعة التى ترفع هذا الشعار خاصة انه شعار احتياطى لها مثل مرشحهم الحالى للرئاسة وأكد ان لجنة الرئاسة لابد ان تنفذ القانون والمعركه الآن هى نوع من التحديات بينهما بعد أن اختلفوا على تفاهمات السلطة.
وأكد أحمد خيرى، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، أن الإخوان لجأوا الى شعار «الإسلام هو الحل» فى محاولة لاستقطاب كثير من الشرائح الإسلامية التى كانت تؤيد حازم صلاح أبوإسماعيل قبل استبعاده ومغازلة التيارات الدينية المتشددة التى من المؤكد أنها ستساند المرشح الاسلامى خاصة انها تسعى الى التأكيد على أن «مرسى» هو المرشح الإسلامى الوحيد والشعار يؤكد على هذا المعنى.
وأضاف أن لجنة الرئاسة لابد أن تطبق القانون ومن يستخدم شعاراً دينياً يتم استبعاده ولكن الأمر كله يتوقف على إرادة اللجنة واذا كانت تستطيع لفعلت ولكن فى كثير من الأحيان يكون هناك معايير سياسية حاكمة لقراراتها.