رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبو العنين.. رجل البرو والنهب

أبو العنين

يتميز محمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب والقيادي بالحزب الوطني عن‮ ‬غيره من رجال الأعمال بأنه‮ ‬يعشق الظهور الإعلامي إلي درجة الجنون،‮ ‬ويفضل أن‮ ‬يكون دائما في قلب الحدث وهو ما‮ ‬يجعله‮ ‬يدخل في صراعات عديدة مع الإعلام حتي إنه من أكثر رجال الأعمال الذين قاموا برفع قضايا ضد الصحفيين لمجرد ارتباط اسمه بأي قضية فساد‮.‬

يسعي أبو العينين دائما إلي صنع دور له‮ ‬يجعله مقرباً‮ ‬من مؤسسة الرئاسة التي قدمت له الكثير وساعدته وقدمته في صيغ‮ ‬مختلفة فتراه تارة رجل الأعمال وتارة أخري السياسي‮ ‬الذي‮ ‬يمتلك رؤي وحلولاً‮ ‬لقضايا الوطن وهمومه وذلك باعتباره أحد رجال الحزب المخلصين‮.‬

يؤمن أبو العينين أن الاقتراب من الرئيس السابق وابنه هو صمام الأمان وحائط الصد في وجه أية هجمات من معارضيه ومنافسيه لذلك فهو‮ ‬يقدم فروض الولاء والطاعة باستمرار ولا‮ ‬ينتظر ان‮ ‬يطلب منه دور معين فهو‮ ‬يتطوع بالخدمات التي‮ ‬يراها تخدم صالح الحزب والنظام‮.‬

وكان لأبو العينين دور بارز في اشتعال ثورة التحرير التي قادها الشباب‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬يناير فتطوع لمحاولة أن‮ ‬يلعب علي وتر آخر ويسلك طريقا جديداً‮ ‬غير الذي‮ ‬يسير فيه الجميع وحاول كتم الأصوات التي تطالب بالتغيير عن طريق تأجير بعض البلطجية لارتكاب ما‮ ‬يسمي بموقعة الجمل لضرب المتظاهرين وسحلهم لاجبارهم علي ترك ميدان التحرير وإنهاء الثورة،‮ ‬ورغم نفي أبو العينين واطلاقه تصريحات تبيض وجهه من نوعية انه‮ ‬يؤمن بحق التظاهر وعلي استعداد لتأمين المتظاهرين بل إنه حاول صرف تعويضات للمصابين حتي‮ ‬يبعد عن نفسه الشبهات ولكن كل محاولاته باءت بالفشل‮.‬

محمد أبو العينين من مواليد‮ ‬5‮ ‬سبتمبر‮ ‬1951‮ ‬وهو رئيس مجلس إدارة شركة كليوباترا جروب ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب تخرج في‮ ‬كلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة حلوان عام‮ ‬1973‮ ‬أسس أول مصنع للسيراميك تحت اسم شركة سيراميكا كليوباترا‮.‬

بدأ نشاطه الاقتصادي‮ ‬منذ السبعينيات بالتجارة وفي‮ ‬عام‮ ‬1983‮ ‬أنشأ أول مصنع في‮ ‬مدينة العاشر من رمضان عام‮ ‬1983‮ ‬وكان هذا المصنع هو الأول في‮ ‬مصر في‮ ‬مجال الصناعة الحديثة للسيراميك،‮ ‬ويشغل مناصب عديدة منها‮: ‬انه رئيس الجمعية البرلمانية لدول البحر المتوسط ورئيس لجنة الشئون الاقتصادية والمالية والشئون الاجتماعية والتعليم بالجمعية البرلمانية الأورومتوسطية وعضو في‮ ‬مجلس الشعب المصري‮ ‬منذ عام‮ ‬1995‮ ‬ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب ورئيس اللجنة الدولية لحل مشكلة الألغام الأرضية بالجمعية البرلمانية الأورومتوسطية وعضو اللجنة الاقتصادية وعضو المجلس الأعلي للسياسات بالحزب الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الليبية ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الإيطالية‮.‬

سجل الوظائف والمناصب التي تولاها أبو العينين تكشف عن مدي ارتباطه الوثيق بالإعلام حتي إنه قام مؤخرا بانشاء شركة كليوباترا‮ "‬ميديا‮" ‬التي تستعد لإطلاق قناة جديدة علي النايل سات بعنوان البلد في‮ ‬الأول من‮ ‬يوليو القادم واستعان القائمون علي القناة بشركات من بريطانيا وجنوب أفريقيا وإيطاليا للاستفادة من خبرتهم،‮ ‬وعرض ابو العينين منصب مدير القناة علي العديد من الأسماء مثل‮: ‬محمود سعد الذي اعتذر ومازال المنصب شاغرا‮.‬

ولجأ ابو العينين الي تلك الخطوة بعد أن شعر بأنه لم‮ ‬يعد قريبا من الإعلام كما كان بالإضافة إلي انه سوف‮ ‬يستخدمها في الرد علي منافسيه وإطلاق حملات التشهير بأعدائه،‮ ‬كما انها كانت ستدافع عن الحزب الوطني وتقدم تبريرات لأخطائه ولكن لا أحد‮ ‬يعلم مصير القناة بعد الثورة‮.‬

ورغم المليارات التي حققها أبو العينين إلا أنه لم‮ ‬يتردد في أن‮ ‬يستخدم خاصية القروض المتاحة لرجال الأعلام المقربين من النظام فغرف من البنوك لتمويل مشروعاته حتي إن البنك الأهلي‮ ‬منحه قرضاً‮ ‬بقيمة ملياري‮ ‬جنيه لتمويل مشروعات التوسع في شركاته ومصانعه بالإضافة إلي تمويل قناته الجديدة‮.‬

والغريب أن مسئولي البنك وافقوا علي القرض لأبو العينين رغم عدم سداده لديون القروض التي حصل عليها خلال الخمس سنوات الماضية والتي بلغت قيمتها‮ ‬3‮ ‬مليارات جنيه‮.‬

والغريب أن أبو العينين المديون للبنوك‮ ‬يمتلك ثلاث طائرات من طراز‮ "‬گرومان لف ستريم‮ ‬5‮ "‬يقدر ثمن الواحدة بـ‮ ‬7‮ ‬ملايين دولار ويمتلك رخصة طيران وهو من المعدودين بين مالكي‮ ‬الطائرات الخاصة في‮ ‬مصر الذي‮ ‬يقود طائرته بنفسه‮.‬

لم تقتصر أمور الوجاهة علي امتلاك طائرات خاصة بل ان أبو العينين حاول ان‮ ‬يلعب دوراً‮ ‬اجتماعياً‮ ‬عبر انفاق قروض البنوك علي إنشاء جمعيات خيرية ليظهر في صورة رجل البر فأنشأ عام‮ ‬2001‮ ‬مؤسسة أبو العينين للنشاط الاجتماعي‮ ‬والخيري‮ ‬التي تتولي محو الأمية وتطوير المدارس والارتقاء بمستوي التنمية البشرية وتحسين الخدمات الصحية ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والأسر المعيلة والأطفال وذوي‮ ‬الاحتياجات الخاصة‮.‬

وكان أولي بأبو العينين ان‮ ‬يسدد قروض البنوك التي حصل عليها بدلا من انفاق أمواله علي شراء الطائرات وإنشاء قناة إعلامية أو حتي عمل مشروعات خيرية‮. ‬

وبالطبع لم‮ ‬يفوت أبو العينين ميزة الأراضي،‮ ‬فالدولة منحته عشرات الأفدنة حيث تم تخصيص مساحة‮ ‬20‮ ‬مليون متر مربع بالأمر المباشر له‮ ‬قيمتها السوقية‮ ‬1‭.‬3‮ ‬مليار جنيه أنشأ مصنعا للبورسلين علي قطعة بمساحة‮ ‬150‮ ‬ألف متر مربع وقام بعمل ممراً‮ ‬لهبوط طائراته الخاصة علي مساحة‮ ‬50‮ ‬ألف متر مربع وباع كل المساحة الباقية في صفقة حصد من ورائها الملايين‮.‬

وحصل أبو العينين علي عقود رسمية‮ ‬ببيع أراضي الدولة بمساحة‮ ‬10‮ ‬آلاف فدان عام‮ ‬1997‮ ‬باسم شركة كيلوباترا جروب والتي‮ ‬يترأسها شخصياً‮ ‬وتعاقدت معه أثناء دخوله المجلس كنائب معين في الفترة من‮ ‬1995‮ ‬حتي‮ ‬2000‮ ‬قبل أن‮ ‬يصبح نائباً‮ ‬منتخباً‮ ‬من عام‮ ‬2000‭.‬

كما ان مديرية الزراعة بمحافظة القاهرة وقعت عقدي‮ ‬إيجار وبيع من أبو العينين لمساحة أرض صحراوية مساحتها‮ ‬831600‮ ‬متر مربع بطريق مصر الإسماعيلية بسعر أربعة جنيهات بإجمالي الثمن ثلاثة ملايين و326‮ ‬ألف جنيه وصدر حكم الإدارية العليا في‮ ‬22‮ ‬مارس العام قبل الماضي‮ ‬ببطلان هذه العقود مما‮ ‬يؤكد تلاعب الحكومة نتيجة النفوذ وتزاوج الثروة والسلطة حيث إن العقود تحررت خلال عضوية النائب بالبرلمان‮.‬

وحصل أبو العينين علي مساحة‮ ‬21‮ ‬مليون متر مربع في شمال خليج السويس خلال عام‮ ‬1997‮ ‬بسعر خمسة جنيهات للمتر،‮ ‬كما حصل علي خمسة آلاف فدان في منطقة سهل الطينة عام‮ ‬2002‮ ‬بسعر‮ ‬300‮ ‬جنيه للفدان الواحد وبتسهيلات كبري علي خمس سنوات وبقيمة إجمالية مليون ونصف المليون جنيه،‮ ‬في حين أن قيمتها الحقيقية تبلغ‮ ‬500‮ ‬مليون جنيه بواقع‮ ‬100‮ ‬ألف جنيه للفدان ولم تتم زراعة‮ ‬شجرة واحدة‮ ‬في الأرض التي حصل عليها،‮ ‬كما‮ ‬ينص عقد البيع رغم مرور‮ ‬9‮ ‬سنوات حتي الآن وهو ما‮ ‬يلزم رد الأرض إلي الدولة إلا انه تركها للتسقيع مثل باقي المساحات المخصصة‮.‬

وحصل أبو العينين أيضا علي‮ ‬1500‮ ‬فدان في‮ ‬منطقة مرسي علم قام ببيع جزء كبير منها‮ ‬بقيمة‮ ‬50‮ ‬ألف جنيه للفدان بالإضافة إلي‮ ‬20‮ ‬كيلومترًا حصل عليها أيضا بالأمر المباشر من وزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان علي طريق مصر‮- ‬السويس الصحراوي