مبارك رحل.. والشعب احتفل
»مبارك رحل والشعب احتفل«.. عبارة يرددها الآن آلاف السكندريين ومعهم ملايين المصريين بعد أن انتصر الشعب وسقط النظام بعد 18 يوماً من الغضب والاحتجاج والتظاهر.. 18 يوماً
من الثورة لم يمسك فيها الثوار سلاحاً. فالثورات الحرة تقودها حناجر الجماهير قبل أن يقودها رواد السلاح.. لقد عاشت الاسكندرية أمس وليلة أمس الاول فرحة غامرة عقب اعلان نائب الرئيس السابق خبر تنحي »مبارك«.. هتفت الجماهير في صوت واحد »الله اكبر« وقاموا باطلاق الالعاب النارية احتفالاً بالنصر العظيم كما قاموا باحتضان جنود الجيش والصعود علي دباباتهم رافعين أعلام مصر.وحول ردود الأفعال
طالب المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض الاسبق بالمحافظة علي نتائج ثورة الشباب الايجابية بإسقاط بقايا النظام حتي لا نعود الي نقطة »الصفر« لافتاً الي أهمية التصدي الي الفساد والمفسدين من أجل الحفاظ علي الوطن وعلي دماء شهداء الشباب الذين ضحوا بأرواحهم. وشدد »الخضيري« علي ضرورة ملاحقة المتسببين في الخراب للبلاد وتطبيق أقصي عقوبة عليهم لما قاموا به من فساد، وعما أثير حول الضغوط الاجنبية التي كانت تمارس علي الرئيس السابق محمد حسني مبارك قال الخضيري »هذا كلام فارغ فلا توجد ضغوط تمارس علي المصريين من أي نوع« وكل تليمحات »مبارك« في خطاباته عنها كانت مجرد محاولة للضغط علي الشعب من أجل البقاء في السلطة التي تنعم بها علي مدار »30« عاماً.
ومن جانبه شدد الدكتور عمر السباخي رئيس جمعية أنصار حقوق الانسان علي متابعة تنفيذ الغاء قانون الطوارئ والتعديلات الدستورية التي تضمن حرية تداول السلطة من أجل بناء وطن أفضل لا يسمح فيه أن يتحكم فرد بعينه في الشعب. وأضاف السباخي علينا أن نستفيد من التجربة »المريرة« السابقة من أخطائها حتي لا نكرر أخطاءنا والتي تكبد فيها الشعب الثمن سواء في أرواح شبابه أو من خزائنه. وناشد رئيس جمعية أنصار حقوق الانسان المسئولين في سويسرا بالتحفظ علي أموال الرئيس وعائلته قائلاً: »علي بنوك سويسرا أن تنفذ وعودها السابقة بالتحفظ علي أموال الرئيس مبارك التي ادخرها من دم الشعب علي مدار 30 عاماً عاني خلالها الشعب من الفقر والجهل والمرض«. أما الدكتور شبل بدران عميد كلية التربية الاسبق فقال »إن الشعب المصري أثبت أن الحكم في النهاية لن يأتي إلا من خلال إرادة الشعب الحرة فشباب 25 يناير لم يحركوا المياه الراكدة فحسب وانما حركوا جبل الفساد«. وأكد بدران ان فرحة الشعب بخروجه الي الميادين والشوارع بالاعلام المصرية دليل علي معاناتهم من القهر لان خروجهم »سياسي« وليس من أجل مباراة كرة قدم. وقال بدران »إن الرئيس السابق لم يقم بتنفيذ ما أعلنه في قناة العربية عام 2005 بأن حكم مصر أمر شاق ولا أحد يستطيع أن يحكم هذا الشعب إلا بإرادته ولكنه ترك دماء الشباب تسيل الي جانب حالة الفوضي والانفلات الامني التي تسبب فيها نتيجة تشبثه بالسلطة وكرسي الرئاسة لآخر نفس«. ومن جانبه علق الدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملي السكندري بالكنيسة المرقسية بالاسكندرية علي الاحداث التي أسفرت عن تنحي الرئيس مبارك قائلاً »مبارك زائل ولن يبقي سوي هذا الشعب المصري الذي يضحي وحده فقط من أجل وحدة هذا الوطن«. وأشاد صديق بثورة الشباب قائلاً »هؤلاء الشباب الذين خرجوا في مختلف محافظات مصر لم يكن لديهم هدف ولا غرض للسلطة وانما كان لديهم هدف آخر وهو التقدم لنحو الديمقراطية الحقيقية«.
وأكد سكرتير المجلس الملي ان الكنيسة بالاسكندرية لم تتلق أي تعليمات بشأن المظاهرات أو غيرها لان الخروج كان للمصريين جميعاً مسلمين وأقباط مستشهداً بعبارة قداسة البابا شنودة الشهيرة »مصر وطن يعيش فينا وليست وطناً نعيش فيه«. وأنهي الدكتور كميل صديق حديثه قائلاً »علينا أن نفرح بشبابنا الذين أنجزوا لمصر الكثير وعلينا أن نستمع جميعاً كباراً وصغاراً الي صوت العقلاء للعبور بمصر الي بر الامان«. وأشار »أحمد سلامة« مسئول الاعلام بحزب التجمع بالاسكندرية ان الذي حدث بمصر جعلها تولد من جديد بعد 30 سنة فساد واسكندرية مثل كل المحافظات قدمت شهداء