رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بلطيم تحترق.. والمدارس والمحلات التجارية أغلقت الأبواب

«الشرطة تريد تأديب الشعب»، شعار جديد رفعته وزارة الداخلية.. وطبقته في بلطيم المدينة الهادئة أحد مراكز محافظة كفر الشيخ.

الموقف السلبي لمدير المباحث الجنائية بمديرية أمن كفر الشيخ أشعل الفتنة بين أهالي قرية سوق التلات وأهالي مدينة بلطيم بمعاونة قيادات مديرية الأمن ومركز شرطة بلطيم.
ذهبت إلي موقع الأحداث لكشف الأحداث التي تسببت في مقتل «3» أشخاص واصابة «100» آخرين من الجانبين.
محمد رزق موافي، رئيس مجلس إدارة اللجنة الشعبية ببلطيم يروي ماحدث قائلاً: بدأت الأحداث بمشاجرة بين صاحب «توك توك» من بلطيم وبين أحد المواطنين من قرية سوق التلات أثناء زفافه، فتجمع عدد من أصحاب «التكاتك» لنصرة زميلهم، بينما استنجد أقارب صاحب حفل الزفاف بأهالي القرية فأسفرت المشاجرة عن جرحي تم نقلهم الي المستشفي.. وأثناء خروج أهالي سوق التلات من المستشفي حطموا السيارات واعتدوا بالضرب عشوائياً علي كل من يقابلهم حتي إنهم لم يرحموا سيدة مسنة كانت تركب «توك توك» مع ابنتها بل وقاموا بتحطيمه.. مما أدي الي تصاعد الأحداث ونشوب الاحتكاكات بين شباب المدينة وأهالي القرية.. تكرر نفس السيناريو في اليوم التالي وبعدها تجمع أهالي سوق التلات مع حلفائهم في مسيرة تضم الشباب والشيوخ والنساء وتمتد بطول كيلو متراً أتوا من برج البرلس.. ليدخلوا بلطيم ويتجمعوا أمام مسجد القدس وهم مدججون بالسلاح ثم أطلقوا الرصاص علي الأهالي.
محمد معروف، رئيس رابطة «التوك توك» باللجنة الشعبية ببلطيم يلتقط طرف الحديث فيقول: ناشدنا المجلس العسكري ومديرية الأمن تعزيز قوات الأمن لمنع المصادمات منذ اندلاع الأحداث في اليوم الأول ولم يستجب أحد.. وبعد وقوع الاصابات فوجئنا بـ«8 سيارات» أمن مركزي و«4 عربات» مصفحة لحماية المركز.. طالبنا مدير التشكيل بالتدخل لاحتواء الأزمة فرد علينا «احنا منتظرين الأوامر».. فظللنا أمام المركز نطالبهم بحماية الأهالي.. فأرسلوا معنا «6 سيارات» أمن مركزي وعندما رأوا اطلاق النيران امام مستشفي بلطيم تركوا المكان وفروا هاربين.. ولم يتدخل سوي صيام أبوسعدة مأمور المركز وبرفقته ثلاثة عساكر حتي أصيب وتم نقله الي المستشفي.
لم تنته المجزرة حتي وصل عدد القتلي الي «3» والمصابين الي «76» منهم «5» فقدوا أعينهم و«20» أصيبوا بشلل نصفي.
عبدالمنعم بدر، عضو لجنة الأمن باللجنة الشعبية ببلطيم يشير الي ان الحياة لن تعود الي طبيعتها حتي يحاكم القتلة محاكمة عسكرية.. ولو استمر الوضع علي ما هو عليه فسيحدث مالا يحمد عقباه لأن أهالي المصابين سيمنعون أهالي قرية سوق التلات من دخول المدينة.
عماد موافي، أحد أعضاء اللجنة العرفية يضيف أن كبار عائلات سوق التلات لم يرضهم التصرفات غير المسئولة كما أن عائلات الساحل القبلي غير راضيين عما حدث.
وأكد «موافي» ان اعضاء اللجنة العرفية ببلطيم التزموا بضبط النفس ونفذوا ما تم الاتفاق عليه..  الا ان اهالي سوق التلات لم يفوا بالتزامهم وخطفوا ثلاثة من أبناء بلطيم وضربوهم مما تسبب في اشعال الأزمة.
ايهاب وفا اكد وجود أيادٍ خفية وراء اشعال الفتنة وطالب بمحاكمة رجال الشرطة الذين وقفوا كالمتفرجين وتركوا الأهالي يقتلون بعضهم بعضاً.. كما انتقد مسئولي المحافظة الذين لم يحضروا تشييع الجثامين ولم يهتموا بالمصابين أو يصرفوا لذويهم التعويضات.
كما طالب وفا المجلس العسكري بتمشيط منطقة بلطيم وسوق التلات ومصادرة الأسلحة وسرعة القبض علي الجناة لوأد الفتنة.
مراد البهموشي، عضو الوفد ببلطيم يؤكد ان سائقي «التوك توك» يحملون الأسلحة البيضاء والسنج والسيوف ويتجولون داخل بلطيم مما قد ينذر بوقوع كارثة وطالبنا المأمور بمنع سير«التوك توك» غير المرخص داخل المدينة وتفتيش السائقين ووعدنا بتنفيذ المطلب ولم يحدث حتي الآن.
جابر المنشاوي «محام» أشار الي ان الهدف مما حدث هو«حرق المرشحين لرئاسة الجمهورية في دوائرهم» فحمدين صباحي عندما لا يستطيع حل الأزمة في دائرته تقل شعبيته وهذا هو المقصود.. أكد ان هناك تواطؤاً من الأجهزة الأمنية بداية من مدير الأمن وحتي آخر عسكري في مركز شرطة بلطيم.. فالشرطة كانت تستطيع منع الأحداث قبل وقوعها، ولكنها أسهمت في اشعال الفتنة كما أن أئمة المساجد التابعين للأوقاف أنفسهم حرضوا علي قطع الطريق الدولي.
توجهنا الي المصابين من أهالي بلطيم.
أمير محمد جعفر «18 سنة« ـ كهربائي يقول ـ طلب مني احد المصابين بطلق ناري ويدعي احمد عبدالحارث مساعدته وفوجئت بأحد حاملي السلاح يأمرني بتركه..وأطلق علي رصاصة من سلاحه الآلي فاستقرت في ذراعي.. ولم يستطع مستشفي بلطيم علاجي فأحالوني الي مستشفي كفر الشيخ العام.
عبدالمغني يونس احد المصابين «33 سنة» ويعمل سائقاً يضيف: كنت أمام مسجد القدس وحاولت مساعدة أحد المصابين بالرصاص لكنني فوجئت برصاصة تستقر في عيني، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا في المستشفي وبعدها أخبرني الطبيب بإصابتي بانفصال في الشبكية.
«عبدالمغني» يشير الي ان المسئولين لم يهتموا بنا ولم يسألوا علينا.
وطالب بإعدام من اطلقوا الرصاص علي أهالي بلطيم والأخذ بثأر القتلي والجرحي.
محمد محمد علي والد القتيل حسام يقول: خرج ابني البالغ من العمر «15 عاماً« للعمل علي «توك توك»..واذا بأحد الجيران يبلغني بمقتله.
لم أصدق نفسي.. وأسرعت لمسجد القدس لأجد الرصاص الغادر يشق رقبته.
أحلام حمام والدة حسام تؤكد: لم نتقبل العزاء في ابني لأننا نعتبره شهيداً ونطالب بمحاكمة

عسكرية وإعدام الجناة.
أحمد ناصر الحداد «17 سنة» طالب بالإعدادي يقول كنت أمام مسجد القدس واذا برصاصة تصيبني في قدمي استطاع أطباء بمستشفي الطوارئ استخراجها لنكتشف انها صادرة من بندقية آلي..
جمال فرج أحد المصابين «46 سنة» ويعمل موظفاً بحماية الشواطئ ببلطيم يقول: كنت وسط الناس يوم الحادث لإخراج الأطفال من بين الأهالي حتي لا يصاب أحد منهم.
ففوجئت بمحمد أبوليلة يوجه لي رصاصة «بفرد خرطوش» فقأت عيني وأصابتني في جسدي ويتهم فرج الداخلية بالتقصير وقال لا أنتظر تعويضي لأنه لا أحد يستطيع تعويضي عن بصري وأريد محاسبة الجناة والمسئولين الذين تخاذلوا عن حماية أرواحنا.
محمد محمد جابد القارب صاحب «توك توك» يقول: فوجئت بالبلطجية يعتدون علي وعلي «التوك توك» بالشوم مما أدي الي اصابتي واحداث تلفيات «بالتوك توك».
توجهنا الي قرية سوق  التابعة لمركز البرلس للوقوف علي الحقيقة.
عبداللطيف رزق «42 سنة« ويعمل وكيل مدرسة قال: لقد قدمنا حسن النية بأكثر من دليل في بداية المشكلة اتصلنا بمأمور المركز وكان لدينا اربعة مصابين حرروا محاضر رسمية..ويوجد «31» حالة إصابة لم يقدموا محاضر.
ويضيف رزق اتصلنا بمدير المباحث الجنائية يوم الحادث واحضر سيارتي شرطة وقال: «البلد في حالة اضطراب وأنا مقدرشي أعمل حاجة خدوا حقكم بأيديكم».
ويضيف عبداللطيف.. بعد المشاجرة بين صاحب التوك توك وصاحب السيارة قبَّلنا رأس السائق واعتذرنا له وفوجئنا في اليوم التالي بمجموعة من بلطيم تقوم بتثبيت أحد أهالي القرية وتجرده من ملابسه أمام المارة.. بل ويقفون خلف رجال الشرطة في بلطيم كما اتصلنا بكبار العائلات في البرلس وسلمنا الثلاثة المختطفين لمدير المباحث الجنائية.
ويضيف «عبداللطيف» نحن أمام أمرين الأول:  إما أن يطبق القانون ويحترم.. وتشكل لجنة لكشف من يقف وراء الأحداث وسبب اشعال الفتنة والثاني وهو تكوين لجنة يتم اختيارها من أهالي بلطيم في وجود الجيش والرجال الشرفاء لحقن الدماء ومهما كان الحكم علينا سننفذه.
الدكتور أسعد أبوليلة طبيب من أهالي قرية سوق التلات يؤكد: قمنا بعلاج المختطفين الثلاثة عندما حضروا الي القرية وتمت معاملتم معاملة كريمة واطعامهم ولم نخطئ في حقهم.
بينما أحرق أهالي بلطيم محلات الأهالي بالسوق واعتدوا علي مكاتب المحامين وعيادات الأطباء ومنها عيادة الدكتور عبدالجواد سبوغ التي تم تحطيمها وسرقة محتوياتها بالكامل.
محمد القمري مدرس ثانوي ببلطيم يقول: لم نذهب الي عملنا منذ وقوع الحادث لأن قرية سوق التلات تابعة لبلطيم وبها موظفون وطلبة ومحامون وأولياء لن يدخلوا المدينة حتي لا تقع أزمة أخري.. فثلث طلبة سوق التلات مقيدون بمدارس بلطيم.
عمر شحاتة «29 سنة» يعمل مهندساً زراعياً يقول: ليس هناك مانع من الصلح وأغلب مواطني بلطيم علاقتنا بهم جيدة ولكن نتخوف بعد الصلح لأن هناك من يشعل الفتنة من جديد.
مسعد البطان «35 سنة» مدرس ثانوي ببلطيم يقول ان هناك قوي من الفلول وأمن الدولة تساعد في حالة عدم الاستقرار لكي يتم تأجيل الانتخابات، فالفتنة وقعت في عشر محافظات وليست واحدة فقط.
ومازال الجانبان في حالة «الهدوء» الذي يسبق العاصفة فأهالي بلطيم ينتظرون تنفيذ وعد الداخلية بالقبض علي الجناة من أهالي سوق التلات وتعويض أهالي القتلي والمصابين..  كما ينتظر أهالي سوق التلات تنفيذ نفس المطالب والصلح عن طريق مجلس عرفي حتي يستطيعوا دخول المدينة.
فموظفو المصالح الحكومية والطلاب من أهالي القرية يعتكفون في منازلهم..
كما تم اغلاق المصالح الحكومية بما فيها المدارس حتي أول أمس الثلاثاء خوفاً من نشوب مشاجرات أخري.