عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الحلم الأمريكي.. بين الواقع والخيال

أشخاص عاديون‮ ‬يحتجون ويتظاهرون دون التعرض لأي‮ ‬اعتداءات أو حتى تدخلات من الأمن‮ ‬،‮ ‬المواطنون والأجانب‮ ‬يتجولون حول المبنى ويلتقطون الصور‮ ‬،‮ ‬الجو هادذ تماما‮ ‬، ‮ ‬ولايمكن ملاحظة أي‮ ‬شرطي‮ ‬أو رجل أمن‮".. ‬لم‮ ‬يكن ذلك إلا البيت الأبيض مقر الرئاسة الامريكي‮ ‬الذي‮ ‬بني‮ ‬على طراز بسيط للتأكيد على طبيعة الحكم الجمهوري‮ ‬للولايات المتحدة،‮ ‬بل كان‮ ‬يمكن لأي‮ ‬شخص أن‮ ‬يزور المقر الرئاسي‮ ‬ويتجول فيه ويدخل المكتب البيضاوي‮ ‬حتى الانفجارات التي‮ ‬وقعت بمدينة أوكلاهوما الامريكية عام‮ ‬1995‭.‬

الجميع‮ ‬يمكنه التعبير عن رأيه‮ ‬،‮ ‬مثل تلك السيدة الاسبانية العجوز التي‮ ‬تنصب خيمتها أمام البيت الأبيض منذ‮ ‬30عاما‮ ‬،‮ ‬للمطالبة بوقف الدعم الامريكي‮ ‬لإسرائيل وإخلاء العالم من السلاح النووي‮ ‬،‮ ‬ملأت السيدة خيمتها بلافتات تحمل عبارات تقول‮ :"‬نعم لليهودية لا للصهيونية‮ ‬،‮ ‬يجب أن تذهب دولة إسرائيل‮" ‬،‮ ‬صورة جثة طفل فلسطيني‮ ‬وعليها عبارة تقول‮ :"‬انت تدفع لإسرائيل لقتل هذا الطفل‮" ‬،‮ ‬و"انصع للدستور‮".. ‬أصبحت هذه السيدة جزءا من معالم البيت الأبيض تتحدث إلى الناس‮ ‬،‮ ‬ويلتقطون معها الصور في‮ ‬هدوء وسلام‮ ‬،‮ ‬اقترب منها شاب عربي‮ ‬ليلتقط معها الصور‮ ‬،‮ ‬وطلب منها أن تبتسم‮ ‬،‮ ‬فأجابت في‮ ‬حزم‮ :"‬لا‮ ‬يمكنني‮ ‬أن أبتسم‮!!" ‬فهذه العجوز البسيطة تدرك تماما طبيعة موقعها ودورها،‮ ‬حاولت الحديث معها‮ ‬،‮ ‬ولكن انشغالها برفع اللافتات والتعبير عن رأيها لم‮ ‬يسمح لها بالحديث‮!!‬

لدى وجودي‮ ‬أمام البيت الأبيض‮

‬،‮ ‬سمعت صوت الأذان‮ ‬،‮ ‬وكان هو الأذان الوحيد الذي‮ ‬سمعته طوال فترة وجودي‮ ‬في‮ ‬الولايات المتحدة‮ ‬،‮ ‬ولم‮ ‬يكن في‮ ‬وقت الصلاة‮ ‬،‮ ‬وعلمت فيما بعد أن هذا الأذان كان نوعا من الاحتجاج‮.‬

لم‮ ‬يختلف الوضع كثيرا أمام وزارة الخارجية الامريكية‮ ‬،‮ ‬فقد احتشد عدد من المتظاهرين الإيرانيين لمطالبة الولايات المتحدة بالتدخل لحماية المقيمين في‮ ‬مخيم أشرف بالعراق‮ ‬،‮ ‬حمل المتظاهرون اللافتات ورفعوا الأعلام‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬يحق لأحد التعرض لهم أو منعهم من التعبير عن أنفسهم بأي‮ ‬وسيلة سلمية‮.‬

أردت أن أختبر قبول الآخر عندما‮ ‬يتعلق الامر بالإسلام‮ ‬،‮ ‬وطلبت أداء الصلاة في‮ ‬وزارة الخارجية‮ ‬،‮ ‬مستبعدة السماح بذلك لأي‮ ‬سبب مثل عدم توفر مكان مناسب،‮ ‬ولكن المفاجأة أن مرافقتي‮ ‬اصطحبتني‮ ‬إلى مكان بعيد عن الضوضاء وأخبرتني‮ :" ‬يمكنك أداء الصلاة هنا وسأبلغ‮ ‬الحرس حتى لا‮ ‬يدخل أحد‮ "!!‬أخرجت البوصلة لتحديد موقع القبلة‮ ‬،‮ ‬وأديت الصلاة دون اعتراض من أحد‮!!‬