رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الادارة

د.عبد السند يمامة

رئيس مجلس الإدارة

رئيس التحرير

سامي صبري

الحلم الأمريكي.. بين الواقع والخيال

ملفات عالمية

الأربعاء, 29 ديسمبر 2010 17:11

أشخاص عاديون‮ ‬يحتجون ويتظاهرون دون التعرض لأي‮ ‬اعتداءات أو حتى تدخلات من الأمن‮ ‬،‮ ‬المواطنون والأجانب‮ ‬يتجولون حول المبنى ويلتقطون الصور‮ ‬،‮ ‬الجو هادذ تماما‮ ‬، ‮ ‬ولايمكن ملاحظة أي‮ ‬شرطي‮ ‬أو رجل أمن‮".. ‬لم‮ ‬يكن ذلك إلا البيت الأبيض مقر الرئاسة الامريكي‮ ‬الذي‮ ‬بني‮ ‬على طراز بسيط للتأكيد على طبيعة الحكم الجمهوري‮ ‬للولايات المتحدة،‮ ‬بل كان‮ ‬يمكن لأي‮ ‬شخص أن‮ ‬يزور المقر الرئاسي‮ ‬ويتجول فيه ويدخل المكتب البيضاوي‮ ‬حتى الانفجارات التي‮ ‬وقعت بمدينة أوكلاهوما الامريكية عام‮ ‬1995‭.‬

الجميع‮ ‬يمكنه التعبير عن رأيه‮ ‬،‮ ‬مثل تلك السيدة الاسبانية العجوز التي‮ ‬تنصب خيمتها أمام البيت الأبيض منذ‮ ‬30عاما‮ ‬،‮ ‬للمطالبة بوقف الدعم الامريكي‮ ‬لإسرائيل وإخلاء العالم من السلاح النووي‮ ‬،‮ ‬ملأت السيدة خيمتها بلافتات تحمل عبارات تقول‮ :"‬نعم لليهودية لا للصهيونية‮ ‬،‮ ‬يجب أن تذهب دولة إسرائيل‮" ‬،‮ ‬صورة جثة طفل فلسطيني‮ ‬وعليها عبارة تقول‮ :"‬انت تدفع لإسرائيل لقتل هذا الطفل‮" ‬،‮ ‬و"انصع للدستور‮".. ‬أصبحت هذه السيدة جزءا من معالم البيت الأبيض تتحدث إلى الناس‮ ‬،‮ ‬ويلتقطون معها الصور في‮ ‬هدوء وسلام‮ ‬،‮ ‬اقترب منها شاب عربي‮ ‬ليلتقط معها الصور‮ ‬،‮ ‬وطلب منها أن تبتسم‮ ‬،‮ ‬فأجابت في‮ ‬حزم‮ :"‬لا‮ ‬يمكنني‮ ‬أن أبتسم‮!!" ‬فهذه العجوز البسيطة تدرك تماما طبيعة موقعها ودورها،‮ ‬حاولت الحديث معها‮ ‬،‮ ‬ولكن انشغالها برفع اللافتات والتعبير عن رأيها لم‮ ‬يسمح لها بالحديث‮!!‬

لدى وجودي‮ ‬أمام البيت الأبيض‮

‬،‮ ‬سمعت صوت الأذان‮ ‬،‮ ‬وكان هو الأذان الوحيد الذي‮ ‬سمعته طوال فترة وجودي‮ ‬في‮ ‬الولايات المتحدة‮ ‬،‮ ‬ولم‮ ‬يكن في‮ ‬وقت الصلاة‮ ‬،‮ ‬وعلمت فيما بعد أن هذا الأذان كان نوعا من الاحتجاج‮.‬

لم‮ ‬يختلف الوضع كثيرا أمام وزارة الخارجية الامريكية‮ ‬،‮ ‬فقد احتشد عدد من المتظاهرين الإيرانيين لمطالبة الولايات المتحدة بالتدخل لحماية المقيمين في‮ ‬مخيم أشرف بالعراق‮ ‬،‮ ‬حمل المتظاهرون اللافتات ورفعوا الأعلام‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬يحق لأحد التعرض لهم أو منعهم من التعبير عن أنفسهم بأي‮ ‬وسيلة سلمية‮.‬

أردت أن أختبر قبول الآخر عندما‮ ‬يتعلق الامر بالإسلام‮ ‬،‮ ‬وطلبت أداء الصلاة في‮ ‬وزارة الخارجية‮ ‬،‮ ‬مستبعدة السماح بذلك لأي‮ ‬سبب مثل عدم توفر مكان مناسب،‮ ‬ولكن المفاجأة أن مرافقتي‮ ‬اصطحبتني‮ ‬إلى مكان بعيد عن الضوضاء وأخبرتني‮ :" ‬يمكنك أداء الصلاة هنا وسأبلغ‮ ‬الحرس حتى لا‮ ‬يدخل أحد‮ "!!‬أخرجت البوصلة لتحديد موقع القبلة‮ ‬،‮ ‬وأديت الصلاة دون اعتراض من أحد‮!!‬