رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دفاعا عن المخلوع!

 
عزيزي القارىء، أود في البداية أن أؤكد لك إنني قد أدعوك في السطور القادمة إلى أي شيء غير التعاطف مع الدكتاتور المخلوع؛ و لكن هل يتحمل مبارك وحده فساد و استبداد 60 عاما من حكم العسكر الغير المؤهلين؟. أتمنى أن نتمتع –أنا و أنت- ببعض من التجرد في مناقشة تلك المسألة؛ من أين أتى مبارك بسياساته الإقتصادية و الخارجية و الإعلامية؟ هل إستوحاها من معتقدات فكرية متأصلة في ذاته؟ أم أنه سار على نفس خطى من سبقوه من فساد و استبداد. يدهشني –و يصدمني و يغضبني- كلام بعض الناس عن فساد أخر 30 عاما و ديكتاتورية أخر 30 عاما و انبطاح أخر 30 عاما؛ وكأن مصر قد كانت واحة للديموقراطية و الحرية في عهود ما قبل ذلك. من أين تعلم مبارك استبداده؟ ألم يكن قمع السادات الوحشي لما أحب أن اسميه ثورة يناير 1977 –بينما سماها هو انتفاضة الحرامية- خير درس لمبارك في التعامل مع الانتفاضات الشعبية؛ ألم يكن القمع و الكبت السياسي في عهد عبد الناصر دليل استرشادي متكامل لجهاز مباحث أمن الدولة؟ أعتقد أن الاجابة واضحة. ألم يكن النظام الساداتي هو الراعي الأول لخلط أموال بيزنس الانفتاح الاقتصادي بالسياسة؛ وللشعارات الاقتصادية الواهية من نوعية "تشجيع الاستثمار" دون ان تعرف عن أي استثمار يتحدثون. كارثة ما يسمى بالإعلام القومي أو الحكومي -ذلك الإعلام الموجه المنافق الكذاب الأفاق- ألم تكن بداية نشأته في عهد عبد الناصر، إعلام تقديس الحكام و تأليه الرؤساء، كما تميز عصر الدكتاتور الأول ببراءة اختراع تهم من نوعية "قلب نظام الحكم" بالإضافة إلى ثقافة الأجندات الخارجية و المؤامرات الأجنبية. من قال لمبارك أن 99%
من أوراق اللعبة في المنطقة بيد أمريكا؟ ألم يكن السادات قائل تلك الجملة الجهنمية! إذا فلماذا نستغرب تحالف نظام مبارك مع أمريكا و حليفتها اسرائيل؟. دعونا نتخيل ثلاثين عاما من حكم عبد الناصر أو السادات هل تظنون أن الوضع قد يكون مختلفا عن الوضع الحالي؟ أظن أن الاجابة الأقرب إلى المنطق ستكون بلا. يوجد من يقول أن عصري السادات و عبد الناصر كان بهم حسنات و سيئات و هذا به الكثير من الصواب و لكن هناك أيضا من يقول أن بداية عصر المخلوع كانت بها بعض الحسنات؛ و لكن أعذرني عزيزي القارىء فأنا لا أعبأ بكل هذه التفاسير و التحاليل، كل ما أعبأ به هو أننا شعب سمح لثلاثة من أعتى و أجهل الطغاة بحكمه على مدار أكثر من نصف قرن؛ يجب أن ندرك جميعا أن محاكمة "مبارك" هي ليست محاكمة للمواطن المريض محمد حسني السيد مبارك إبن الثلاثة و الثمانين عاما، إنما هي محاكمة للنظام الاستبدادي الشمولي الفاسد الحاكم لمصر منذ عشرات العقود -دعونا لا ننسى الحكم الإقطاعي لمصر قبل 1952 و ذلك قصة أخرى.