رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المقام الشريف في الجبلاية

محمد عبادة
محمد عبادة

يحكي أن أخوين كان لديهما عبدا يشاركهما أحزانهما و أفراحهما يغدو و يروح معهما في كل تنقلاتهما حتى اعتبراه أخاً لهما.
و في إحدى السفريات توفي العبد فأقاموا له مدفناً يليق بمعزته لديهما وجلسا يبكيان بصدق ندر مثيله بين البشر فاجتمع الناس عليهما و تعاطفوا مع تلك الحالة الفريدة من الحزن.
و من كثرة ما عدد الأخوان من محاسن فقيدهما ظن الناس من حولهم أنه ولي من أولياء الله الصالحين فبدأوا يتبرعون لمقامه الذي اعتبروه شريفا من لحظتها.
ومرت الأيام وكثر معها المارة و كثر المتبرعون و ظل الأخوان يتقاسمان التبرعات بشتي أنواعها ويجروا  التحسينات اللازمة على "المقام الشريف" ليتسع للمريدين و قاصدي البركات .
و ذات يوم اختلف الأخوان في القسمة فأشار أحدهما إلى المقام ليحتكما إليه.. ضحك أخوه حتي انقلب على قفاه و قال مستنكرًا: مولانا؟.. "إنت نسيت إننا دافنينه سوا ".
و صارت العبارة مثلا لكل اثنين احتالا على الناس ثم اختلفا و أدعى أحدهما الشرف و النزاهة على الآخر .
وفي صراع "الجبلاية" فريقان يدعي أحدهما الشرف و النزاهة على الآخر، ويعيب هذا معايب ذاك ، وفي الحقيقة لايختلف الفريقان بعضهما عن بعض ، فكلاهما دفنا العبد و ادعيا أن المدفون ولياً من أولياء الله الصالحين .
كانت هناك شركة تعمل في مجال التسويق الرياضي و إدارة المعسكرات و التعاقد على مباريات ودية للمنتخبات و الأندية خلال فترة المعسكر .
اتفقت الشركة مع الجبلاية على تنظيم معسكر للمنتخب الأول بدولة الإمارات العربية على أن يلعب المنتخب مع منتخب السنغال الأول بكامل نجومه و محترفيه، و لكن ماحدث شئ آخر، حيث فوجئ المنتخب الوطني في الإمارات أنه سيواجه منتخب ناشئي السنغال إخلالًا بالتعاقد و فضيحة كروية و مالية، حيث ان التعاقد مع منتخب من الناشئين ليس بقيمة المنتخب الأول بمحترفيه .
أصابع الاتهام أشارت إلى مجلس إدارة الاتحاد وقتها و بعض التنفيذيين في الاتحاد منهم من ثبت عليهم الاتهام و منهم من كان كبش فداء .
الشاهد في الأمر تحولت الواقعة إلى قضية تم تداولها بالمحاكم و جرسة بين أروقة الجبلاية إشارة إلى أحد صبية الرجل الكبير الذي على الرغم من استغناء الجبلاية عن خدماته عينه الكبير مديرا لمكتبه الخاص !!!!!! 
القضية يتم مباشرتها في المحاكم المصرية و يتم متابعتها من خلال مكتب أحد المستشارين القانونيين دائمي العمل بالجبلاية و لا يعرف للقضية مصير رغم مرور السنوات، و لا يعرف أيضا أي دفوع ستقدمها الجبلاية للحصول على التعويض المالي المناسب مقابل هذا الإخلال بالتعاقد.
هل انتهت القصة بذلك؟ 
تمر السنوات تفاجئنا الجبلاية بالاتفاق مع الشركة نفسها على تنظيم معسكر للمنتخب الأوليمبي هذه المرة في فترة إعداده للتأهل إلى نهائيات الدورة الأولمبية، تحت شعار  أن التكاليف كاملة على حساب الشركة أو هكذا تعللت الجبلاية لتمرر اختيارها لهذه الشركة و التعاقد معها .
فهذه شركة تقاضيها الجبلاية لإخلالها بشروط التعاقد و في نفس الوقت تتعاقد معها

لتنفيذ عقد آخر حتى و لو كان بلا مقابل ، كمن اعتقد تقبل الله لمن عصاه لمجرد بناء العاصي لجامع من أموال مُريبة المصدر .. حاشا لله.
قاطنو "المقام الشريف" الجدد يعايرون قدامى السكان بأمر تلك الشركة و إن كان نفس القانونيين الحاليين هم من جمدوا هذه القضية ، بل تم سفر أحدهم مع بعثة المنتخب الأوليمبي في رحلة تنفيذ العقد الجديد، ولأول مرة تتضمن بعثة كروية مستشارا قانونيا.
ما ألطفها شركة تقدم يد العون للمطحونين و تمسح الدمع من أعينهم .
أما القدامى فلا يردون ولكنهم يشيعون عن القاطنين أنهم تجار خردة و أنهم يجلبون معدات مستعملة ويبيعونها إلى الجبلاية و يتربحون من وراء ذلك فيما يسمى بصفقة القرن الجبلاية تحت شعار تطبيق تقنية حديثة في الملاعب المصرية .
لم يصمد الجدد كثيرا تحت نيران القدامى المحنكون فتم طردهم  بقرار من الباب العالي ليعود القدامى من جديد ليحتلو المقام الشريف كما اعتلوه اول مرة .
ولكن الجدد لم يستسلموا و إن كانوا خارج المشهد تماما الا انهم استعانوا بندمائهم من لهم قوة المال و النفوذ و سطوة السلطة ليهزوا أركان المقام الشريف و قاطنوه القدامى بملفات تم حفظها في السابق فأهل مكة ادرى بشعابها و هاجموا بكل شراسة على الملأ لطردهم و وضع مكانهم من لا يملكون  غير السمع والطاعة ، ليدير المشهد  لاعب جديد يأمر فيطاع ولا صوت يعلو فوق صوته  كصاحب المقام الجديد .
الأَخَوان الآن مختلفان في القسمة و يرغبان في الالتجاء إلى الولي الصالح من اقيم من اجله المقام الشريف وقد نسيا أن صاحب المقام هو نفسه العبد الذي قضي العمر برفقتهم شاهدا عليهم وأنهم قد دفنوه سويا .
قضية بقضية .. و فجر بفجر .. و فريقان دفناه سويا .. هذا هو حال الجبلاية و الرياضة المصرية .. لا نزاع على فخر .. لكن نزاع على حصاد انحرافات حصلت على شارة "بدون توقف"