رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الغباء» يحمي صاحبه من الجنون

قمة الوطنية ان تشارك في ثورة عادلة و قمة الإنسانية ان تموت من اجل الآخرين و قمة التحضر ان تؤمن بعدالة القضاء اما قمة الغباء فهي ان تصدق هذا الكلام.. الا ان الفيلسوف  الطبيب (أوليفر هولمز - أمريكي) يؤكد (ان الغباء كثيرا ما يحمي صاحبه من الجنون )..

فلا تخجل وتذكر المئات من القلوب المحطمة التي تقف الآن عاجزة أمام أبواب المحاكم لعلها تأخذ بثأرها في ابن مات واختفت ابتسامته من البيت او ابنة سحقت بالتراب وتلاشى حنانها من الوجود.. إحساس بشع ان يجلس القاتل أمام عينيك وأنت اضعف بكثير حتى من ان تلومه.. ان تدمن مرارة الصبر والانتظار لعدالة القضاء وأنت لا تعرف هل سيمهلك (القضا) ام ستموت بحسرتك علي ضناك.. تتذكر في كل لحظة دم ابنك وأشلاءه الحبيبة التي  تناثرت أمامك علي كل الشاشات والفضائيات.. تقف عاجزا في انتظار عرض الأدلة وافلام الحرز وهم يقتلون ابنك ويستبيحون جسده في ربيع ثورته وعشقه للوطن, فيعصرون قلبك مرة أخرى ويعرضون عليك فيلم الباشا تلميذ وصور لابو الهول.. (يا للهول),, صدقني الغباء هنا يحمي صاحبه من الجنون .. فالعدالة عمياء لن ترى دموعك مهما بكيت والقانون لا يحمي المغفلين حتى لو غفلوا لثلاثين عاما وماتوا ثائرين... المشكلة الآن في الأحياء.. الذين انقلبوا عليك فجأة بعد ان ضموك وكرموك لان دم ابنك العزيز دفع ثمن حرية الجميع وكرامتهم.. الآن صدقوا ان ابنك بلطجي وانك من المرتزقة ويسألون في ارتياب هل مات في الميدان ام أمام احد أقسام الشرطة فهل نسوا او تناسوا انها ثورة وان الشرطة كانت للأسف خط الدفاع الأول في النظام السابق.. الآن يدافعون عن أنفسهم بالشائعات وكأن الثورة كانت انتفاضة حرامية ومؤامرة خارجية.. أعموا بصرنا واستغفلوا بصيرتنا ففقدنا القدرة علي التمييز بين الشهيد والبلطجي.. بين البطل والعميل.. ويحكي قديما عن صديقين حاولا التمييز بين حصان كل منهما.. فقطع الأول أذن حصانه وذهب الي الثاني الذي صرخ فيه قائلا (لقد قطعت اذن حصاني أنا أيضا لأميزه عن حصانك).. فذهب الاول و فقع عين حصانه وعاد الي الثاني الذي صرخ فيه مرة أخرى (لقد فقعت عين حصاني أيضا لأميزه عن حصانك) وبعد شجار طويل  مر  عليهم شيخ عجوز فاحتكموا إليه.. فقال متعجبا (أحدكما يأخذ  الحصان الأبيض والآخر يأخذ الحصان الأسود),, فهل هذا غباء ام عمى ألوان  واين نجد الحكيم الذي يفصل بين الأسود والأبيض بين الجاني والمجني عليه في هذا الوطن .. بعد ان ركبها المتحولون والمنافقون والمزيفون وصادروا الحكمة وجلسوا علي كراسيهم المخملية وكتبوا عليها (إحنا الثوار الشطار).. البلد كلها ثوار حتى الذين أكلوا بدينهم في أطباق النظام الفاسد خرجوا علينا متكلفتين بالعلم و

كأنهم آتون من ميدان التحرير لا من قصور الرئيس المخلوع ورجاله الخونة.. أصبحوا حكماء مصر ومناراتها الإعلامية ولخبطونا بين الثورة والعمالة وبين الحرية والبلطجة وبين مصر التي نعرفها ومصر التي يعرفونها..  انقسمنا علي الثورة فجأة ونسينا فرحة 11 فبراير حينما تنحي عنا الكابوس .. الآن تلام الثورة علي كل المصائب وتتحمل بلاء كل الكوارث بداية من الانهيار الاقتصادي وانتهاءً بانهيار المساكن  حتى لو تعاركت مع جارك او تشاجرت مع (مراتك) فهذه نتائج ثورية .. حتى المعلمون والأطباء توقفوا عن العمل لانهم في ثورة فئوية .. الغباء أفضل من الجنون لمن لا يعلمون .. ومن منا يعلم ماذا يحدث ولماذا يحدث وكيف تكومت فوقنا كل المصائب فجأة وما هذه القوة الرهيبة التي تدفعنا للخلف كلما هممنا بالتقدم للأمام.. وكيف اختلت الألوان في عيوننا وفقدنا القدرة علي التمييز بين الحلال والحرام بين ثورة الطهارة ونجاسة الفساد.. واين نذهب هذا المساء في هذا السواد بل قل الي اين تذهب هذه البلاد والكل يحسبها غنيمة يقطع في لحمها كما يشاء.. الملايين الذين صدقوا الشعارات التي افتتحت بها هذا المقال وآمنوا بصدقها طوال 18 يوما هي عمر الثورة يتساقطون منا الان ويضحكون علي هذا الكلام.. شوهت بصيرتهم وخنقت حريتهم وضيقت أرزاقهم واتهم شهداءهم وأبطالهم بالعمالة والبلطجة فماذا تبقي لهم الآن من شعارات الوطنية والإنسانية والتحضر إلا انه غباء.. والغباء يحمي صاحبه من الجنون لأنه لو فهم ما يحدث لأصابه الجنان وأصر علي الجلوس ولو وحيدا في ميدان التحرير او هام في الشوارع تائهاً يذكر الناس بشهداء الثورة وشعارات زمان وقصة موت أحمد وحسين وكريم وسالي .. ولا أعرف ما الأفضل لنا. ان نعيش بين ملايين الأغبياء أم بين ملايين المجانين!! ,, اجب أنت لتعرف أين أنت الآن؟؟..

samehgeweda@yahoo.com