«الغباء» يحمي صاحبه من الجنون
قمة الوطنية ان تشارك في ثورة عادلة و قمة الإنسانية ان تموت من اجل الآخرين و قمة التحضر ان تؤمن بعدالة القضاء اما قمة الغباء فهي ان تصدق هذا الكلام.. الا ان الفيلسوف الطبيب (أوليفر هولمز - أمريكي) يؤكد (ان الغباء كثيرا ما يحمي صاحبه من الجنون )..
فلا تخجل وتذكر المئات من القلوب المحطمة التي تقف الآن عاجزة أمام أبواب المحاكم لعلها تأخذ بثأرها في ابن مات واختفت ابتسامته من البيت او ابنة سحقت بالتراب وتلاشى حنانها من الوجود.. إحساس بشع ان يجلس القاتل أمام عينيك وأنت اضعف بكثير حتى من ان تلومه.. ان تدمن مرارة الصبر والانتظار لعدالة القضاء وأنت لا تعرف هل سيمهلك (القضا) ام ستموت بحسرتك علي ضناك.. تتذكر في كل لحظة دم ابنك وأشلاءه الحبيبة التي تناثرت أمامك علي كل الشاشات والفضائيات.. تقف عاجزا في انتظار عرض الأدلة وافلام الحرز وهم يقتلون ابنك ويستبيحون جسده في ربيع ثورته وعشقه للوطن, فيعصرون قلبك مرة أخرى ويعرضون عليك فيلم الباشا تلميذ وصور لابو الهول.. (يا للهول),, صدقني الغباء هنا يحمي صاحبه من الجنون .. فالعدالة عمياء لن ترى دموعك مهما بكيت والقانون لا يحمي المغفلين حتى لو غفلوا لثلاثين عاما وماتوا ثائرين... المشكلة الآن في الأحياء.. الذين انقلبوا عليك فجأة بعد ان ضموك وكرموك لان دم ابنك العزيز دفع ثمن حرية الجميع وكرامتهم.. الآن صدقوا ان ابنك بلطجي وانك من المرتزقة ويسألون في ارتياب هل مات في الميدان ام أمام احد أقسام الشرطة فهل نسوا او تناسوا انها ثورة وان الشرطة كانت للأسف خط الدفاع الأول في النظام السابق.. الآن يدافعون عن أنفسهم بالشائعات وكأن الثورة كانت انتفاضة حرامية ومؤامرة خارجية.. أعموا بصرنا واستغفلوا بصيرتنا ففقدنا القدرة علي التمييز بين الشهيد والبلطجي.. بين البطل والعميل.. ويحكي قديما عن صديقين حاولا التمييز بين حصان كل منهما.. فقطع الأول أذن حصانه وذهب الي الثاني الذي صرخ فيه قائلا (لقد قطعت اذن حصاني أنا أيضا لأميزه عن حصانك).. فذهب الاول و فقع عين حصانه وعاد الي الثاني الذي صرخ فيه مرة أخرى (لقد فقعت عين حصاني أيضا لأميزه عن حصانك) وبعد شجار طويل مر عليهم شيخ عجوز فاحتكموا إليه.. فقال متعجبا (أحدكما يأخذ الحصان الأبيض والآخر يأخذ الحصان الأسود),, فهل هذا غباء ام عمى ألوان واين نجد الحكيم الذي يفصل بين الأسود والأبيض بين الجاني والمجني عليه في هذا الوطن .. بعد ان ركبها المتحولون والمنافقون والمزيفون وصادروا الحكمة وجلسوا علي كراسيهم المخملية وكتبوا عليها (إحنا الثوار الشطار).. البلد كلها ثوار حتى الذين أكلوا بدينهم في أطباق النظام الفاسد خرجوا علينا متكلفتين بالعلم و
samehgeweda@yahoo.com