عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى أنت.. يا معلم

صرخة قيصر قائلاً «حتى أنت يا بروتس، فالموت إذن يا قيصر» تعبر عن قيمة الصداقة والإخلاص التي قد تؤدي خيانتها إلي رفض الإنسان الرغبة في الحياة والاستمرار في تلك الدنيا التي لا تحترم أي قيمة أو أى معنى،

واليوم مصر التي نعيشها بداخلنا ونحيا جميعاً علي أرضها ونتنفس عبير تاريخها نفخر به لحظات ونلعنه ساعات وننشد دوماً أننا مصريون ولا نقبل غيرها أو حضناً يضمنا، البعض من باب الحب والرومانسية السياسية والانتماء والآخر لأنه لا بديل، فالعالم يعيش أزمة اقتصادية طاحنة ومعدلات البطالة والفقر تزداد حتي في أغني الدول لدرجة أن الوظيفة الواحدة في دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا يتقدم لها من 051 إلى 002 شخص أي أنه لا مكان للمصري في دول أوروبا والعالم المتقدم إذاً لا بديل عن الدول الشقيقة القريبة ديناً ولغة وجغرافيا وتاريخاً، لكن للأسف السودان تمزق ودخل حربًا أهلية، وليبيا في حرب مع أنصار القذافي والناتو وهلم جرة، أما شرقنا الغالي فهو عدو إسرائيلي يتربص بنا لينقض في اللحظة المواتية ليسترد أرضه كما يدعي وهي أرض الميعاد من النيل إلي الفرات أو الاتجاه إلي الشمال فإن سوريا ولبنان وحدود العراق كلها علي صفيح ملتهب بعضه انفجر في احتلال وحروب أهلية علي أرض دجلة والفرات، والآخر يدق أبواب الغرب والمجتمع الدولي ليدخله في غوطة دمشق ليحمي أهلها من نيران قتل رئيسها بشار وأعوانه وهذا هو المراد والمخطط من قبل الاستعمار قديماً وحديثاً فلا فرق سوي في الزمان والسنوات لكن الطريقة دائماً واحدة.

لم يتبق للمصريين الذين يريدون أن يعيشوا ويتكسبوا سوي ملجأ واحد ألا وهو الخليج وصحراء النفط الشاسعة وتلك البلدان قد استكفت وفاضت بالعاملين المصريين واتجهت شرقاً إلي باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا ومعظم دول جنوب شرق آسيا لرخص أجور عمالتهم ولأنهم يتعاملون بمنطق العمالة وليست من منطلق الأخوة والريادة وحسنة وأنا سيد له ولأن دول الخليج تعيش اليوم وهي اليد العليا مالاً وجاهاً وسطرة بعد أن عانت من المصريين قروناً وأياماً تغنينا فيها بأننا أهل الحضارة والعلم والريادة من زمن كان الآخرون يعيشون في الخيام حفاة بلا مدارس ولا مياه أو كهرباء أو مظاهر حضارة حديثة ويكفي أننا كنا نرسل كسوة الكعبة المصنعة في بلادنا بأيدي مصريين مهرة متمرسين في الصناعة والغزل والنسج وقبل كل شيء في العطاء والريادة الحضارية.. لذا فإن بلدان النفط الصحراوية الخليجية تفضل عمالة آسيوية عن هؤلاء المصريين الذين يذكرونهم درماً بسني الفقر والتخلف عن ركب المدينة والحضارة ولأن المصريين فراعين بداخلهم وطبائعهم.

لذا فإن مصر هي ملاذنا شئنا أم أبينا ومن هنا فعلينا أن نحميها من المؤامرات الخارجية والداخلية وقبل كل شيء من أنفسنا ذاتنا، فليس كل من يخرج علي القانون بلطجياً وليس كل من يعطل القطار وعجلة الإنتاج فلولاً وليس كل من يخرج من بيته ليلقي بالقمامة ويكسر الإشارة ويسير عكس الطريق من أذناب النظام السابق وليس من يحمل الشماريخ والمولوتوف ويهاجم الداخلية ومديرية الأمن وأقسام الشرطة مأجورا من جهات أجنبية أو من ذيول الحزب الوطني وليس كل من يسب الشرطة والجيش ويخرج علينا في الفضائيات معللاً ومبرراً عن ثوريته هو من ثوار التحرير ومفجري الثورة وليس كل من

يهاجم تداعيات السلوك المصري بعد الثورة من الخونة والعملاء والمستفيدين من حكم الرئيس المخلوع وليس من يؤدي عمله في الشرطة أو الجيش يتآمر علي الوطن ليحصل علي مكاسب السلطة والحكم العسكري والأحكام العرفية.. القضية هي أننا لا نواجه أنفسنا وأننا دخلنا في دائرة مظلمة من التخوين والنظرية التآمرية التحريضية.

 

ثورة المعلم والطبيب

الكل يخون الكل والجميع يتهم الجميع بالتحريض والتآمر لدرجة أن الساسة الجدد ومفجري الثورة الإعلامية على الشاشات الخاصة والفضائية يخرجون علينا بأحدث نظرية ألا وهي أن الآلاف الذين هاجموا السفارة في العمارة وحرقوا مديرية أمن الجيزة ونزعوا وحرقوا الشعار في وزارة الداخلية وحديقة الأورمان والسفارة السعودية وعربات الأمن المركزي والمواطنين وكسروا تمثال نهضة مصر وخربوا كوبري الجامعة والأرصفة وأهانوا جنودا مصريين من الأمن المركزي والشرطة وقذفوا جيش مصر بالحجارة والزجاجات الحارقة وأقذر الشتائم، كل هؤلاء مأجورين وتم الدفع لهم عن طريق «الفلول» وأذناب الحزب الوطني والرئيس ونظامه السابق؟! أي هزل وهرتلة وهلوسة هذه!! أم أي خداع للذات ولحال المواطن والوطن.

أما الأطباء الذين يضربون عن العمل والمعلم المحترم الذي يقطع الطريق والشارع ليعبر عن سخطه ورأيه وحاجته إلي تحسين أوضاعه المالية دون العلمية فأي قدوة يقدمها لأبنائه وتلاميذه، ورئيس الجامعة والعميد الذي يرفض الاستقالة ويتمسك بكرسيه الرئاسي أي تقاليد جامعية وعلمية وأكاديمية تلك سوف يرسخها في الجامعة والعميد الذي لا يقبل التغيير كيف سيواجهه طلابه وأساتذة كليته ويوجههم نحو التغيير والتعبير الحر عن الرأي وكيف للعلم أن ينمو في مجتمع معلموه وأساتذته يقطعون الطرق ويرفضون التغيير ويتمسكون بالمال علي حساب الكفاءة والتطور والتقدم والديمقراطية.

هذا هو المجتمع المصري وهؤلاء الأطباء والمعلمون والأساتذة ليسوا من الفلول أو الأذناب أو المأجورين والمتآمرين مثلهم مثل حاملي شماريخ الأهلي ومولوتوف الشباب وطوب الصبية وشواكيش البلطجية وشعارات الثوار وأقلام المثقفين وأبواق الإعلاميين.. الكل يهدم مصر من منطلق الثورة والحرية والتغيير.. فهل مصر هي الثورة أم أن مصر فوق الثورة قبلها وبعدها، قبلنا وبعدنا.. قبلهم وبعدهم إلي يوم الدين وإذا وصل الأمر إلي حد ضياع القدوة وتفضيلها المصلحة علي الوطن فإن علي أنفسنا السلام وعلي مصرنا السلامة ولله الرجاء والدعاء.