رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من صاحب ثورة يناير؟!

> منذ أحداث الحركة الجماهيرية الثورية التي شهدتها مصر في يناير 2011 وحتي الآن، والتي لم يكن لها قيادة واضحة محددة، ظهرت علي المسرح السياسي مجموعة هائلة من الائتلافات جاوز عددها المائة، وكلها تحت مسمي الثورة، وكلها مع جماعات وحركات سياسية أخري، تتحدث باسم الثورة وتسعي بهذه الصفة لرسم الطريق لمستقبل مصر.

> وفي ظل هذا الزخم، وما تشهده الساحة من جدال أو نقاش أو مصادمات، بمناسبة كل حديث عن مطالب للثورة أو للثوار، يثور بشكل ظاهر أو مستتر ذلك السؤال الصعب: من صاحب الثورة؟

> وللموضوعية في الحديث، نعرض لأمرين إذا اتفقنا عليهما، فستكون الرؤية واضحة «والإجابة ميسرة»، وهما:

1 ـ أن الثورة بمفهومها الشامل، فقهاً وتاريخاً، هي: الرغبة العارمة والإرادة الحقيقية الواعية لدي شعب ما، لإحداث تغيير يراه صحيحاً وحتمياً، في توجهات دولته، علي جميع المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن يستطيع تحقيق هذا التغيير بقدرته الذاتية الفاعلة وفقاً لأهدافه الوطنية وآماله في مستقبل أفضل.

فإذا ما طبقنا هذا المفهوم، علي الحركة الجماهيرية التي شهدتها البلاد اعتباراً من يوم الخامس والعشرين من يناير، لأدركنا أن تلك الحركة لم تكتمل بعد كثورة بالمفهوم الصحيح، وإن كانت قد تحققت مقدمتها بإسقاط النظام الحاكم والإطاحة بكل رموزه، وبقي إحداث التغيير المأمول في توجهات الدولة الأيديولوجية علي نحو ما أسلفنا، وليس تحقيق مطالب هامشية لا ترقي إلي مرتبة المبادئ والتوجهات.

2 ـ إن تلك المقدمة التي تحققت وتمثلت في إسقاط النظام، ما كانت لتحدث لمجرد التظاهر المليوني ولو طال أمده، ولكن أعمال الاعتداء والتخريب المنظم التي طالت كثيراً من المنشآت والمرافق العامة يوم الثامن والعشرين من يناير وما تلاه، وأدت إلي شل الحركة الحياتية للدولة، كانت هي العنصر الرئيسي والمباشر في إسقاط النظام

وانهيار أركانه.

ثم كان العنصر الثاني المهم، المتمثل في المؤسسة العسكرية التي آثرت عدم التصدي لجموع المتظاهرين، واتخذت موقفاً مؤيداً ومشاركاً للآمال الوطنية والنوايا الثورية.

> إذا اتفقنا علي هذين الأمرين، بات واضحاً أن أصحاب مقدمة الثورة، هم المؤسسة العسكرية، التي كان لها الفضل بنسبة 40٪، ثم القوة الوطنية المنظمة التي استطاعت، تخطيطاً وإعداداً وتنفيذاً، إحداث الخلل المجتمعي وشل الحركة الحياتية، بما قوّض النظام وزعزع دعائمه، فكان لها الفضل بنسبة 50٪ في إسقاطه والإطاحة برموزه.

ثم تأتي باقي الحركات المتناثرة والتيارات المتشرذمة والتظاهرات السلمية المتوالية، لتضفي علي الحركة الجماهيرية في مجملها، المظهر الثوري الرائع الذي أفصح عن عظمة المصريين وقواهم الوطنية.

> من ذلك نستطيع أن نتبين معالم المعادلة السياسية، التي من خلالها ستتحدد التوجهات الجديدة للدولة المصرية، وهي التوجهات التي تكتمل بها الثورة بمفهومها الصحيح بشرط درء أي تدخلات أجنبية، وهي أيضاً التي لا سبيل لتحقيقها وفرضها علي أرض الواقع إلا بيد المؤسسات الدستورية ـ النيابية والرئاسية ـ المقبلين علي انتخابها قريباً لتعبر عن إرادة الجماهير وآمالها وأهدافها الثورية.

حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا بالبصر والبصيرة لاختيار من يحقق أهدافنا الوطنية النبيلة.

لواء بالمعاش/أحمد عبدالفتاح هميمي