رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا والرئيـس

مع مرور عام علي الحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي لابد أن ندرك مجموعة من القواعد حتي يكون حكمنا عليه منصفاً، وتقيمننا لعامه الأول عادلاً، ورؤيتنا لأدائه مفيداً له في باقي أيام ولايته خلال الثلاث سنوات القادمة، فالرئيس الذي طلب الحكم عليه بعد عامين، الذي جاء للسلطة

في ظل تحديات داخلية وخارجية شديدة التعقيد، يحتاج إلي المصارحة أكثر من المداهنة، يحتاج إلي الصدق أكثر من النفاق والخداع، يحتاج إلي محبي الوطن، أكثر من كدابي الزفة، والآكلين علي جميع الموائد، يحتاج إلي قوة العدل، أكثر من احتياجه لبطش الأمن، يحتاج إلي حرب علي الفقر والفساد بالتوازي مع حربه ضد الإرهاب، يحتاج أن يدرك أن سقف طموحاتنا مرتفع جداً بعد ثورتين خلصونا من نظامين فاسدين وقاتلين.
سيادة الرئيس شرفت كقيادي بتكتل القوي الثورية الوطنية أن نكون من مؤيدي ترشحك لرئاسة مصر، بل كنا من أوائل المطالبين بذلك، إدراكاً من أنك الاختيار الأصوب، والرجل الأقدر علي تحويل أهداف ثورتنا إلي واقع ملموس، لكنه في نفس الوقت لم نقدم لك شيكاً علي بياض، فقد عاهدناك ألا نضع أيدينا في أيدي الإخوان، علي ألا تضع يدك في يد فلول الحزب الوطني الفاسدين، عاهدناك أن نحترم الدستور والقانون علي أن تعاهدنا علي احترام الحريات وحقوق الإنسان، عاهدناك علي العمل والإنتاج علي أن تعاهدنا علي توفير سكن آدمي، وتعليم جيد، وفرصة عمل مناسبة، وعلاج مجاني، وفرص متساوية في العمل والترقي، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتقديم أهل الكفاءة والخبرة وليس أهل الثقة والحظوة، والتقاطع مع الواسطة والمحسوبية، والرشوة وكروت التوصية، وعذراً سيدي الرئيس رغم إدراكي أنك الاختيار الأصوب إلا أننا وفينا بكل ما عاهدناك به، وانت لم تفِ، التزمنا دعمك ومساندتك في كل المواقف، لكن أداء الدولة والحكومة وأنت مسئول عنهما وضعنا في حالة حرج بالغ بين مؤيديك قبل معارضيك.
سيادة الرئيس ندرك حجم النجاحات التي حققتها في عامك الأول بداية من علاقات خارجية متميزة ومتوازنة مع مختلف دول العالم، تدعيم وتقوية حلف 30 يونيو الذي يضم مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين، وأطلق مشروع قناة السويس الجديدة، وعقد المؤتمر الاقتصادي، لكن يبقي السؤال هل انتصر كل ذلك للثورة، هل عاد بتأثير إيجابي علي الفقراء الذي يمثلون أكثر من 40% من الشعب المصري، عفواً.. مازال فلول الحزب الوطني يتصدرون كل المشاهد ويحتلون مختلف مواقع الدولة بدلاً من محاسبتهم علي فساد 30 عاماً، ويخالفون الدستور الجديد آلاف المرات يومياً بادعائهم أن ثورة يناير مؤامرة رغم أنها من جاءت بك إلي السلطة، وأحذرك لن ينفعوك، ومن يخدعك بأن هؤلاء مراكز قوي في مختلف المحافظات واهم أو كاذب ومخادع فقد تغيرت قواعد اللعبة تماماً، ومن يستخدم الأساليب القديمة خاسر لا محالة، أقل لك ذلك وأنا ابن أحد العائلات التقليدية التي ورثت النفوذ القبلي، فلا تسمح لهم بخداعك، فتبني تحركاتك علي حسابات خاطئة، ثم تكتشف ذلك متأخراً في وقت لا ينفع فيه الندم.
سيادة الرئيس إن حكومتك مرتعشة، وبلا أي وعي سياسي، ولا تضع الفقراء في حسابتها إلا من خلال شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع ضرب أغلب البطون نتيجة بطالة لا تعرف الانخفاض، وأسعار مازالت تشهد ارتفاعاً متصاعداً، ومواجهة فساد رجال الأعمال مازال غائباً بل تحولوا إلي مراكز قوة مخيفة بدلاً من أن يكون مكانهم السجون، وملف استعادة أموالنا المنهوبة وأرضنا المسروقة «وهي بالمليارت» لم يجرؤ أحد علي فتحه، والعدالة الاجتماعية مازالت غائبة ويكفي أن بطل الزحف المقدس أصبح وزيراً للعدل، وبركان عدم احترام الحقوق والحريات سينفجر في وجه الجميع عندما تنتهي حربنا ضد الإرهاب، وكلمة الحق الناصحة لك والحريصة علي الوطن  تتحول إلي اتهام من جانب منافقي كل العصور الذين يحافظون علي فسادهم بارتداء «ماسك» التأييد المطلق وهو في حقيقته ليس لك ولكنه لمصالحهم.
سيادة الرئيس شباب مصر ليسوا فقط

من يلتقطون الصور السيلفي، لكنهم ملايين ينتشرون في كل قري ونجوع مصر، ويحتاجون أن تنزل لهم مثل شباب مصر الجديدة والتجمع الخامس، هؤلاء من دهسم قطار البطالة، أو يعملون علي رصيف الحياة باعة متجولين بعدما فقدوا الأمل في فرصة عمل تناسب مؤهلاتهم، أو من بقوا في ليبيا رغم القتل والدمار بحثاً عن أموال مغمسة برائحة الدم خوفاً من الفقر، أو هؤلاء الذين أغلبهم أبناء بسطاء من عمال وفلاحين وموظفين شرفاء يحلمون بوطن يسع طموحاتهم، فهل الحديث عن تمكين الشباب سيظل مجرد كلام أم يتحول لواقع، الغريب أن شباب القوي الثورية والسياسية الذين كانوا من أكبر مؤيديك لم تلتق بهم ولو لمرة واحدة حتي الآن فمن وراء التباعد بينك وبين الشباب المهموم بالوطن.
أخيراً سيادة الرئيس.. أثق في وطنيتك، وأدرك حجم التحديات التي تواجهك، وأعلم أنك تريد الخير لبلدك، لكن إذا لم تؤسس لدولة عادلة فسوف يعم الفساد، ولو ظهر النظام ضعيفاً أمام الفاسدين فسيتحول المجتمع كله إلي فسدة، فلماذا لا تحاسب الفاسدين إذا كان حقاً ليس عليك فواتير لأحد؟.. والحقيقة أنك لم تسدد الفاتورة الأهم التي عليك، وهي لشعبك الذي رأي فيك الأمل، وحملك فوق الأعناق، سيادة الرئيس أقولها لك مخلصة من رجل يحبك ويأمل أن تكون قدر ثقته، إن شعبية النظام الجديد تتراجع ولم تعد كما كانت في 30 يونية، الخطورة ليس في أن مؤيديك سيصبحون ضدك، لكن الأخطر ألا يظلوا معك، ويلعبون دور المتفرج السلبي، الخطر أن ينسحب الشعب ويكفر بالجميع، ويترك الوطن لمن يتصارعون عليه، فوقتها لن تجد يداً تبني معك، ولن تجد يداً تحمي ظهرك، فمن يحتمي بشعبه ينتصر ويتقدم ومن يحتمي بغير شعبه يذل، ونحن لن نتحمل فشل جديد، ويدنا ممدودة للنجاح معا كشركاء وليس مجرد تابعين.
سيادة الرئيس اعلن انحيازك لقيم الثورة وليس لشعاراتها.. حول شعارات الثورة وأهدافها إلي واقع ملموس وليس مجرد كلمات رنانة.. انتصر للمصريين الذين عانوا طويلاً وأنت واحد منهم، أجل منهم شركاء في العمل والنجاح، وليس معاول للهدم أو طاقة سلبية، امنحهم الأمل في أن يكونوا شركاء في الوطن وليس مجرد أجريه فيه، اجعل التمكين للكفاءة فقط وليس متكافئة أو انتصار لوهم الزحف المقدس لأنه سيتحول إلي وجود مزيف يجعل بلدنا «ريش علي مفيش» شكل قد يبدو أنيقاً وجوهر خرب، التمييز الشىء الأول لقتل الشعوب وإهدار طاقاتها، انتصر لأغلبية الوطنيين حتي ينتصروا لبلدهم التي تعاني منذ عقود طويلة ومازالت، إلا أنها بعد ثورتين يري فيك الأمل فلا تضيعه، فلسنا في حمل فشل جديد.


[email protected]