رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر و15 مايو.. الساداتية.. والبلفورية والنحاسية!

الأجيال المتعاقبة مازالت تتصور أن تاريخ 15 مايو يسجل فقط قيام الرئيس السادات بالمذبحة السياسية الشهيرة في صراعه على الحكم وانقلابه الذي ضحى فيه بأسلوب أكثر تطور من محمد باشا في القلعة بمجموعة عمل جمال عبد الناصر وأسماهم مراكز القوى، ثم روجت آلته الدعائية إلي أن ما قام به السادات «ثورة التصحيح» ثورة 23 يوليو.. وفسر الآخرون بأن هذه هي ثورة على الثورة ومنهج آخر اعتبره إعلاناً لمولد الديكتاتورية الدموية الساداتية، جاءت لكي ترث في سطوتها الديكتاتورية الناصرية؟!.. ومع ذلك فإن هذه الحركة لم تسجل في تاريخ السادات كما سجلت مذبحة القلعة وذكر التاريخ حرب اكتوبر ومبادرة السلام لكن الشعب أدرك أنها صراع على السلطة وقال كل من شارك فيها سواء كانوا مؤيدين للسادات وجناح عبد الناصر نالوا جميعا جزاء سنمار!

لكن هناك 15 مايو أخرى سبقت (مايو الساداتية) مناسبة حزينة وهي هزيمة العرب الكبرى وفي طليعتها مصر في حرب فلسطين وتعرض الحكام العرب للخديعة البريطانية وابتلعوا الطعم وبدأت مقدمتها في مايو 1937 بإصدار الكتاب الأبيض الانجليزي التي اعترفت فيه الحكومة البريطانية ظاهرياً بقيام دولة فلسطين مستقلة يشارك فيها العرب واليهود في ممارسة الحكم وتحددت لها مدة 10 سنوات لاستقرار الأمن وتعهدات فيه بريطانيا تعاونها في بنود الكتاب الأبيض (بتنمية) العلاقات الطيبة بين العرب واليهود وهو ما سمته أمريكا بعد ذلك في كامب ديفيد (التطبيع) وكانت هذه هي البداية الخديعة التي وضع خطتها الكتاب الأبيض ليرسم للعرب مستقبلا أسود؟!.. استمرارا لوعد بلفور اللعين؟!
لكن أهم 15 مايو في حياة مصر للأمانة التاريخية هي ثورة (15 مايو النحاسية) التي قادها قديس السياسة المصرية الرائد مصطفى النحاس باشا.. وإنني أعتبر أيضا أن هذا اللقب يمكن أن يطلق حزبيا ووطنيا

على المفكر العظيم الراحل الدكتور محمد حلمي مراد.. رحمهما الله.
في هذا اليوم وفي مؤتمر (مونترييه) تقرر إلغاء الامتيازات الأجنبية في 15 مايو 1937 دون هزات تعرض لها الوطن للمخاطر حيث إن الآلة الدعائية الناصرية عندما ألغت الامتيازات الأجنبية في قناة السويس تسببت في اشتعال الموقف وتعرض الوطن للعدوان الثلاثي الشهير.. لكن إدارة الأزمة بمفهوم محسوب الخطوات جعل البلاد تعبر توابع هذا القرار بهدوء كامل بعد أن تم ضبط ايقاع حسابات لحدود افعال ومنذ هذا التاريخ تم إدخال العديد من التنظيمات في صفوف القوات المسلحة وعاد الجيش المصري إلي السودان وإلغاء الحكم الثنائي للسودان.. وصدور قرار بتعديل لقب ملك مصر وأصبح (ملك مصر والسودان) واعترف العالم كله بهذا اللقب، وألغى منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يشغله الملك فؤاد وبهذا يكون النحاس باشا قد جرد الملك فاروق من سلطاته الاشرافية على الجيش فضلا عن قرار تنويع مصادر السلاح من الخارج.. بسلاح الديموقراطية البرلمانية والدستور!!
إن عظمة التاريخ المصري ليس فقط في وقائعه ومعطياته ولكن بالدروس العظيمة للأجيال المتعطشة لمعرفة جذورها النضالية ولكن هذه أمور ليست على أجندة حكومتنا الحالية السعيدة الميمونة!