رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ديمقراطية بلا خطوط حمراء أو مقدسات عمياء

الخطوط الحمراء غمرت ميدان التحرير في مليونياته الأخيرة.. فالجيش خط احمر و الإسلام خط أحمر والوطن خط احمر والثورة خط احمر علي المعترضين ان يأخذوا خط المترو ويروحوا لبيوتهم.. وأنا لا أجد مبرراً للتشديد علي تلك الخطوط الحمراء لانها بديهية لا تحتاج لتنبيه او لذكاء.. فمن له ان يعترض علي مكانة الجيش او قدسية الإسلام او حب الوطن او قيمة ثورة 25 يناير.. تلك مسلمات لا داعي لمناقشتها ولو مع تلميذ ابتدائي تحاول ان تخنقه ليتعلم أهمية الأكسجين.

. الخلاف يا سادة علي الأشخاص والأفكار وليس علي تلك الرموز الكبيرة التي نختبئ خلفها.. فرق كبير بين الرموز والأفراد بين المؤسسات والقيادات ولكننا توارثنا الخلط بينهما منذ الفراعنة حينما كان الفرعون من الآلهة وزرائه من الملائكة.. فالاختلاف مع توجهات المجلس العسكري لا تعني خلاف مع الجيش المصري ولا تنقص ذرة من دوره في حماية الثورة ودعمها.. ورفض بعض الأفكار السياسية للإخوان أو السلفيين لا تمس الدين من قريب او بعيد (فأنتم اعلم بشئون دنياكم) ولن نختلف علي حب الوطن ولكن يمكن ان نختلف علي طرق هذا الحب لان من الحب ما قتل.. ونحن جميعا نؤمن بمبادئ الثورة واهدفها ولكن قد نختلف علي آليات التنفيذ وطرق الوصول لنفس الأهداف.. والفرق بين الديمقراطية المنشودة والديكتاتورية المشئومة بعض الخطوط الحمراء والمقدسات العمياء والرئيس المخلوع افسد مصر لثلاثين عاما تحت شعار بطل الحرب والسلام ومضينا خلفه في عتمة قبور القهر والفقر والمرض ونحن نطلق عليه قائد النهضة وزعيم التنوير ومعظمنا يعرف انه زعيم عصابة وبطل في السلم والثعبان.. انا شخصيا مصاب بفوبيا التقديس منذ ايام الجامعة واشعر باستفزاز  لا إرادي كلما سمعتها.. فحينها كانت القيادات السياسية تجرم مظاهرات الطلاب لأنها تخدش قدسية الحرم الجامعي وكانت التيارات الإسلامية تحرم الحفلات و المسرحيات لانها انتهاك لقدسية الحرم الجامعي وظللت لأربع سنوات احفظ في مقررات مكدسة من علوم الأموات وهذا في حد ذاته هتك لعقلية الإحياء في الحرم الجامعي.. فدعونا من المقدسات ولندخل في السياسات ولنتناقش بصدر رحب وفكر متوازن.. وقل لي ماذا تفعل لأعرف من أنت؟.. عدواً ولا حبيباً.. ولكن التراشق بالاتهامات والتجريس العلني الذي يمارس وكأننا في مزادات سوق الخضار لن يفيد احد بل سيجعلنا ننقلها من ثورة شعب الي ثورة شك.. فعلي قيادات المجلس العسكري ان تتوقف علي إلقاء

تهم العمالة والتمويل الاجنبي علي رءوس الحركات السياسية وعلي تلك الحركات ان تتوقف عن استفزاز المجلس بشعارات ملتوية وكلمات مغلوطة وعلي التيارات الدينية بمختلف أنواعها ان تتوقف علي الصيد في الماء العكر بين الطرفين.. فالحرية ليست أن تقول ما تريده فقط بل ان تسمع ما لا تريده أيضا والحجة بالحجة والبرهان بالبرهان ولا داعي للاستعانة بصديق من النيابة العسكرية أو لواعظ يحرم العلمانية.. لان الديمقراطية لا تعرف وزيراً من خفير ولا تفرق بين (دبورة وعمة وكاب).. فاذا كان الجيش والمجلس العسكري هو العمود الفقري للبلاد فشباب الثورة هم قلبها النابض فقل لي بربك أيهما تختار.. الشارع تائه في صراع أحشائه الداخلية فبعد ان احتفل بالثورة والثوار واحتضن رجال قواتنا المسلحة وهم يحمونها من بطش النظام البائد فوجئ بسيل من الاتهامات بين الطرفين فإذا كانت تلك الحركات تدربت ومولت بشكل مريب من الخارج فلماذا ساندهم الجيش في ثورتهم علي مبارك واذا كانت تلك الحركات السياسية تشكك في تعاطف الجيش مع مبارك فلماذا تركه ذليلا في قفص المحكمة و لم يقلبها ليبيا او سوريا او يهربه مثل اليمن.. فدعونا قليلا من ثورة الشك الذي بدأت تعصف بأحلام 85 مليون مصري حتى اصابهم اليأس والاكتئاب ودخل الحابل علي النابل وضاعت منهم فرحة التغيير وتشوهت في عيونهم صورة الوطن الجديد.. ولم ينلهم من كل ذلك الا زيادة الفقر وانتشار البطالة والتضخم والقولون العصبي حتى إني أتصور ان الأوضاع لو استمرت علي هذا الحال فلن تجدوا شعباً تحكمونه لا بخط احمر ولا بخط اسود.

samehgeweda@yahoo.com