رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تركيا على طريق الاستبداد

نشرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» افتتاحية تحت عنوان «تركيا على خطى الدولة البوليسية»، ذكرت فيها أن أردوجان يحول تركيا إلى دولة استبدادية, حيث قلص الحرية الديمقراطية والتعددية في بلده بتقييد وسائل الإعلام وتضييق الخناق على المتظاهرين وتقويض السلطة القضائية المستقلة, وينوى تقديم قانون

للبرلمان يوسع من سلطات الشرطة, ويقر الحبس الاحتياطي بالاشتباه ! وسجن من يتظاهر مغطيا وجهه لـ4 أعوام تركيا بهذه القوانين تتحول لدولة بوليسية قمعية ولكن أردوجان ونظامه مازال يبدو بعيدا عن السقوط ,فنحن نتكلم عن بلد وحزب كبح جماح الفساد وحقق معدلات مرضية في التنمية , وهى سند أردوجان الحقيقي في أي انتخابات قادمة!.. وعلى المستوى الخارجي يساند أردوجان مشروع جماعة الإخوان ومازالت تداعبه أحلام الخلافة ,والتي هي جزء من مشروع أمريكي صهيوني لتقسيم الوطن العربي وتفتيته! ولكن موقفه من داعش ربما يكون القشة التي تقضي على مصداقيته الانتخابية, فتركيا مازالت المعبر الرئيسي للأسلحة وللمقاتلين من كل أنحاء العالم لينضموا لداعش, عبر حدودها ,كما أنها القاعدة الأساسية لتهريب نفط يسرقه تنظيم داعش ويشحن فى ميناء جيهان بناقلات نفط عملاقة تمر عبر إسرائيل في طريقها لأوروبا! وتطال تركيا وقطر اتهامات بدعم مالي لداعش.
إن رهائن تركيا لدى داعش لم تكن سوى لعبة مشتركة, وبعودتهم لم يعد لدى تركيا تبرير مقنع لموقفها المتواطئ ذلك أن اشتراط تركيا إنشاء منطقة حظر للطيران على الحدود لا يخدم إلا داعش لأنه يمنع الطيران، وهي قوة لا تملكها داعش ويملكها أعداء داعش سواء التحالف أو العراق أو سوريا! أن تنظيم داعش الإرهابي يقدم خدمة جليلة لتركيا بتخليصها من أعتى أعدائها في الداخل وهو حزب العمال الكردستاني، الذراع المسلحة لحزب الشعب الديمقراطي الكردي ,و يطرح موقع محيط سؤالا مهما: ما الذي جعل داعش تتجنب المساس  ببعض المعالم المتعلقة بتركيا في سوريا رغم أنها لم تتوان في تدمير كل أضرحة المسلمين في كل أرض

وطأته.. الدلائل تشير إلى تفاهم وتنسيق.. لكن ما سر هذا التفاهم المُستَنكَر بين من أعلن نفسه خليفة وبين من يسعى إلى الخلافة! أن سياسة أردوجان المزدوجة ودعمه الخفي للإرهاب مع بنائه لدولة بوليسية قمعية كلها أمواج قد تهدم مستقبله السياسي الهش وتطيح بحزب العدالة والتنمية, فالحرية لا يمكن استبدالها بالأمان الاقتصادي, الذي ربما يؤخر الثورات ولكنه لا يمنعها, وقديما قال بنيامين فرانكلين إن من يضحي بالحرية من أجل الأمن لا يحصل ولا يستحق أيا منهما, ويبدو أن عدم قبول تركيا أوروبيا وانهيار وهم زعامة الخلافة الإسلامية هو ما دفع أردوجان للتطلع للعب دور الشرطى مرتين مرة تجاه شعبه بالقمع ومرة أخري يقدم أوراق اعتماده كشرطي المنطقة الخادم لأطماع لإسرائيل ومخططات أمريكا.
ولا عجب إذا ثار الشعب التركي قريبا مطالبا بإسقاط قانون التظاهر المشبوه وإجراءات الحبس الاحتياطي المفتوح, مطالبا باستعادة الحريات, رافضا تسييس القضاء ورافضا السلطات القمعية الواسعة الممنوحة للشرطة ورافضا أخيرا التبعية للمعسكر الأمريكي الصهيوني, نصح أردوجان مبارك بأن ينصت لصوت شعبه ويترك السلطة, وسيكون عليه أن يتبع نفس النصيحة, ترى هل سيفهم أردوجان قبل ثورة الشعب التركي؟
كل ديكتاتور عبر التاريخ يظن أنه استثناء, وأن ما جري لغيره سيتجنبه هو! كثرت العبر وقل من يعتبر!

[email protected]

خبير إعلامي