رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شيخ الأزهر.. شكراً

ننطلق من حبنا واعتزازنا بالأزهر فهو المؤسسة الإسلامية الأكبر والأشهر فى العالم الإسلامى السنى, ورغم أن الفاطميين عندما أنشأوا الأزهر كان هدفهم تدريس المذهب الشيعى، ومع السنين اتجه المصريون للمذهب السنى وتحول الأزهر لمنارة الإسلام سنى المذهب شيعى الهوى مثل المصريين, وكان الأزهر على مدار مئات السنين مدرسة دينية للعديد من المذاهب الإسلامية على اختلاف آرائها ورؤاها، ولم يجد الأزهريون أى غضاضة فى دراسة مذاهب فقهية مختلفة عن مذهبهم السنى الأشعرى الذى يعد مذهب الوسطية والاجتهاد.

وكان الأزهر هو المدرسة الأعلى للإسلام ليس فى مصر وحدها ولكن فى العالم كله، وكان يكفى أى مسلم فى أقصى بلاد المسلمين أن يكون من خريجى الأزهر حتى يحظى بالاحترام والتوقير والمناصب الحكومية الرفيعة فى بلاده، وتوالى على مشيخة الأزهر 48 شيخاً، منهم شيخان غير مصريين هما الشيخ حسن العطار مغربى الأصل، والشيخ محمد الخضر حسين وهو تونسى الأصل، مما يؤكد عالمية الأزهر، وزاد اهتمام الدولة بالأزهر وشيوخه حتى أصبحت الدرجة الوظيفية لشيخ الأزهر هى نائب رئيس الوزراء وذلك للارتفاع بمقامه فوق درجة الوزير.
الأزهر ليس مؤسسة فى مصر فقط، ولكنه معنى وقيمة وعقيدة وتاريخ ومواقف دينية ووطنية، ولكننا لم نر من الأزهر ماكنا نتوقعه أو نأمله سواء فى مشيخة الأزهر أو فى جامعته ومعاهده التعليمية، ربما فارق السرعات بين ما نريده وما يمكن تحقيقه بالقيادات الحالية، وأصبح الأزهر إحدى المشكلات التى نواجهها وليس أحد الحلول التى نتطلع إليها، حتى الثورة الدينية التى طالبنا بها كثيراً ودعا إليها الرئيس السيسى لم نر حتى تصور لتغيير الوضع فى الأزهر، حتى القيادات المنتمية للإخوان والمتآمرة على مصر أبقى عليها شيخ الأزهر ولم يسع لتغييرها ولعل هذه القيادات أوحت للإمام بأن مصيرهم واحد وأن منتقدى الأزهر مغرضون وربما كافرون.
وهناك منصبان فى مصر محصنان ضد العزل هما منصب النائب العام وذلك لرفع الحرج عنه للتحقيق والإحالة للمحاكمة ضد أى مواطن دون أى تأثير من السلطة التنفيذية،

والمنصب الآخر هو منصب شيخ الأزهر والمقصد من تحصين شيخ الأزهر من العزل أو الإحالة للمعاش هو الحيولة دون ميل الأزهر أو شيخه ناحية السلطة اتقاءً لشرها أو استجلاباً لمنافعها، ولهذا تم تحصين المنصبين.
وإذا كان رئيس الجمهورية يملك التصديق على تعيين شيخ الأزهر إلا أنه لا يملك العزل، فماذا نفعل إذا تغيرت الظروف أو تبدلت الأحوال؟ المرحلة الحالية التى تمر بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط تتطلب قيادات جديدة للمؤسسات الدينية الإسلامية لمواجهة واقع لم يتواجد من قبل، وأصبح واضحاً أنه ليس لدى الأزهر ما يقدمه ضد الفكر المتطرف والإجرامى الذى تنفذه جماعات الإجرام باسم الدين، وهنا لابد أن يستشعر شيخ الأزهر الحرج ويقرر بنفسه ترك منصبه، فلم يعد أمامنا سوى المطالبة بتغيير شيخ الأزهر نفسه، هذا وقت الصدق مع الوطن والمواقف الحاسمة وعدم التردد فى اتخاذ القرارات الصعبة وإلا فسيكون الثمن فادحاً على مصر والإسلام، فى هذه الحالة سنستمر فى محبة الشيخ وتوقيره واحترامه، سنقدر له سنته التى يسنها فى عدم التمسك بالمنصب حتى آخر نفس، وتفضيله مصلحة الأزهر وتشجيعه لأجيال قادمة على النهوض بأعباء تحديث فهمنا للدين ومناهج تدريسه وتقديم فكر جديد ورؤى جديده وإدارة جديدة تنهض بأعباء المستقبل، وستظل فى نظرنا عالمنا الجليل وشيخنا الكبير وقدوتنا الصالحة، إمامنا الأكبر... شكراً.