دور منظمات المجتمع المدنى فى مصر
شهدت السنوات الأخيره ومنذ بداية الألفيه الثالثه توسعاً مذهلاً فى حجم ونطاق مؤسسات المجتمع المدنى فى مصر وفى أكثر من دول العالم مدعومه بعمليه العولمه وإتساع نطاق الحكم الديمقراطى والتكامل الإقتصادى وأصبح لمنظمات المجتمع المدنى دور بارز فى تقديم المساعدات الإنمائيه على مستوى العالم وتقديم الخدمات الإجتماعيه وتنفيذ برامج التنميه الأخرى كمكمل للعمل الحكومى لاسيما فى المناطق التى يضعف فيها التواجد الحكومى والتواجد الرسمى للدوله
وقد أوضح تقرير منظمة التعاون والتنميه فى الميدان الإقتصادى أن عدد المنظمات غير الحكوميه الدوليه زاد من 6000 منظمه عام 1990 ليصبح أكثر من 50 ألف منظمه عام 2006 ثم ليزداد ليقترب من 130 ألف منظمه غير حكوميه عام 2010 ،كما يشير تقرير منظمة التعاون والتنميه فى الميدان الإقتصادى أن هذه المنظمات قدمت مساعدات تقدر بحوالى 15 مليار دولار أمريكى من المساعدات الدوليه حتى عام 2006 وزادت إلى 100 مليار دولار أمريكى حتى عام 2009 وتعتبر جهات منظمات المجتمع المدنى لها تأثير فى تشكيل السياسات العامه على مستوى العالم خلال العقدين الماضيين ويبدو هذا النشاط جلياً من خلال الحملات الدعائيه الناجمه التى تدور حول قضايا بعينها مثل حظر زراعة الألغام الأرضيه وحماية البيئه وتوفير الغذاء ومكافحة الفقر ونجحت المنظمات المجتمع المدنى دولياً وإقليمياً فى حشد ألاف المساندين لها فى شتى أنحاء المعموره ويمكن تعريف المجتمع المدنى بأنه مجموعه واسعه النطاق من المنظمات غير الحكوميه والمنظمات غير الرسميه التى لها وجود فى الحياه العامه وتنهض بعبء التعبير عن إهتمامات وقيم أعضائها والأخرين إستناداً إلى إعتبارات أخلاقيه أو ثقافيه أو سياسيه أو علميه أو دينيه أو خيريه
ومن ثم .. فمصطلح منظمات المجتمع المدينى يشير إلى مجموعه عريضه من المنظمات تضم الجماعات المجتمعيه المحليه والمنظمات غير الحكوميه والنقابات العماليه والمنظمات الحقوقيه والمنظمات الخيريه والمنظمات الدينيه ومؤسسات العمل التطوعى والخيرى والنقابات المهنيه والعماليه .
ولايمكن إغفال تأثير منظمات المجتمع المدنى وتوغلها فى المجتمع المصرى فى العقد الأخير وزيادتها بصوره كبيره وواضحه .. وقيامها بأكثر من دور إجتماعى وإقتصادى وسياسى وتربوى
ولكن يجب علينا الفصل بين المنظمات العامله فى مجال العمل التطوعى الخيرى والتى تقدم مساعدات ماليه وتوفير الغذاء للطبقات الفقيره من المجتمع .. وبين المنظمات الحقوقيه والسياسيه المدنيه التى تعمل فى المجتمع من خلال نشر الثقافه السياسيه والمشاركه السياسيه ونشر الديمقراطيه
فالنوع الأول يقدم مساعدات ملموسه للطبقات الفقيره من المجتمع المصرى ويقوم بتقديم هذه المساعدات الماليه أو العينيه وتعامله يكون مع هذه الطبقات الفقيره فقط ..
أما النوع الثانى من المنظمات وهى المنظمات الفكريه والحقوقيه و السياسيه فهى منظمات تتعامل مع كل فئات المجتمع فقيره ومتوسطه وغنيه وتحاول نشر ثقافات وسياسات ولاننكر فى مصر .. أن هذه المنظمات الوطنيه كان
فدور مفهوم المجتمع المدنى يمر بأليات أو مراحل ثلاثه هى : اليبراليه
الديمقراطيه ( معالجة عيوب الديمقراطيه )
الإستقرار ( المراقبه والإصلاح )
وقد يتغير هذا المفهوم وفقاً لتغيير الزمان والمكان وشكل الخطر الذى يواجهه المجتمع
تمويل منظمات المجتمع المدنى
الأصل أن منظمات المجتمع المدنى تعتمد على التبرعات سواء من الأعضاء أو القائمين عليها أو ممن يتوافقون فكرياً مع السياسات والأهداف التى تسعى إليها هذه المنظمه
كما أن فى الدول المتقدمه تقوم الحكومات بتقديم المساعدات لهذه المنظمات دعماً لها .
وقد تكون من أحد وأهم هذه المصادر هى التحويلات والمنح الدوليه لهذه المنظمات من الهيئات
العالميه .. ولكن هنا قد يثار الشك والريبه عن هذه الأموال الأجنبيه ومدى علاقه هذه المنظمات بالجهات المانحه الأجنبيه – خاصة بعد أن إعلان السفاره الأمريكيه فى مصر إنها قامت بتقديم 40 مليار دولار منح ومساعدات للمنظمات المجتمع المدنى وعرضها لتقديم منح ومساعدات أخرى .
وحتى يكون هناك محددات واضحه وبدون أى إتهام لأحد لا بد أن تقوم كل منظمه من منظمات المجتمع المدنى بالإفصاح والشفافيه عن مصادر دخلها ومصادر الإنفاق وعرضها على المجتمع للتحقق والتأكد من صدق نواياهذه المنظمات المدنيه .
كما أن على الدوله من خلال وزارة التضامن الإجتماعى والجهاز المركزى للمحاسبات مراجعه حسابات هذه الجمعيات وإخضاعها للرقابه والمتابعه ..
كما أن على الدوله فى مصر .. تقديم المساعدات الفنيه والمعنويه والماديه إن أمكن لمنظمات المجتمع المدنى والتواصل مع هذه الجمعيات بأى شكل لتحديد هوية الجمعيات والمنظمات المدنيه والتعرف عليها .
محاسب قانونى وباحث إقتصادى
عضو نادى خبراء المال- عضو جمعية شباب الأعمال
مستشار ومحكم بمركز التحكيم الدولى
عضو فى مؤسسة ""Kreston international
:[email protected] E-mail