رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإرهاب وتجارة التطرف

مما لا شك فيه أن الإرهاب بمفهوم الاعتداء علي المدنيين العزل وتفجير المرافق المدنية هو إحدي نتائج التعصب والفهم المغلوط للدين، والكثير من تلك الحوادث تتم بمباركة مخابرات غربية؛ لتحقيق أهداف سياسية.

ويمثل الاعتداء علي صحيفة شارلي إيبدو في باريس 7 يناير 2015 عملاً من تلك الأعمال التي تهيئ الرأي العام العالمي لعمليات عسكرية قادمة ضدنا كما حدث قبيل غزو العراق بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ويتعمد اليمين المتطرف والصهاينة الاعتداء علي الرسول محمد (ص) كمنهج لاستفزاز مشاعر المسلمين، والدليل أن الدول الغربية تصنف الرسوم المسيئة علي أنها من وسائل حرية التعبير، مع أنها تقع ضمن جرائم التميز العنصري علي أساس الدين؛ ومن الأفضل في التعامل مع هؤلاء المجرمين هو التجاهل للأسباب التالية:
أولا: أن رسولنا الكريم لا يهان من السفهاء، وإنما ترتد تلك البذاءات علي من قام بها، ففي زمن النبوة وصف المشركون الرسول الكريم ، بالساحر والمجنون والأبتر وغيرها من اعتداءات لفظية وبدنية، ولم يرد عليهم الرسول وقد كرمه المولي في سورة القلم بقوله: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (آية 4).
ثانيًا: أن السباب والشتائم عادة ما تصدر من ضعيف، وذلك بسبب الغيرة من انتشار الإسلام كدين يمتلك خاصية الانتشار الذاتي، مما سيحول أوروبا لمجتمع إسلامي عام 2050 حسبما يطرح البعض في ضوء التنامي في أعداد المسلمين المقيمين في أوروبا وتزايدهم سنة بعد أخرى، وجراء الفشل في التصدي لدينامكية الإسلام بالفكر ؛ يسعي اليمين المتطرف لاستدراج العرب لصراع عسكري متغطرسا بعضلاته النووية.
ثالثًا: أن من خالف تعاليم الرسول هو من أساء للإسلام، فالمصطفي يقول: «من غشنا فليس منا»  والكثير من التجار عندنا يمارسون الغش، ويقول: «المحتكر ملعون» والعديد يمارسون الاحتكار، ومن أقواله: «إنّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطالِبِ العِلمِ» والتعليم والجامعات عندنا خارج نطاق التصنيف العالمي للجودة، ويقول : «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»   ونحن لا نتقن الصناعة كما

ينبغي أن تكون، ومن ثم يكون المسلمون أنفسهم  هم من أهانوا رسولهم بالتراخي والتخاذل ومخالفة أوامره كما فعل الرماة في غزوة أُحد.
رابعًا : البعد عن منهج الله وخاصة في شق المعاملات فالمولي سبحانه وتعالي يقول في سورة الأنفال آية 148: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم» والقوة بمعني الردع توازي إستراتيجية منع العدوان في العلوم العسكرية المعاصرة، وقد نهانا القرآن عند امتلاك القوة عن الاعتداء علي الآخرين كما ورد بسورة البقرة آية 190: «وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ».
خامسًا: وحسب نظرية الأوساط فإن 15% من البشر أشرار لا يتغيرون ومنهم المتعصبون و15% أخيار لا يتحولون، و70% من الناس يتأرجحون بين الفريقين، وتلك الأعمال الإرهابية المرفوضة تسهل مهمة المتعصبين بالتأثير علي الكتلة الحرجة لتجييش الغرب ضدنا، وفي المقابل لا يجب الانبطاح للمتاجرين بالإرهاب كحجة لغزو الشرق؛ فمن المهم كشف نواياهم وفضحهم رسميا وإعلاميا فهم أيضا إرهابيون.
هذا مع التعاون مع معسكر الخير هناك لأننا دعاة سلام؛ وهم يمتلكون حضارة تستحق الاحترام، فالذود عن رسولنا الكريم إنما يأتي بالعمل والعلم وتعزيز منظومة الاقتصاد، وذلك حتى لا يجرفنا المتطرفون نحو مستنقع السياسة في صراع غير متكافئ.