أثورة هى أم انقلاب؟
اختلطت الأوراق واختلفت الآراء حول ما حدث في مصر عامي 1952 و2013 عندما زعم الكثيرون بأن ما حدث عام 1952 كان ثورة، وحتي جاء الذي زعم بأن ما حدث عام 2013 هو انقلاب عسكري، وحقيقة الأمر أن العكس هو الصحيح تماماً، إذا ما أدركنا أن الثورة - بوجه ما من الوجوه - هي تمرد جماهير
غاضبة ومعبرة عن وجدان الأمة وضميرها، ضد أوضاع خاطئة ظالمة تمارسها السلطة الحاكمة في الدولة، ومستعينة بأية طريقة لتحقيق آمالها، بقصد إحداث تغيير جذري، كما حدث في ثورة 30 يونية، حيث كانت القوات المسلحة بمثابة السيف القاطع لرقاب رؤوس فصيل إجرامي مستبد، وما كان انقلاباً قط، حيث قضت مهمتها تلبية لإرادة الشعب وللحيلولة دون حدوث انقسام شعبي أو حرب أهلية ودون محاولة منها للاستيلاء علي السلطة المدنية، وأعلنت بيانها التي أسندت فيه تقلد الدستوريين والمدنيين للسلطة العليا في البلاد، بينما بقي قائد القوات في منصبه كوزير للدفاع، بما جعل الفريق أول عبدالفتاح السيسي يتربع عرش البطولة في قلوب الكافة من أفراد الشعب، دون كراسي السلطة التي كان يمكنه أن يقبض عليها بيديه.
إن ما حدث في 3 يوليو 2013 هو تاج صنعه السيسي بيديه حتي يزين به إرادة أمة.
أما الذي حدث عام 1952 فيتمثل في أن مجموعة من الجيش «الضباط الأحرار» قامت بحركة سلمية عسكرية لترفع عدة مطالب فئوية، أي خاصة بالجيش وحده - دون أي مطالب شعبية - للسراي الملكي،