رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أثورة هى أم انقلاب؟

اختلطت الأوراق واختلفت الآراء حول ما حدث في مصر عامي 1952 و2013 عندما زعم الكثيرون بأن ما حدث عام 1952 كان ثورة، وحتي جاء الذي زعم بأن ما حدث عام 2013 هو انقلاب عسكري، وحقيقة الأمر أن العكس هو الصحيح تماماً، إذا ما أدركنا أن الثورة - بوجه ما من الوجوه - هي تمرد جماهير

غاضبة ومعبرة عن وجدان الأمة وضميرها، ضد أوضاع خاطئة ظالمة تمارسها السلطة الحاكمة في الدولة، ومستعينة بأية طريقة لتحقيق آمالها، بقصد إحداث تغيير جذري، كما حدث في ثورة 30 يونية، حيث كانت القوات المسلحة بمثابة السيف القاطع لرقاب رؤوس فصيل إجرامي مستبد، وما كان انقلاباً قط، حيث قضت مهمتها تلبية لإرادة الشعب وللحيلولة دون حدوث انقسام شعبي أو حرب أهلية ودون محاولة منها للاستيلاء علي السلطة المدنية، وأعلنت بيانها التي أسندت فيه تقلد الدستوريين والمدنيين للسلطة العليا في البلاد، بينما بقي قائد القوات في منصبه كوزير للدفاع، بما جعل الفريق أول عبدالفتاح السيسي يتربع عرش البطولة في قلوب الكافة من أفراد الشعب، دون كراسي السلطة التي كان يمكنه أن يقبض عليها بيديه.
إن ما حدث في 3 يوليو 2013 هو تاج صنعه السيسي بيديه حتي يزين به إرادة أمة.
أما الذي حدث عام 1952 فيتمثل في أن مجموعة من الجيش «الضباط الأحرار» قامت بحركة سلمية عسكرية لترفع عدة مطالب فئوية، أي خاصة بالجيش وحده - دون أي مطالب شعبية - للسراي الملكي،

وبنجاحها قامت هذه المجموعة نفسها، عن طريق الحيلة، بتحويلها من حركة إلي انقلاب عسكري أبيض تجسد يوم 19 يونية 1953، وذلك بتعيينها فجأة لقائد الحركة اللواء محمد نجيب رئيساً للجمهورية إطاحة بالنظام الملكي وإدخال البكباشي جمال عبدالناصر وقائد الجناح عبداللطيف البغدادي، والصاغ صلاح سالم كوزراء في الدولة الجديدة مع تعيين الصاغ، اللواء عبدالحكيم عامر «بترقيته بقفزة علوية بقرار من قائد الحركة» قائداً عاماً للقوات المسلحة، وذلك دعماً لاستمرار حماية الحركة للانقلاب ذى القناع الثوري، ومن ثم تحولت من حركة إلي انقلاب استغلالاً لفرصة رغبة الشعب في التغيير بعبارات لفظية ثورية جاءت بالكلمات حيناً، وحيناً بالهتافات، وقد أضفوا عليها الصفة الثورية كغطاء شرعي يبرر اتجاههم في ممارسة السلطة، بما يحق لصوت الفكر الحر لأن يقرر بتحليله العلمي الموضوعي بحق الأمانة التاريخية بأنها حركة تحولت إلي انقلاب عسكري تدريجي.. تسللي، يتوافد الضباط الأحرار  تدريجياً صوب السلطة حتي استقر كلهم فوق القمة!.. وسبحانه الأعلم بما لا نعلم.