رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد ومينا.. وقلب مصر الدامى

أنا فى فترة نقاهة إثر إجراء جراحة دقيقة, شغلى الشاغل ان أشاهد الفضائيات بمختلف أنواعها عدا قناة الجزيرة الخائنة لعروبتها ومصر, انا فى حيرة من أمرى: آخر مقال كتبته  وانا بالمستشفى عقب اليوم المشهود 30 يونية وما تبعه بأيام, بكيت بالدموع فرحة بمصر وشباب مصر وشعب مصر, أكبرت المصرى الأصيل الوطنى المخلص الفريق عبدالفتاح السيسى: ونشر المقال بجريدة الوفد الوطنية المخلصة ثم ارتحلت عن القاهرة لفترة النقاهة ومازلت.

انظر إلى قلمى وأوراقى فلا تطاوعنى يدى لامتد إليهما وربما هما لا يرغبان, الأحداث تتباطأ حتى تصل إلى مرحلة الضجر وربما اليأس, وفجأة تطفو وترتفع وتتسارع بعد عملية فض اعتصامى رابعة والنهضة, الضغوط كانت كبيرة على مصر: رئاسة وحكومة وجيشا وأمنا, أمريكا وأوروبا وتركيا ودويلة قطر: ماذا يريدون جميعهم من مصر..؟ هل هانت مصر التاريخ والحضارة حتى تتكالب عليها الدول والدويلات..؟ هل زرع الاستعمار الجديد الناعم جماعة الإخوان فى مصر وساعدها على أن تصل للحكم لكى تحقق له مآربه فى تقطيع أوصال مصر وأضعاف جيشه وتهميشه هو وشرطته مثلما صنعت مع أعلامه وقضائه, وفى المقابل يسمح لها المستعمر الجديد ان تحقق حلمها فيما يسمى الخلافة الاسلامية ولعل تركيا ان تكون المقر وان يكون أردوجان الخائن هو الخليفة القادم, على اعتبار ان آخر خليفة كان عثمانلى, أصبح الأمر واضحًا وجليًا للعامة قبل الخاصة, ودخلت مصر الحرب مع الجماعة كشفت عن وجهها القبيح وانها فى واقع الأمر جماعة إرهابية تحمل السلاح لتقتل به جنود مصر من الشرطة والجيش ومن شعب مصر ممن يقف فى طريقها وتصنع المولوتوف لتحرق أقسام الشرطة وبيوت الله من الكنائس وبعض المساجد التى طالتها أو أقامت بها ولو ليوم واحد ومحلات الإخوة المسيحيين وكأنهم ليسوا بمصريين ولا أبناء الوطن. فضلا عن مرافق الدولة - ثم جاءت حادثة كرداسة المفجعة التى أدمت القلوب. ما هذه الوحشية من هؤلاء الناس؟ من خلع من قلوبهم الرحمة وبدلها بالقسوة والتوحش؟ من برمج عقولهم الجاهلة ليقوموا بجرمهم البشع! وبكيت وأنا أشاهد اللواء محمد جبر وزملاءه من الضباط والجنود وقد قتلوا ببشاعة ومثل بجثثهم, وكنت أعرف اللواء محمد جبر وهو عقيد شرطة وكان رجلا ذا خلق ولم يخطر لى أبدًا ان تكون هذه نهايته هو ورفاقه الشهداء فى القسم وأسفى على كل شهداء الشرطة والجيش فى كل ربوع مصر التى اكتوت بنار الإرهاب من هذه الجماعة الفاشية التى ترفع شعار الاسلام وهو منهم براء, لانه دين المحبة والسلام والعيش فى أمن وأمان للناس جميعا و لم نزل فى حزننا على

ضحايا الأمس القريب: حتى جاءت العملية الدنيئة القاسية التى أدمت قلوب شعب مصر جميعا حين أوقف الإرهابيون سيارتين مدنيتين تقلان مجندين فى ثياب مدنية فى طريق رفح وانزلوهم من المركبات واوثقوا اياديهم و القوهم على وجوههم فى الأرض ثم اطلقوا عليهم الرصاص فقتلوهم بدم بارد وقلوب تحولت إلى حجر صوان وعقول مشوشة فارغة ثم فروا هاربين, ما هذا؟ ومن هؤلاء! من هؤلاء السفاحون وكيف تربوا فى بلدى وشربوا من نيلها وأكلوا من زرعها وثمرها! لا يمكن ان يكونوا مصريين وأخذنى الاجهاد والألم وانفردت بنفسى أتجرع مرارة الحزن ربما ليومين أو ثلاثة حتى جاءنى الخبر الهام بالقبض على المرشد محمد بديع رأس الأفعى البشع وترحيله إلى سجن طرة. وكان خبرا طيبًا أعاد الروح إلى كيانى الحزين.      
والحقيقة ان الخبر السار أزال من قلبى كثيرًا من أحزانى وأعطانى الأمل فى ان الأمن لم ينكسر, لقد جرح ومصابه جلل ولكنه لم يمت, و كانت دهشتى الكبرى حينما علمت ان اثنين من الجنود اصيبا ولم يقتلا مثل باقى زملائهم فقد انقذتهما العناية الالهية لتقول لمن يعى ويتفكر, فالجنديان المصابان واللذان يعالجان بالمستشفى احدهما اسمه أحمد والآخر اسمه مينا. ما هذه الدلالة أن من حفظ لهما حياتهما وهو الله عز وجل يوحى لمصر ولشعب مصر الأصيل انه باق وفى رباط ولن يضيع. باق بعنصريه الفريدين المسلم والمسيحى. وان الجماعة الفاشية بسلاحها وعتادها والأموال المتدفقة عليها من كارهى مصر من الحاقدين والمتربصين بها لا يهمهم إلا مخططاتهم الدنيئة. كلهم بإذن الله إلى زوال. انها بشارة وضوء ربانى وسط ظلمة المأساة  ووحشيتها. البشعة والتى طالت كل بيت فى مصر المحروسة بعون الله ورعايته وبشجاعة بعض اشقائها العرب.
[email protected]