رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأخر القصاص .. فاحترقت مصر

اعترفت القوي  والنخب الوطنية  بخطيئة ترك  ميدان التحرير مبكرا والاعتراف بشرعية تسليم السلطة للمجلس العسكري  : فكيف يسلم شعب ثائر مصيره لنظام اراد   الشعب اسقاطه ؟

نظر المجلس العسكري للثورة بمنظور نفعي ضيق فلقد ازاحت  من علي كاهله  قضية التوريث   ،واراد من خلالها اعادة الحيوية لنظام   نشأ منذ السبعينيات القرن العشرين في توجهاته المجتمعية : السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايدولوجية  ، فلقد كان لهذا النظام الفضل لما وصل اليه اعضاء المجلس العسكري  وغالبية  الشرائح العليا  في المجتمع المصري من وضع اجتماعي    بالاضافة لما يمثله هذا النظام  ككنز استراتيجي للغرب وربيبته اسرائيل بالأساس  ،

بينما نظر الشعب المصري والقوي   الوطنية الثورية للثورة انها المقدمة لاعادة استرجاع الحقوق والقصاص العادل  تمهيدا لاعادة بناء الانسان والمجتمع المصري  علي اسس عادلة وسليمة ،

لقد أكدت الثورة المصرية علي الحقيقة التاريخية المعاصرة  بتناقض  المصلحة الوطنية  المصريةمع عسكرة الحكم رغم وطنية الجيش المصري ،
ولقد لعب المجلس العسكري علي مشاعر المصريين بالخلط بين انتقاد النفوذ السياسي والاقتصادي للمجلس العسكري القائم بالمهام التنفيذية وكأنه هجوم الشعب علي جيشه وان من ينتقد المجلس العسكري فان القوات المسلحة كفيلة بالرد ، واعتقد ان الخلط بهذه الطريقة  يمثل ارتكاب خطيئة في حق الوطن،

وفي اطار هذا السياق : كان من الطبيعي ان تتراجع مصر علي كل المستويات  خلال حكم العسكر وان يسود الشعب حالة من الاحباط والكآبة ،
فلقد تم القاء دعوات القصاص و واجتثاث نظام مبارك والبدء في  الاصلاح المجتمعي  وعلاج الفوضي الامنية والمجتمعية عرض الحائط :
      بداية من التباطؤ في محاكمة انصار مبارك وفي استرداد الاموال المهربة للخارج  ، الي تصفية واعتقال الثوار  ومحاكمتهم امام القضاء

الاستثنائي  الي تكرار  الحرائق والمذابح   والسرقات بالاكراة وانتهاكات دور العبادة   ، وتجاهل الدعوات المتكررة  للاصلاح  الهيكلي للداخلية  واصلاح  اولي  لبنية الاقتصاد  ، مرورا بفرض حكومة الجنزوري  وفرض مواد اعلان دستوري وقوانين مهمة بعينها  وفرضها علي الشعب ومجلس المنتخب الوليد  وحتي اهدار الكرامة الوطنية  وتشويه القضاء المصري في قضية التمويل الاجنبي،

شعر ت القوي الوطنية والثورية اخيرا بقدر من مسئولياتها الوطنية وقامت بمليونية 20 ابريل مطالبة باستكمال مسار الثورة  بعد النزول المفاجئ  لعمر سليمان لحلبة الانتخابات واعتراف شفيق بتقديره لمبارك كقدوه له   ليجسد  حجم استهانة نظام مبارك بكرامة المصريين ودم الشهداء .

علي الجميع ان يعرف ان ثمن  قطف ثمار الثورة  غال ،
وان نهضة الامم  و واسهامها  في بناء الحضارة الانسانية مرهون  بتحقيق النصر في معركة الوعي والارادة والتضحية بين  قواها الوطنية من جهة ووكلاء الاستعمار من جهة خري  ،  وان النصر مشروط بتحمل القوي  والنخب الوطنية باختلاف توجهاتها الاديولوجية لمسئولياتها الوطنية والاخلاقية    لأن  تخلف الامة مرهون بتشرذمها  وتكالبها علي مصالحها الفئوية وليس علي قوة الدولة العميقة.

علي الشافعي السقطي  دراسات عليا
قسم الاجتماع   جامعة عين شمس
https://www.facebook.com/AliAlsakati