رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيخ حازم وبيل كلينتون

الكذب في الولايات المتحدة الأمريكية ممنوع ومجرم،وقد لا يعلم الكثيرون من أعضاء التيارات الإسلامية أن بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق الذي حُوكم وذاق الأمرين في قضيته الشهيرة مع "مونيكا" كانت جريمته الأساسية ليست ممارسة الجنس مع إحدى المتدربات في البيت الأبيض،بل هي الكذب على جهات التحقيق..لان الكذب مصيبة كبيرة هناك خاصة لو وقع من رئيس الدولة

, ولهذا قال سيد الخلق "المؤمن ليس بكذاب" لأنه إذا كان كذابا فلن يعترف بخطئه ويخفي جريمته.أقول هذا بمناسبة اتهام الشيخ حازم ابواسماعيل المرشح الرئاسي للولايات المتحدة بالكذب في شأن حصول المرحومة والدته على الجنسية الأمريكية،حيث اعتبر ذلك مؤامرة عليه من اجل استبعاده من السباق الرئاسي،وكأن فوز الشيخ بالمنصب سوف يؤدي إلى انهيار أمريكا وغرقها في البحر.إذا كان الكذب ممنوع في أمريكا الدولة الكافرة في نظر الشيخ وأنصاره، فهو جريمة في بلاد الإسلام،خاصة حينما يقوم به من ينتسبون إلى الدين لأنهم يسيئون إليه,كان الأولى بالشيخ وأنصاره ان يعتذروا عن فعلتهم الشنعاء بدلا من التمادي في الخطأ.الثورة المصرية كانت قد أعطت صورة ايجابية عن مصر والمسلمين،فشباب الثورة مسلمون ومسيحيون الذين كانوا يرتدون التيشرت والبنطلون الجينز وكانوا يدا واحدة خلال ثمانية عشرا يوما في ميدان التحرير، قدموا أفضل صورة عن الإسلام والمسلمين,هذه الصورة الايجابية تضيع بسبب تصرفات ذوي اللحى الطويلة والجلباب القصير ويتحدثون باسم الدين،وهم بهذه التصرفات غير المسئولة يظلمون الإسلام ويسيئون إليه ويحملونه فوق طاقته ظلما وبهتانا.إذا كان الشيخ يعلم ان المرحومة والدته حصلت على الجنسية الأمريكية وأخفى هذا الخبر فهذه مصيبة لأنه كذب،ولا يجوز أن يحدث من شخص يسعى لتولى ارفع منصب في الدولة ويتحدث باسم الإسلام الحنيف,أما إذا كان الشيخ

لا يعلم ان والدته كانت قد حصلت على الجنسية الأمريكية فالمصيبة أعظم،لأن هذا معناه ان الصلة كانت منقطعة بينه وبين المرحومة، وانه كان قاطعا لصلة الرحم وهذا أيضا ظلم للدين الإسلامي,أما الاحتمال الثالث ان المرحومة فعلا لا تحمل الجنسية والشيخ لم يكذب بل ان أمريكا هي فعلا التي تكذب وأنا شخصيا لا اصدق الاحتمال الثالث لان الكذب جريمة كبرى في الدولة الكافرة في نظر الشيخ وأنصاره,لو إفترضنا جدلا ان أمريكا دولة كافرة وتضطهد الشيخ،فلماذا سمح لوالدته ولشقيقته وزوجها بالإقامة فيها سنوات طويلة والحصول على جنسيتها.الشيخ وأنصاره الذين هددوا بحرق مصر و سخروا مساجد الله للهجوم والسباب والشتائم لكل من خالفهم في الرأي مطلوب منهم ان يعتذروا إلى الإسلام قبل ان يعتذروا إلى المصريين،لأن ما فعلوه سوف نظل نعاني منه طويلا,أما عن حق المجتمع فهذه مسئولية النائب العام الذي يمثله يجب ان يحصل على حقوقنا سواء عن تهديد الشيخ وأنصاره لنا بالحرق او عن صوره التي شوهت شوارعنا.اللهم احم مصر والإسلام ممن يتحدثون باسمه ويسيئون إليه، فهم أسوأ إعلان لأفضل بضاعة.

بقلم: أحمد إبراهيم
مذيع بإذاعة الشرق الأوسط

[email protected]