رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضريبة الثورة

في ظل الأحداث التي تمر بها البلاد بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير يقوم الكثير من المواطنين والتيارات باتهام ثورة يناير بأنها أحدثت كثيرا من الفوضى وأثرت بطريقة سلبية على الأحوال المعيشية للمواطنين وخاصة المواطن البسيط الذي يشكو من سوء الأحوال المعيشية والاقتصادية بعد الثورة ويتهم الثورة بأنها أثرت على قوت يومه.

نعم فكثير من المواطنين الذين يعملون "باليومية" قد مكثوا في بيوتهم دون عمل نتيجة لتدهور الحالة الاقتصادية للبلاد بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، هنا يجب أن نطرح العديد من الأسئلة لكي نعرف ما إذا كانت الثورة قد أثرت بالسلب على المواطنين أم لا، ومن هذه الأسئلة التي لابد من إيجاد إجابة لها هي "هل كان فعلاً حال المواطنين قبل الثورة أفضل أم لا؟" .فهناك من يرى بأن حال المواطنين كان سيئا قبل الثورة وأن الثورة لم تغير في هذا من شيء، وهناك أيضاً من يرى أن حال المواطنين قد تدهور بعد الثورة أكثر مما كانت عليه الأوضاع قبلها.
الإجابة المنطقية لهذه الأسئلة لكي لا نتهم الثورة بأنها أثرت بالسلب على المواطنين هي أن الشعب المصري العظيم قام بثورة وهذه الثورة ليست "سحرا" ولها توابع ولها تداعيات ولها أيضاً ضريبة يجب علينا جميعاً تحمل تلك الضريبة، فمطالب الثورة كانت "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" وكل مطلب من هذه المطالب له ثمن وضريبة يجب علينا أن نتحملهما، وهناك من تحمل ضريبة

الثورة ودفع حياته ثمنا لإنجاحها.
هناك من ضحى "بعينه" وهناك من تعرض لإصابات مختلفة في سبيل إنجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير، ونحن لا نريد حتى أن نتحمل ضريبة الثورة المادية التي تتبلور في سوء الحالة المعيشية للمواطنين.
من وجهة نظري هذه أبسط أنواع الضرائب التي تقدم من أجل ثورة أسقطت نظام ظلم وطغيان وقمع مقارنة بمن ضحى بحياته من أجلها، ويجب علينا أن نعلم جيداً أن هذه الظروف التي تمر بها البلاد سواء الارتباك في المشهد السياسي أو تدهور الأحوال الاقتصادية والمعيشية للمواطنين هي ظروف مؤقتة.
يجب علينا أيضاً أن يكون لدينا أمل في أن يكون المستقبل أفضل بكثير مما نمر به الآن، ولابد أن نعلم أن ما حدث هو ثورة وليست حركة أو حدثاً عابرا، وأن هذه الثورة تلزم جميع المواطنين والأحزاب والحركات والتيارات السياسية بتحمل تبعاتها إذا كنا فعلاً نصر على تحقيق المطالب التي قامت من أجلها تلك الثورة.

----------

بقلم– مروان أبوزيد: