رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عاوزنا نعمل إيه؟

شاء حظى أن ألتقى مع ثلاثة من أعضاء جهاز الحكم في مصر فرادى خلال الأسبوع الماضي في مناسبات اجتماعية مختلفة. وفى كل مرة كنت أعبر عن قلقي الشديد لما آل اليه الحال في مصر..

وأولى المهازل هذا الخراب الأمني غير المفهوم وغير المبرر. هل يعقل أن يهجم جيش من آلاف الأفراد على مدينة سكنية ويستولون عليها في 6 أكتوبر ثم بعد يومين(!) يكلف رئيس الوزراء وزير الداخلية بأن يتصدى لذلك، وكأن وزير الداخلية ينتظر هذا التكليف ليتحرك (!) متى تم تنظيم هذا الجيش؟ ومن قائده؟ وهل هذه إحدى علامات ثورة المهمّشين أو الجياع؟ وهل نأمن غداً على بيوتنا وفنادقنا ومدارسنا؟. ولا ننسى أنه قبل بضعة أيام هجم نحو 2000 شخص على منزل جارهم في منيل شيحة ليفرضوا بأيديهم القانون.
والأغرب أن يبدأ رجال الأمن إضراباً وحصاراً لوزارة الداخلية ولا أحد يتصرف، باستثناء تكرار الإعلان بأن إضراب العسكريين ممنوع، طيب وما دام الاضراب ممنوعاً لماذا لا نتصرف؟ والمرة القادمة هل ستضرب قوات الجيش؟ وهل سيعتصم سلاح المدرعات أمام وزارة الدفاع؟!
أين الدولة؟ وأين سيادة القانون؟ ثم المحامون الذين أغلقوا المحاكم (آخر مرافق الدولة الباقية) وأعلنوا تعطيلها.. هل هناك محاسبة؟ هل هناك أمل في انضباط؟ والأغرب أن يقرر القضاة بالتبعية الاضراب، وهذا آخر ما كنا ننتظره من القضاة.
الإضراب حق للمتضررين، ولكن إساءة استخدام الحق تضر المجتمع وتهدد الدولة. والمصيبة أن الانتخابات على الأبواب ويفترض أننا سنختار أخطر برلمانات مصر لأنه هو الذى سيؤسس للجمهورية الثانية بالدستور الجديد. هل سنستطيع تأمين هذه الانتخابات؟ وهل ستكون بالفعل معبرة عن إرادة الشعب؟ لا أظن حيث الأغلب أن تختار الأغلبية الصامتة الابتعاد عن التصويت واللجان تجنباً للعنف؟
هل يعقل أن نظل في هذه الحالة من الضباب واللاقرار والتردد؟ ولمصلحة من هذه السلبية الفريدة؟ هل هناك نهاية مطلوب الوصول اليها لا نعرفها؟ لا أكاد أصدق أننا بعد عشرة شهور من الثورة ولا نستطيع فرض الأمن, ولا نستطيع معرفة نظام الانتخابات، ولا نستطيع معرفة كيف سيشارك المصريون في الخارج في الانتخابات، ولا نعرف

كيف ستتم محاسبة من أفسدوا الحياة السياسية (وقد سمح لهم بالدخول فيها من جديد)، ولا نعرف لماذا نتمسك بقيادات ثبت فشلها وفق إجماع كل المصريين، ولا نعرف آلية ضمان التطابق بين أهداف المجلس العسكري وأهداف الثورة، ولا نعرف هل تحدث هذه المطابقة بصفة دورية، وما هو كشف الحساب؟
كل هذه التساؤلات، وعشرات غيرها بالتأكيد تسابقت على لساني في كل مرة أقابل فيها مسئولاً.
المفاجأة المذهلة: أنه في كل مرة كان المسئول يبدو مندهشاً من قلقي، ومن مبالغتي في وصف التردي الأمني، ومن استعجالي للاستقرار واسترداد هيبة الدولة، ومن جهلي بما يحدث عادة في أعقاب الثورات. هل يعيش هؤلاء الناس في كوكب آخر؟ أم أنا الذى أصابني شىء من المرض النفسي؟
ويبدأ الجدل، وترتفع حدته، ولا نصل إلى شىء مفيد. ثم يفاجأنى السؤال في كل مرة « وانت عاوزنا نعمل إيه؟!!»
بعد كل الآراء التي تطرح يومياً في كل وسائل الاعلام، وبعد كل الساعات التي يقضيها الحكام في البحث و المناقشة (آخر مجلس وزراء استمر 15 ساعة على يومين) وبعد كل هذا القلق الذى يعبر عنه كل الناس، وبعد مئات الاقتراحات التي سيقت لاستعادة الأمن، أو لترتيب خطوات التحول الديمقراطي للمحافظة على طهارة الثورة من المفسدين، بعد كل ذلك يسأل المسئول (هو انت عاوزنا نعمل ايه؟)
آخر سطر
ما معنى أن يطلب المسئول منا أن ندله على التصرف المناسب؟