عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذين يترحمون على أيام مُبارك

لو عاد بى الزمن قبل 25 يناير لنزلت مرة أخرى هاتفاً: يسقط مبارك. ولو رجعت بى الأيام فى 30 يونيو لخرجت مرة ثانية مطالباً بسقوط حُكم المُرشد. لا أنا نادم على خسائر، ولا أنا لاعن لمطالب تغيير جرحتنا وأوجعتنا تبعاتها، ولا أنا متشائم من واقع مؤسف تشكله وجوه قبيحة خرجت من سراديب الغياب ساعية لإعادة إنتاج الماضى.

إن ما جرى لمصر فى السنوات الأربع الماضية كشف كثيراً من عوراتنا المُستترة. فتح أمام الشباب شبابيك عديدة كانت مُغلقة، ومنحنا القدرة على التفرقة بين أصحاب المصالح والغيريين، بين تُجار المواقف وخدم الناس، بين نُشطاء «السبوبة» و«الشو» وأنقياء الوطن.
سنوات فارقة عرفنا بها حقيقة النُخبة، وعرفنا المتحولين من طأطأة الرأس أمام حاكم وهو على مقعد الحُكم ولعنه وهو خارجه. استنشقنا هواء الحُرية، وأزلنا حواجز الخوف وكسرنا أسطورة الحاكم الفرعون الذى لا يُسأل عما يفعل، وأنهينا أبدية الحُكم لتبقى فترة الرئاسة مُحددة.
رغم فداحة ما دفعنا من دم واضطراب وخوف ووجع وتدهور اقتصادى، لست حزيناً على نتاج الخروج على مُبارك، ومن بعده محمد مرسى، مُستذكرا قول بنجامين فرانكلين الخالد «إن الذين يتخلون عن الأمن مقابل الحرية لا يستحقون أياً منهما».
ورغم محاولات هتيفة كُل زمان وطبالى كُل عصر

من تحويل الرئيس السيسى إلى حاكم فرد لا أعتقد أن هذا الشعب سيسمح بميلاد مُستبد جديد. وأتصور أن الرجل يعي تماماً ذلك، وأن بعض الزلات والسقطات التى تحدُث من رجال ملتفين حوله يتم تداركها سريعاً وتصحيحها.
«الخطأ هو ألا نقع فى الخطأ» كما يقول صديقنا الشاعر المُندهش عماد أبوصالح، فمن الوارد فى جمهورية جديدة حدوث أخطاء، لكن ما يهمنا هو أن تكون هُناك إرادة سياسية قوية للاعتراف أولا بتلك الأخطاء، ثُم تصحيحها.
الحاكم ليس مُنزها، ورجاله ليسوا قديسين. إنما هُم بشر يُسيئون ويحسنون ويصيبون ويخطئون، وجميع فعالهم واجبة المُراجعة، خاصة أننا لم نستكمل بعد مؤسساتنا التشريعية حيث لم نُحقق استحقاقنا الأخير بتشكيل البرلمان المسئول عن التشريع.
لست نادماً على ما وصلنا إليه، لأننا لم نصل بعد. مازلنا فى طريقنا نحو الوطن الجميل.
والله أعلم.
[email protected]