رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطيئتكم اسمها إسلام يكن

اسلام يكن ليس لُغزا، ولا قصة مُدهشة، ولا حكاية غريبة نلتف حولها لنطلق تساؤلاتنا عن التحول، وأسئلتنا حول الانقلابات الفكرية والسلوكية.

اسلام يكن شاب مصرى تخرج من الليسيه ثم تحول إلى ارهابى. كان رقيقا فقسى، ومتحضرا فتخلف، وسمحا فتجبر. من شاب منفتح على الحياة، باحث عن المستقبل، مُحمّل بالحيوية والطاقة إلى «مجاهد كاذب» وذباح كريه فى عصابة داعش.
ما الذى جرى لتُستبدل السنبلة بقنبلة، والدين بسكين، والوجه البشوش بملامح وحشية؟
لا تتعجبوا، ولا تندهشوا. كلنا نعرف ما جرى ونصمت. اسلام ضحيتنا جميعا. المشايخ المتحفيون، وعبدة النصوص،  ورافعى لافتات السلفية الجاهلة، والساكتون عليهم : أنا وأنتم ومعشر المتفرجين.
منذ قرن ولا نبدع فكرا جديدا، ومنذ قرون لا نجتهد فى أمر من أمور الدين. منذ رحل محمد عبده ولا نجد مَن يحمل راية التجديد، ويطلق صيحة المصالحة بين الدين والحياة، والدنيا والآخرة، وما لله وما للناس.
كنا ثلاثة من الأدباء نتحادث فيما جرى للاسلام على أيدى أبنائه فساءنا ألا نجد مَن يمكن أن نسميه عالما مجتهدا فى هذا الزمان. قال لى الاديب الصديق مصطفى بيومى إن ما يُنشر ويذاع من غثاء باسم الاسلام وعلى ألسنة لُحى مخضبة كفيل بتحويل نصف المسلمين إلى  الارهاب أو الالحاد والكفر.
سلالم مكسورة، ما أن تضع إحدى قدميك عليها حتى تسقط فى هاوية سحيقة. وكأننا مُخيرون بين مَن يحسبون الدين جهلا ومَن يحسبون الجهل دينا.
ما يقوله حسان، ويعقوب والحوينى وبرهامى اعادة

لإنتاج القبح تحت راية لا اله الا الله. بأذنى سمعته وهو يفتى بجواز زواج ابنة التسع سنوات إن تحملت الوطء، والمثير أن ذلك الحوينى لا يقدم لنا فكرا أو اجتهادا فيما يخص النظام والنظافة والعلوم  والتعامل مع الآخر والأدب فى التحاور.
كلما أفتونا قالوا: إن أبا حنيفة قال، أو الامام مالك رأى، أو الشافعى ذكر وكأنهم مجرد «بوسطجية» مهمتهم نقل فتاوى القرون الوسطى لنا.  لم يُشغل أيهم ذهنه، ولم يحرر عقله ويقدم لنا رؤية جديدة، لم يفتح لنا أحدهم أفاق التدبر ولم يقدم أحدهم اجتهادا، ولم يصالح أيا منهم  بين الحياة الحديثة ونصوص القرآن والسنة.
بكلامهم يمكن لاسلام يكن ذى العشرين عاما أن يقتل طلبا للجنة، وبآرائهم وفتاواهم العابسة يتحول الدين إلى سكين، والخير إلى شرور، والدعوة للبناء إلى آلة هدم لجدران المحبة  والتحضر.
اسلام ضحيتهم، والملحدون ضحاياهم، والله مُطلع علينا، وسيجزينا بما فى صدورنا  إن تدثرنا بالصمت ورضينا بالفرجة. والله أعلم.

[email protected]