رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى الكاتب: احفر قبرك

أعشق العصافير، فهى التى تثبت لى أن الحرية جمال، وأن القيود قبح. ترفرف فى السماوات دون إشارات سير أو لافتات توجيه وتزقزق كما شاءت وشاء لها مبدع الكون.
مثلها الكلمة متى تحررت حسُنت، وإن قُيدت ذَبُلت، لذا فأنا منزعج بشدة من حملة التشهير السوداء التى يشنها مصفقو السلطان ضد الصحافة والإعلام.
فى صحفهم وفضائياتهم ومواقعهم الإلكترونية وجلساتهم العامة والخاصة ومؤتمراتهم الانتخابية وغير الانتخابية، وفى كل طلة لا يتورعون عن إلصاق كل نقيصة بالاعلام والصحافة، ووصم كل منتقد او معارض بالفلولية والثورة المضادة.

فى رأيهم فإن الاعلام هو سبب كل المشاكل، ووراء كل الازمات. هو الذى أجج الصراع بين الساسة وجعل بأسهم بينهم شديداً، وهو الذى منع التوافق بشأن تأسيسية الدستور، وهو الذى عطل برنامج النهضة الطامح، وهو أيضا الذى أشعل أزمة الوقود، وشوه صورة الدعاة المتسامحين مثل عبد الله بدر، وخالد عبد الله ووجدى غنيم.
الصحافة هى القاتل الخفى، والاعلام هو المجرم السرى الذى يطعن فى الظلام ظهر الوطن. كل كاتب شيطان حاقد يقف فى وجه المشروع الاسلامى، وكل صاحب رأى هو داعية اختلاف وفرقة وانقسام فى نظرهم.
يرفضون التعدد، ويمارسون الاقصاء، ويسنّون سكاكين مسمومة لذبح الكلمة.على موقع اخوان اون لاين قرات مقالا لشخص يدعى المحمدى مغاورى يحرض فيه الرئيس على الإعلام الذى يشوه كل نجاح ويطالبه بعدم الرأفة والتهاون مع الإعلاميين الشياطين.
ومن قبل خرج علينا المستشار أحمد مكى نائب رئيس الجمهورية فى عز أزمة النائب العام ليقول دون خجل أن الإعلام

هو السبب فى الازمة لأنه هو الذى أذاع خبر إقالة النائب العام! وقبل أيام قليلة أطل الدكتور محمد البلتاجى القيادى الإخوانى فى ندوة بجامعة اسيوط ليردد أن الإعلام هو الذى صنع الأزمة بين تأسيسية الدستور وبين الشعب.
تصوروا أن وزير الإعلام الحالى الذى كان يوما مقيدا بفعل نظام غاشم يطلب من زملائه الوزراء عدم منح إعلانات وزاراتهم للفضائيات والصحف المنتقدة للرئيس، ويكرر نفس كلام سدنة الفرعون المخلوع من وجود إعلاميين يسعون لهدم الدولة!!
إنهم يريدوننا أن نصمت، وإلا فنحن سبب كل كارثة. يطلبون سكوتنا لأن أصواتنا تزعجهم. كما حاولوا إسكات عبلة الروينى بحجب مقالاتها، وكما طاردوا وصادروا حروف إبراهيم عبد المجيد ويوسف القعيد وجلال عارف لأنها تحذر من الأخونة.
ويبقى الرأى خالدا مادام لوجه الوطن، وتظل الصحافة أداة مقاومة للقبح، ولافتة احتجاج ضد القهر، ويمضى الكاتب يحفر قبره بقلمه فى شوق وجد واستشهاد.
وتبقى الكلمة نور الله، يريدون ليطفئوها بأفواههم، لكن الله متم نوره ولو كره المستبدون. والله أعلم.
[email protected]