عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إرهاب ضد الكلمة

فى البدء كانت الكلمة . رسالة محبة ، وعقد براءة ، ورشة نسيم فى يومٍ حار.
الكتابة شرف، والحوار تحضر، والمناقشة سمو، والاختلاف فى الرأى ناموس البشر، ولو شاء الله ما اختلفوا .
ولو جاز لى أن أكتب فلا يسعنى الا أن أساند وأعضد وأتضامن واتعاطف مع الزميل خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع الذى حطموا سيارته واعتدوا عليه لمعارضته للرئيس. ما جرى فى مدينة الانتاج الاعلامى قبل أيام من أناس يطلق عليهم «غاضبون من أجل الرئيس»  يعنى أن التحريض والتخويف والارهاب مازال سيفا مسلطا على حرية الكلمة .

كانت الكلمة مسجونة فى غياهب جب الاستبداد عقودا طويلة ، وقامت ثورة يناير لتفك أسرها ولتطلقها حرة كشلال المياه، بلا حسابات كعصافير الصباح ، منيرة كشمس حزيران .
لم نسر فى المظاهرات، ونختنق من دخان القنابل، ونفزع من دوى الرصاص لنستبدل الفرعون السابق بفرعون آخر، ونغير زنازن العهد المباركى بزنازن جديدة. لم تقم الثورة كى يتغير السجان، ولكن كى ينتهى زمن الحبس والقمع والقهر.
فى المشهد الحالى نرى الرئيس مرسى يكرر مبارك، والحرية والعدالة تعيد إنتاج الحزب الوطنى حيث لا معارض ولا منتقد ولا مختلف. واذا كان الزميل خالد صلاح ليس أول ضحايا الاختلاف مع الإخوان، فإنه لا شك لن يكون الأخير .
لقد أهانوا ابو العز الحريرى، واعتدوا على حمدى الفخرانى، ورشوا الماء على نجاد البرعى، وهددوا وتوعدوا عادل حمودة، وإبراهيم عيسى، وعمرو أديب وطاردوهم باللعنات والتقولات والاتهامات الجاهزة .
بزمان الاخوان  تحول الرأى الآخر الى عمالة، والاختلاف فى الرأى إلى  زعزعة للاستقرار،  والنقد الى سوء أدب. من ليس معهم عدو للوطن، ومن لا يعتقد عقيدتهم صاحب مصلحة، ومن يعارضهم «فلول».
إنهم يرفعون راية «الصمود والتصدى» وهو صمود كما يقول الشاعر محمد الماغوط على الكراسى، وتصدى لكل من يقترب منها. فالحرية طائر لا يحق لها الطير إلا فى سماواتهم، والعدالة مفتاح لفتح زنازن مضطهديهم ومظاليمهم، لكنه لا يفتح أى زنازن لمظاليم يختلفون معهم فى التوجه أو العقيدة السياسية.
كانت  المبدعة الجزائرية  أحلام مستغانمى تقول «ما عاد يكفى أن نثور، لكن علينا أن نخلق الانسان الذى يحمى الثورة» وربما هذا ما افتقدناه فى مصر. والله أعلم .
[email protected]