عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحقوق الضائعة

وانضم الصعايدة للفئات المطالبة بحقوقها الضائعة.. محام من أسوان طالب الدولة ـ فى دعوى قضائية ـ بمساواة الصعايدة بأهل النوبة فى الحقوق.. وأهل النوبة يطالبون بحقوقهم الضائعة.

.. والسيناوية يصرخون ويؤكدون أنهم مصريون ويطالبون بحقوق كاملة فى المواطنة.. والأقباط لهم مطالب.. والمسلمون كذلك يطالبون بحقوقهم..والشباب يطلب حقه فى رسم مستقبل البلاد.. كلنا يطالب بحقه.. وكلنا يعيش على أمل الحصول عليه.

والحقيقة أننى لست من أنصار نظرية المؤامرة.. ولن أضيع وقتى ووقتك فى الحديث عن نظرية «فرق تسد».. التى وضعها أفلاطون فى أذن الإسكندر الأكبر فحقق لها أكبر انتصاراته.. فتلك النظرية لم تثبت فاعليتها فى مصر رغم الفتن الطائفية.. ولكن تعالوا ننظر الى هذه المطالبات التى يصل بعضها ـ وربما معظمها ـ الى درجة النوادر.

فالثابت أن مطالب النوبيين ليست عبثاً.. وأن حقوق السيناوية ليست هزاراً.. ولا حقوق الأقباط والمسلمين.. وما يطالب به الشباب حق لا جدال فيه..وما ينادى به الصعايدة حق.. وكل المطالبات الفئوية والاجتماعية تؤكد أن القضية أكبر من الصعايدة.. والنوبيين ـوالسيناوية.. والأقباط..والإخوان.. والسلفيين.. أكبر من حقوق الشباب.. ومطالب أصحاب المعاشات.. القضية حقوق شعب كامل ضاعت حقوقه فى ظل نظام حكم فسد.. وأفسد علينا حياتنا.. وأفسد العلاقة بين طوائف الشعب..وكثرة المطالب الفئوية والاجتماعية دليل على غياب المشروع الاجتماعى للنظام السابق..ولن يحل هذه المشكلات... ولن يضمن هذه الحقوق المطالب إلا العدالة الاجتماعية التى قامت من أجلها الثورة..

ولدىَّ إيمان بأن المطالب الاجتماعية أولى من الطائفية التى تأكل المساحة المشتركة من التوافق بين المصريين.. وأن تطبيق مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين كفيل بحل تلك المشكلات... وتلبية المطالب الفئوية... والاجتماعية.... والطائفية أيضاً... ولا أعنى مجرد تضييق الفوارق بين سكان القبور..وقاطنى القصور... فتلك نظرة قاصرة لمشكلاتنا... وهى أيضاً نظرة تزيد من تعقيد الأمر...ولكن العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات... فأهل الصعيد.. والنوبيون.. وبدو سيناء والمسلمون والأقباط كلهم مصريون... والتفرقة في الحقوق والواجبات بين فصيل وآخر خيانة لمصر.. وخطوة على طريق الانقسام والتقسيم.

تعالوا ننحى صراع الطوائف الدينية جانباً... ونبتعد فى الحديث عن حقوق السيناوية... ومطالب الصعايدة... وعودة أهلها النوبة... تعالوا  نضع كل مطالبنا ومشكلاتنا فى مشروع وطنى يبنى دولة مدنية حديثة... يتفرغ فيها المواطن للعمل والإنتاج وتضمن له الدولة حقوقه كاملة... فاليوم الذى نضع فيه نظاماً يضمن حقوقنا... وينظم واجباتنا ويحددها... هو يوم نجاح الثورة ضد الظلم..والفساد..والسلب..والنهب.. هو اليوم الذى نأخذ فيه خطوة  حقيقية للأمام.

Email:mostshafik@yahoo.com