المقاطعة الوطنية
قرار مقاطعة الانتخابات ليس سهلاً... لكن قرار المشاركة كان هو الأصعب... والصعوبة ليست كما يدعى الموالون للرئيس لضعف الكوادر فى أحزاب جبهة الانقاذ... سواء كان المدعون من الأهل والعشيرة... أو من المتعاطفين معهم..
. فالمليونيات السلمية التى دعت لها الجبهة خلال الأشهر الماضية كذبت هذا الادعاء... ومن يطلقون هذا الكلام يعانون مراهقة سياسية وقلة خبرة... لأنها دعاوى استفزازية... لا أظنها تدفع قادة الجبهة إلى الإسراع باتخاذ قرار المشاركة... لكن قد تأتى بنتائج عكسية... فمطالب قادة جبهة الإنقاذ ليست شخصية... فلم يشترط أحدهم أن يكون له مقعداً فى المجلس... ولم يقبل جميعهم عرض النظام بتخصيص عدد معين لأحزاب الجبهة... لكنها مطالب للوطن... وللمستقبل... وللأجيال القادمة... وكثير من المتابعين لا يعلمون أن ما يتخذه قادة الجبهة من مواقف وقرارات... هو جزء من مواقفهم الوطنية... وأن ما يدعون له هو استكمال حقيقى للثورة... وليست الديموقراطية ذهاباً إلى الصناديق فقط... فالصناديق هى آخر الممارسات الديموقراطية... وقد لا يعرف أنصار العمل السرى... أن ضمانات النزاهة شرط للحديث عن الديموقراطية... والرقابة اللاحقة والكاملة على القوانين ضمانة ضد الاستبداد... وأن مخاصمة النظام للقضاء مهلكة... وأن الانفراد بالسلطة جريمة سياسية دفع ثمنها كثير من الأحزاب والحكام... ولن يكون مبارك آخرهم... وأن الشعوب وإن خانتها بعض الشعارات... لا تركع طويلا أمام الاستبداد... وأن قرارات جبهة الانقاذ بعدم المشاركة فى الحوار المزعوم ليس لقلة الأفكار كما يدعون... لكن لقلة الثقة فى الرئيس... والنظام... والحاشية... وأن مقاطعة الترشح فى الانتخابات ليس لندرة الكوادر... لكن لندرة المواقف المشجعة ولصعوبة العثور على
Email:[email protected]