رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أختلف ولا أكره

للمرة الثانية خلال فترة وجيزة  يتهمني البعض بمعاداة الإخوان المسلمين وخطتهم لتحكيم شرع الله... وتحويل مصر إلي دولة اسلامية... تقود العالمين العربي والإسلامي الي نهضة... وتستعيد أمجاد الماضي... وللمرة الثانية أيضا يطالبنى من يتهمنى فى فكرى  بأن أسلم أن الإخوان وصلوا الي سدة الحكم... وانه من حقهم أن يطبقوا برنامجهم... ورؤيتهم.

وللوهلة الاولي كنت أحاول ألا أرد علي الاتهام... وللحظة الاولي فكرت في أن الصمت أجدي وأنفع... وأن أستخدم مبدأ السكوت من ذهب... ولم أشأ أن يبدأ النقاش بهجوم مباغت منه... وان اختفي أنا خلف الساتر وأتخذ موقف المدافع... لأنني ببساطة لست عدوا للاخوان ولا الجماعة... وليس في رصيدي هجوم علي أي من أعضاء الجماعة... أو نظامها... ولست ممن ينكرون أن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية كان مرشح الجماعة فى الانتخابات الرئاسية... بل إننى ممن يؤكدون أن الرئيس مرسى لم يقدم استقالته من الجماعة ... لأن الانتماء للجماعة لم يتم بطلب مكتوب ... ولا يمكن فك الارتباط الولائى بين الرئيس والجماعة حتى لو أعلن استقالته ... خصوصا أننا لم نر الاستقالة ...ولم يعلن عن قبولها أو رفضها ... وبعيدا عن كل هذا ... فقد كنت في العهد السابق أكتب مدافعاً عن التيار الاسلامي... وحقه في التواجد علي الساحة...ليس انتماء للإخوان ولا لغيرهم ... ولكن لإيمانى بحقهم فى الوجود ... والعمل ... والوصول الى الحكم فى انتخابات حرة  ونزيهة ... وأذكر انني عقدت مقارنة بيننا وبين اسرائيل... وقلت إن حكام تل أبيب من المتشددين... وبعضهم كان من عصابات قتل العرب... وسرقة المال والأرض... وناديت بأن نستخدم نحن في مصر المتشددين من اخوان وسلفيين للضغط علي اسرائيل... وأن وضع هؤلاء في السجون - أيام مبارك - أضاع علي مصر ورقة ضغط يمكن استخدامها في مواجهة الامريكان والاسرائيليين... كما انه يخالف حقوق الانسان... وطالبت في عدة مقالات بتمكين الإخوان.. والتيارات الدينية الأخري مرة من باب الديمقراطية... وأخري من قبيل الصالح العام... وأخري باستخدام الحنكة السياسية... المهم أنني دافعت عن التيار الاسلامي كله في عهد مبارك... والاهم أنني مازلت أدافع عن أي تيار أو فرد محروم من حقه... أو ممنوع من تقديم نفسه... والتعبير عن رأيه.
وحتي لا يدعي البعض انني أحاول ايجاد طريقة

للتراجع عما كتبت... أو التأثر بمعاتبات صديقي... فإن الامانة تدفعني للرد عليه هنا... ليس بيني وبين «الجماعة» عداء... أو علي الاقل من ناحيتي... ولا أريد أن أحبط خطتهم... لكني اختلف معهم في الرأي... وفي الاسلوب... اختلف في المنهج... وفي طريقة التفكير... فبينما يرون انهم سيقيمون شرع الله... أراه قائماً... وعندما يتحدثون عن تحويل مصر الي دولة اسلامية يصدمني الحديث... لأن مصر دولة اسلامية كبيرة... وشعبها معظمه من المسلمين... أختلف معهم وقت الاختيار... فالاختيار عندي بمعايير موضوعية... والتدين واحد منها... والاختيار عندهم بمعيار وحيد هو الانتماء للجماعة... أما مشروع النهضة... ورغبتهم في قيادة العالم العربي والاسلامي الي نهضة فلا أمانع فيه... ولا أقف ضده... وأخشي إن فشلوا أن يضعوني سبباً... ويؤكد بعضهم - أو كلهم - انني كنت حجر العثرة في طريقهم... مع أني أتمني أن تنهض هذه البلاد... سواء مع الاخوان أو مع غيرهم... المهم أن تنهض... وأن تكون النهضة تحركاً للأمام... وليست جرياً للخلف... وأن تبدأ النهضة بالإنسان وكرامته... وليس بالانسان وزبالته... أما أن اسلم بأن «الاخوان» وصلوا الي سدة الحكم... فأنا أول المعترفين بذلك... وأزيد علي ذلك انه حقهم... وأنهم وصلوا في انتخابات حقيقية... شابها ما شابها... لكنها اختيار أكثر من نصف الشعب... لا أتجاوز اذا قلت إن «الاخوان» كجماعة أكثر تنظيماً من غيرهم... بل هم الاكثر تنظيماً... وأنهم يستحقون بهذا التنظيم ما وصلوا إليه رغم سنوات المعاناة... أن يصلوا للحكم... باختصار أنا أختلف معهم ولا أكرههم.
EMAIL: [email protected]