رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عكس الاتجاه

ما فعله الرئيس مبارك في خطابه مساء الخميس الماضي يمكن وصفه بأنه نصف »تنحي« عن السلطة.. ويمكن أيضا قراءته علي أنه من حيث التوقيت.. والكلمات محاولة سياسية لإجهاض الدعوة للتوجه إلي قصر العروبة.

والحقيقة أن إصرار مبارك علي البقاء في مصر حتي يواريه ترابها ويحتضنه ثراها هو حق له كمواطن.. لا ننازعه فيه.. ولا ننتزعه منه.. ولكن لن تبقي رئيسا وهذا حق المواطنين فاعترف به.

لا نختلف معك في أنك عشت في مصر.. وأنها أرض المحيا والممات.. وأنك شاركت في الحروب.. وخدمت 60 عاماً.. ولكنك أنت الذي تختلف معنا في أن وقت الرحيل من السلطة قد حان دون أن يلجأ الشباب إلي إبداعات تراها أنت إهانة.. ويراها الشباب انفجارا.. لم ننكر عليك أنك شاركت في الحروب. ولطالما طربت أنت لكلمات وأغنيات اختصرت نصر أكتوبر الذي صنعته أمة فيما صنعته أنت.. لكنك أنت الذي أنكرت علينا حقنا في أن نعيش.. وأن نخدم هذا الوطن الذي نحيه كما تحبه..

نعلم أنك لم تكن طالب سلطة.. فلم تحكمنا إلا ثلاثين عاما فقط.. لم نمكنك خلالها من تحقيق الديمقراطية.. ولم نمهلك من الوقت للوصول بالبلاد والعباد إلي الرخاء.. أو حتي إلي الستر.. كنا طوال سنوات حكمك نعاندك.. تطالبنا بالذهاب إلي المنتجعات والقصور.. ونتمسك نحن بالحياة بين الأموات في القبور.. وآثرت أن تخاطبنا من هناك.. بينما نحن نعيش هنا تحت خط الفقر الذي لا تراه.. ولكننا نري

الفقر بوضوح.. رفضت ومازلت ترفض أن نختار من يحكمنا.. ومن يشرع لنا.. حدثتنا كثيرا عن توجيهاتك للحكومات التي كنت تكلفها.. ولم نسمع يوما أنك حاسبت إحداها عما أنجزته.. وما أخفقت فيه.. فتحت أذنيك لخطباء النفاق.. ولم تهتز لآهات المطحونين.

السيد الأستاذ المواطن المصري محمد حسني مبارك.. إنني لا أحاسبك ولا الشعب يحاسبك فقد فات وقت الحساب.. ولكنني أصارحك كما صارحتنا بأن الخطأ وارد في الأنظمة السياسية.. أصارحك بأنك كنت مرشحا وبقوة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه لكن رفض من قربتهم إليك إلا أن تدخله من أضيق الشبابيك إن كان للتاريخ شبابيك.

تاريخ

»قل اللهم مالك الملك.. تعطي الملك من تشاء.. وتنزع الملك ممن تشاء«.. صدق الله العظيم..

السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية أهمس في أذنك بأن الرئيس مبارك بدأ عهده بكلمات تشبه كثيرا رأيك في علاقة المصريين بالديمقراطية.. وتصريحاتك تستحق الاعتذار للشعب الذي أثبت أن علاقته بالديمقراطية تفوق كثيرا علاقة النظام الذي يحكمه!!

 

[email protected]