هؤلاء يقولون لا
دعوة من جهلاء أصيبوا بالعمى فى زمن التمرد والضجيج ، دعوة لمحو مصر من خريطة العالم كدولة ذات عمق وحضارة ، علمت الدنيا الفنون والعمارة ، الفلك والرياضة والاختزال ، دعوة تطالب المصريين بهدم الآثار العريقة خوفا عليهم من عبادة الأصنام ،
وطمس هويتنا لنصبح قاب قوسين أو أدنى من بلد بدائى ، التخلف عنواننا ، ضاعت أحلامنا بين الركام ، هناك نفر يركب الجواد الآن من غير لجام ، يسعى لنسير خلفه الى الهلاك ، من يضلل الشعب فصار النهار بطعم الردى ؟ هؤلاء يقولون لا ، لاللجمال والفن ، لا للسحر ، لاللهيام والعبق ،آثارنا لم تعد من الكنوز العجيبة التى يصفق لها الحضور ، أوشكوا من عجز العقول أن يحطموا الصباح والبكور ، أما أبو الهول فكثر الكلام حوله ، الكل يدلى بدلوه ، نبقيه أم نلطخ وجهه فنمحو أثره ، فى بلد المعز كيف يكون للأوثان مكان ؟ ضقت بالفتوى العجيبة ،أدركت أن الثورة أتت بردة الى الخلف ، قررت أن أزوره قبل أن يندثر، مررت به ، تأملته ، وجدته مصدوما مذعورا ، يصرخ كالفارس المخدوع فى الميدان ، حاولت أن ألقى السلام ، أطرق رأسه
- قلت : أراك حزينا أيها العظيم
- قال : أتبرأ منك ومنهم ، تضيقون بنا ، بعد سبعة آلاف سنة ، تمزقون الصفحات على الأحجار النادرة ،تسعون لهدم المعبد تتوعدون ، أنا تاج الزهو والفخر، أنا
قلت : سيدى أحبك ، لأجلك أسكن على مقربة ، فى الصبح أهديك التحية ، صباح الخير على خد التاريخ ، صباح الوفاء والخلود ، وفى المساء مع الأضواء أعشق البريق
لست وحدك الذى ينزف ، طالنى الوجع فى زمن الجهل ، لاعلم ولافن ، فى ساحة الدجل ، تعلو صيحة البهتان ، كيف يكون للكفار قباب ، أجراس وصلبان ؟ كيف يتعبد فى الأديرة رهبان ؟
فلتتلون الحياة بلون الموت ، لون الوقار والاحتشام ، فلنسر على خطى طالبان ، بلا اسم بلا عنوان ، ماأصعب على الشرفاء يطالعون تراجع دور الكنانة ، بعدما كانت رمانة الميزان ، الآن... تستضيف مهاتير محمد ، رجب طيب أردوغان ، تسألهما كيف حفرتما اسميكما فوق الخرائط ، تستقبلهما بالهتاف ، تحاورهما أبطالا فى كل القنوات ، لعلنا نتعلم كيف يكون البناء
يا أبا الهول.... نتألم ... يا مصر... لا عزاء