رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السير على خطى بوعزيزى

ما أن جلس الرئيس محمد مرسى على سدة الحكم حتى بدأ فى إنشاء ديوان للمظالم ، كل من لديه شكوى فيتقدم بها وسيتم البحث فى المظلمة تمهيدا لحلها من خلال  فريق عمل يختص بفحص تلك الشكاوى وعرضها على الرئيس ،

وبما أن الشعب المصرى جله قد تعرض للظلم والجور على حقوقه الأساسية ، عانى ويلات القهر والإستعباد على يد مبارك وزمرته من اللصوص والمارقين ، عرف أثناء تلك الحقبة تحديدا كيف يرشى ويرتشى ، تعلم كيف ينهى معاملاته بدس الجنيهات فى جيوب المسئولين الذين يرون فى ذلك حقا مكتسبا بعدما ظلموا هم أيضا بمرتبات هزيلة لا تقيهم شظف العيش فاضطروا لمخالفة ضميرهم ، والآن يسرع الخطى نحو القصر كل من له مظلمة عله يجد متنفسا  وآذانا تصغى وعقولا تساهم فى إيجاد الحلول ومن ثم يسود العدل بين الجموع ، وبما أن الظلم قد فاق كل حد بالإضافة للآمال المعقودة على الرئيس حينما أعلن أنه لن يقبل الضيم لأى مصرى فى عهده ولن يبيت مظلوم منذ أن تطأ قدمه كرسى الرئاسة ، فالشعب إرتاى أن بيد مرسى عصا سحرية أو مصباح علاء الدين يقول للشئ (  كن فيكون ) وإلا فالسيرعلى خطى ( بوعزيزى ) أقصر الطرق للفت الإنتباه وتحقيق المطالب حتى لو كان الثمن هو الموت حرقا أمام قصر الرئاسة ، هاهو ( عرفه كامل ) الذى أقدم على إشعال النار فى جسده تمردا على فصله من عمله وبعدما تظلم وصدر قرار بعودته إلى العمل رفض رئيس المصلحة التى يعمل بها تنفيذ القرار وأصبح عرفه عاطلا منذ أكثر من عامين لايستطيع أن يعول أسرته ، إستطاع بعد حرق جسده أن يكسب تعاطفا فتم البحث فى مظلمته وهاهى وزارة الشئون الإجتماعية تدرس حاليا حالته الإجتماعية وتعده بإقامة مشروع صغير لأسرته ، إنه لأمر محزن يصيب النفس بالأسى ، إلى هذا الحد وصل شعور المظلومين بالكفر بنعمة الحياة ؟ إلى هذا الحد أصبحت النفس رخيصة حرقها والتخلص منها بأبشع الطرق أسهل من قبول الضيم والإرادة مكبلة وصوت الحق تائها يضيع صداه مع الرياح ؟ إلى هذا

الحد التضحية بالروح من أجل الأبناء غريزة موجودة بالفطرة فى جينات معظم المصريين الشرفاء ، عرفه كامل نموذج لذوى الضمائر الحية كان يمكنه أن يسرق واللصوص كثر ، كان يمكن أن يصنع لنفسه سياجا من المبررات فيعيث فى الأض فسادا يصبح كالذين يتم تأجيرهم لحرق الوطن بدلا من حرق جسده تسرى النار فى فؤاده تقتل ماتبقى من حب ووفاء للوطن ، لكنه أبى أن يترك عارا لذويه لاتمحوه السنين ، أبى أن يتحول إلى بلطجى أو مجرم رغما عنه تحت دعوى الغاية تبرر الوسيلة ، قال فى نفسه أموت حرقا أفضل من الجلوس خلف الأسوار مهان منكس الرأس كالرئيس المخلوع والمجموعة القابعة فى طره ضاعت كرامتهم ولم تشفع له المليارات واليخوت  والقصور فى كل الأنحاء ، لكنها ليست دعوة جماعية لحرق الأجساد أمام القصر الجمهورى فيبت فى أمر كل مظلوم ، بل دعوة للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين المقهورين الذين كانوا ضحايا اللامبالاه من أجل كسب فئة ضالة أبت إلا أن تنتزع حقوق البسطاء والمعدمين لتنتفخ كروشهم وتمتلئ حساباتهم فى البنوك بالمال الحرام ، أو من أجل الإنتقام لإرضاء من فقدوا الدين والضمير تعنتا وعنادا مثلما عانى ( عرفه كامل ) الذى لم يفهم لماذا يصر المدير على عدم تنفيذ القرار الصادر بحقه فى العوده إلى العمل ؟ ففقد صوابه ووجد ضالته بالإنتحار حرقا ليصل الدخان عبر نوافذ قصر الرئاسة