رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل تلوح فى الأفق أجواء الفتن ؟

ماأن أعلنت نتائج الإنتخابات الرئاسية التى تصدر فيها محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين المشهد  ، يليه أحمد شفيق رئيس الوزراء فى العهد البائد وإمكانية الإعادة بينهما على منصب الرئيس الجديد لمصر بعد ثورة يناير التى لولا دماء الشهداء أقباطا ومسلمين ماكان لها أن تنجح وتطيح بالمخلوع وزمرته ، ولما طالعناهم فى القفص كأعتى المجرمين ،

لكن النتيجة أثارت العديد من التيارات خاصة الثورية منها والتى لن تقبل بعودة شفيق المحسوب على النظام القديم وكأن الثورة الى زوال ، كل هذا يندرج تحت بند حرية الرأى والتعبير ، من حق المصريين أن يقبلوا أو يرفضوا شخصا بعينه ، لكن الكارثة هى إلقاء التهم على شركاء الوطن وكأنهم المسؤولون عما أغضب الجموع خاصة الإخوان المسلمين ، الأقباط لم يمولوا ولم يملى عليهم رأى ، لم يوجهوا ، لم يقال لهم من لم يصوت لشفيق فمصيره جهنم وسوف يحرم من الأسرار المقدسة ، وملعون فى الأرض والسماء ، الكنيسة وقفت على مسافة واحدة من الجميع وتركت الباب مفتوحا ، لكن البعض من المتشدقين بالمعرفة وهم كثر لم يتورعوا طيلة الأمس من أن يوغروا  الصدور ضد المسيحيين وكأنهم وحدهم  المسئولين عن النتيجة التى لم ترضيهم ، لتتجه الأنظار من جديد الى الأقباط وتعاد الأقوال المستقزة  التى تتهمهم ( بالعمالة ، دولة داخل دولة ، الإستقواء بالخارج ، ضد المادة الثانية للدستور ، مع الفلول ) وكأن الأقباط خائنين للثورة والوطن ، تلك أقوال كاذبة ليس لها على أرض الواقع أى أساس من الصحة ، من المعروف أن الأقباط عانوا الكثير فى عهد المخلوع والمواقف يندى لها الجبين ، لن يتسع الوقت لسردتها لكنها معروفة للجميع،  وتحتاج الى مجلد يفندها بالتواريخ ، ومن ينسى حادث القديسين الذى فجرت فيها الأجساد ليلة العيد وكانت يد النظام مخضبة بدماء الأبرياء ؟ هل ننكر أن الميدان لم يسقط فيه شهداء من الأقباط خاصة ماسبيرو الذى حصدت فيه المدرعات أرواحهم وسحقت جماجمهم وعظامهم  دون ذنب ؟  ناهيك عن كم الحرائق التى طالت الكنائس ، وفتن عبير وكاميليا التى كادت تودى باستقرار الوطن ؟ الأقباط توجهوا الى الصناديق للتصويت لعمرو موسى وأنا منهم ، حمدين صباحى كان إختيار أبنائى ، أحمد شفيق ، وأيضا عبد المنعم أبو الفتوح ، الأقباط وطنيون ، خرجوا من القمقم بعد الثورة التى جعلتهم ينتفضون على الظلم الذى أحاق بهم وحرمهم من

حقوقهم ولم يكن لهم من سبيل إلا اللجوء والإحتماء بأسوار الكاتدرائية وعباءة قداسة البابا شنوده ولم يكن ليملك إلا إمتصاص الغضب والدعاء لله أن يزيح الغمة ويهدى الجميع ، الأقباط ثاروا على الظلم وكبت السنين ، لم يعد من المقبول توزيع التهم بأنهم المسئولين عن دعم شفيق الذى لايرضون عنه ، ومن له الحق فى طرح السؤال ، لماذا تم التصويت للإخوان المسلمين ؟ أين الديمقراطية التى نتشدق بها وعند تفعيلها يعلو الصراخ والعويل ، لماذا نحجر على رأى المصريين ؟ الأصوات التى حصل عليها  شفيق هى أصوات ملايين المسلمين من الأغلبية الصامتة  الذين يرون فيه الإستقرار والأمان ،  فهو من رفع شعار ( مصر وطن الجميع) الكل حر فى الإختيار ، أما  الإعلام الذى يشترك  فى زرع الشقاق من جديد من خلال أبواق تلقى التهم جزافا دون وعى ودون تمييز ، يعيد سياساته الأولى عندما كان البعض ضد الثورة ويبكى على المخلوع ثم عاد الى صفوف الثوار وكأنه الداعم الوحيد ،  نحن أحوج للتكاتف ونحن نعيش لحظة ميلاد مصر جديدة تتسع للجميع ، التصريحات الغير مسئولة تثير الضغائن بين الأقباط والمسلمين فنعود الى نقطة الصفر ،  الأقباط يبحثون عن مدنية الدولة ، المواطنة ،  قانون يحكم الجميع ، نحن فى مرحلة حرجة نرجو عبور المرحلة الإنتقالية بسلام ، كما أن الصندوق كان معيار الإختيار دون تزوير ،  فلنرض بنتائج الصندوق الشفاف ولاضير من عقد مصالحة وطنية بين جميع القوى قبل إنتخابات الإعادة تمنع من الإنفجار الوشيك ، فالمصريون جميعا مع الثورة لكنهم يسعون أيضا لمدنية الدولة .