عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مؤسساتنا الدينية في ذاكرة الوطن

أسعدني وأتوقع أن يكون قد أسعد كل مصري قراءة خبر تم نشره مؤخراً أن هناك جهة منتجة قد انتوت انتاج فيلم سينمائي يتناول دراما حياة قداسة البابا شنودة الثالث، وأنه لا إشراف ولا مراجعة ولا رقابة من قبل الإدارة الكنسية لسيناريو أو الشريط النهائي للعمل.. ومن أهم أسباب سعادتي بالخبر أننا ولأول مرة ندرك أهمية إلقاء الضوء حول دور كنيستي العظيمة (وعبر رموزها الكبار) كقوة ناعمة تشارك في تنمية وتقدم المجتمع، فعند تناول رمز ديني كان على رأس الكنيسة يدير شؤونها الروحية والإنسانية والمجتمعية وعلاقاتها بمؤسسات الدولة في مصر، وعبر إبراشياتها في العالم كله، وعلى مدى 40 سنة هي مدة حبريته التاريخية، أعتقد أننا أمام تجربة مهمة.

عند اتخاذ قرار في إطار ونسق تقديم دراما وفنون تقترب من وجدان ومشاعر كل أبناء الوطن وياحبذا لو راعينا عند انتاج مثل تلك الأعمال الالتزام بالموضوعية والجودة واللغة السينمائية، والبعد عن المبالغة ووضع هالات التقديس والإعجاز على حساب الأدوار الوطنية والمجتمعية نكون قد قدمنا مؤسسة الكنيسة (وأتمنى أن يتم ذلك على صعيد كل المؤسسات الدينية ورموزها وأدوارها الوطنية) كقوة معنوية متجددة العطاء لصالح الوطن والمواطن المصري، ووجه مشرق وحضاري نفاخر بوجودها على أرض مصر.
ولكن تبقى مفاجأة أن يرافق الإعلان عن الفيلم أنه أعد برعاية القناة الدينية الأبرز التابعة للكنيسة وللمركز الثقافي القبطي باشراف الأنبا أرميا، طيب نصدق مين؟!، وعلى فكرة أظن أن إعلان أن يكون للكنيسة مراجعتها بشأن حياة من جلس على كرسيها لمدة 40 سنة أراه ضرورة لكي تشارك في مسئولية صحة المعلومات (على الأقل في الجوانب الروحية والطقسية وقرارات المجمع المقدس والتطور في حياة وشكل الرهبنة والتوسعات الرأسية والأفقية لكنيستنا العظيمة على سبيل المثال)، ولكن في حدود معلوماتها ودورها الروحي، وليس للوصاية على الشكل المهني والإبداعي على العمل ونجومه ..
إن مثل تلك الأعمال الدرامية التي تقدم فترات من تاريخ مشاركة الكنيسة كمؤسسة وطنية عتيدة في الحياة المصرية الاجتماعية والإنسانية، مطلوب إشرافها ولا داعي للتهرب من أمر وجود متابعة ما يصدر عن رموزها، أما الممجوج وغير المطلوب التدخل في الأعمال الفنية والدرامية التي تتناول قضايا الأسرة والمواطن المصري المسيحي، فقد عشنا مأساة تظاهرة خروج مسيرة غاضبة لمجموعة من كهنة الكنيسة (ودون رؤية العمل) لمنع

عرض فيلم «بحب السيما» ودون فهم لقضية العمل الرئيسية، ولفهم ساذج حول ضرورة ظهور المواطن المسيحي المصري كملاك بأجنحة تطير دوماً في سماء كل دراما.. ويارب نكون اتعلمنا أنه لا حجب لإبداع فقد تم عرض الفيلم على كل شاشات ومواقع النت في كل الدنيا وفاز بالعديد من الجوائز، وندم كل من عارض دون دراية عرض الفيلم!!
أما حكاية أن تقوم الكنيسة بتمويل الأفلام من نوعية فيلم سير الرموز الكنسية العظيمة، ولم لا ياناس مش أحسن من صرفها على المبالغة في تكييف الكنائس والأديرة تكييفاً مركزياً واستيراد الثريات والسجاجيد والرخام من بلاد الفرنجة بملايين الدولارات لتكييف المصُلي ونعنشة معاليه، وإمتاع بصره وترقية ذوقه، وكفاه مايعانيه في بيته عندما تتعطل مروحة بيته، ولا تعمل إلا بنداء أشقى أولاده ليركلها برجله لإعادة الحياة لها؟!!!
ولي أمل أن يكون الفيلم بداية لانتاج أفلام حول رموز كنسية ومسيحية أخرى، حتى لو كان من بين لم يتم الصلاة على جثمانهم فصلى لهم ملايين المسيحيين والمسلمون المصريون، وأتمنى أن يراعي كُتاب ومخرجو مثل تلك الأعمال دور من طالبوا بحب إصلاح وتطوير تلك المؤسسة العملاقة بشكل يليق بجهودهم الرائعة.
إن الإدارة العلمية تنشد التغيير والتعامل مع آليات العصر.. ولم لاتستنير إدارة الكنيسة بآية «وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ».. البناء العتيق في نظم إدارته غير صالح للترميم ،ولابد من بناء إدارة جديدة بآليات ونظم صالحة للتعامل مع الواقع والمناخ والثقافة السائدة.
وللحديث بقية.
[email protected]