رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يسرى فودة وحيز الرداءة

لاشك أن قناة  ON TV تُعد من أهم القنوات المصرية الإخبارية، وأيضاً صاحبة البرامج الحوارية المسائية والصباحية الأهم التي لاقت مصداقيتها إلى حد كبير تقدير المتلقي التي عبر عنها بهذا القدر العالي من نسب المشاهدة لبرامجها قياسا ببرامج لها تاريخ ظهور أقدم ويقدمها نخبة من نجوم الفضائيات في قنوات أخرى، ولاشك أن البلاء الرائع لفريق القناة مع تدفق أحداث ثورة 25 يناير، كان لها الدورالهائل في تحفيز الشباب الثائر في كل ميادين مصرعلى الاستمرار عبر برامج وإذاعة أغاني الشباب الرائعة وتتصدرها أغنية «إزاي» للرائع محمد منير والتي أراها أيقونة الثورة.

ولكن، وبشكل مباغت اختفى برنامج «آخر كلام» للإعلامي «يسري فودة»، وبرنامج  «مصر بلدنا» لزميلته «ريم ماجد» بشكل أعتبره جليطة إعلامية، لأن القناة لم تكلف خاطرها لإعلان سبب التوقف بمثل القدر الهائل من الدعاية اليومية لتلك البرامج، فمن المعروف أن القناة ترتبط بعقد معنوي مع المشاهد لابد الالتزام به، وعند حدوث تغيير ينبغي من باب اللياقة الإعلامية التنويه عن التغيير وأسبابه (وبالمناسبة يُعد ذلك السلوك خطأ شائعاً في معظم قنواتنا للأسف).
ثم الإعلان عن عودة برنامج «آخر كلام» ويظهر مقدمه ليعلن أن البرنامج في شكله الجديد سيكون معنياً بحالة الانتقال من حيز الرداءة إلى حيز الخطر، وأنه يبدو متحمساً لعودة برنامجه، حالة احتفاء من جانب القناة إلى حد بث الإعلان مع الإعلان عن برامج جديدة بشكل يثير الملل والازعاج، وليترك رسالة عكسية للمتلقي بالإضافة لإحساسه بالضيق أنها قناة باتت لا تجد ما تقدمه لشغل مساحات البث!!
ما علينا، عاد يسري فودة الفتى النحيل بشعره الأشعث، وهو صاحب التجربة والتاريخ المهم خلال عمله في قناة الجزيرة في زمن تقديمها رسالة إعلامية معتدلة نسبياً تمتاز بإمكانيات ساحرة متقدمة في التغطية الإخبارية للأحداث وقت حدوثها مهما كان بعد مكانها أو درجة الاهتمام الإعلام العالمي بها فتصبح بالفعل قناة الانفرادات، وهو ما خسرته مؤخراً عبر انحيازاتها المرضية بغباوة غير مسبوقة.
عاد فتي «الجزيرة»، وكأنه يتمثل تحول قناة الجزيرة لنرى هذا التحول والتشبث بوجهة نظر حتى لو نالت من برنامج زميل له في نفس القناة، والذي قام بتغطية من غابوا عن مواقعهم بشكل أثبت أن القناة قادرة على جذب المشاهد في كل الأحوال، فكان النجاح بيوسف الحسيني ولينا داود وعمرو خفاجي وجميعهم يقدمون الأشكال المتفردة في التناول بوطنية ومهنية إلى حد كبير.
نعم، كانت عودة يسري فودة بشكل غريب، وكأننا أمام شاشة الجزيرة مباشر الفاشلة.. في الحلقة الأولى يستضيف عز الدين شكري فشير، مقرر لجنة حماية المسار الديمقراطي بمجلس الوزراء والأديب والدبلوماسي السابق كما قدمه يسري فودة بحفاوة هائلة وتكرار التقديم بكل تلك الصفات، وهو صاحب مبادرة جديدة للمصالحة الوطنية تتضمن إعلان مرسي تنحيه عن منصبه وحل جماعة الإخوان المسلمين والسماح لأعضائها غير المتهمين بالعنف بممارسة السياسة، وتنص أيضاً على الإفراج عن أعضاء

الجماعة المحبوسين ممن يثبت عدم تورطهم في أعمال قتل أو عنف أو تحريض وتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية، بحيث يتضمن عقوبة الحرمان من مباشرة العمل السياسي لكل من يدعو لعدم المساواة أو الإخلال بحقوق المواطنين الأساسية.. ويسمح لأعضاء جماعة الإخوان المفرج عنهم، طبقاً لتعديلات القانون الجديد التي يقترح فشير إجراؤها، إلي مزاولة العمل السياسي بحرية بعد صدورها.
ويشرح الرجل، ويتم تخصيص زمن الحلقة لينكد على الناس، ويزيد من حالة الاكتئاب التي يعيشها المواطن المصري وهو لا يصدق أنه بيننا من لا يزال يُعد مرسي رئيساً، وأن المحبوسين مظلومون يا عيني في إهانة علنية للقضاء.. مبادرة مهينة بكل تأكيد.. ومع ذلك يبدي كل التعاطف مع صاحب المسار المنيل بنيلة.. حاجة تجنن، وكأننا نرى أن هناك اتفاقاً بين فودة والقناة على العودة بشرط التعاطف مع عشيرة «رابعة» إلى حد بحث المشاهد عن كف رابعة الأصفراوي البشع!
قال المفكر الوطني الرائع سمير غطاس، وهو في قمة غضبه تعليقاً على المبادرة: «إذا كانت الحكومة هى من فوضت عز الدين شكري فى إصدار مبادرة للحوار مع جماعة الإخوان فعليها أن تعلن مسئوليتها عن تكليفه بإصدار المبادرة، وعلى الحكومة أن تعلن عن موقفها».. وأكد غطاس أنه إذا كانت هذه المباردة من الحكومة المصرية فعلى الحكومة أن «تسقط وتروَح» لسوء ما ورد بها، مضيفاً أن مجلس الوزراء لديه ناطق رسمي عليه أن يؤكد أو أن ينفي صحة هذه المبادرة وإذا كانت صدرت عن مجلس الوزراء أو عن «دكانه» صغيرة تابعة لمجلس الوزراء فمن حقنا أن نعرف.
واعترض غطاس بشدة على ما ورد فى المبادرة من مصطلح «يعلن الدكتور مرسي التنحي نزولاً على رغبة المصريين»، حيث إن مرسي معزول منذ 30 يونية ويعتبرها اعترافاً من الحكومة أن مرسي لا يزال رئيسا يطلبون منه التنحي.
وللحديث بقية عن حيز الرداءة، فقد هالني تعليق لمقدم البرنامج «إذا كانت ثورة أصلاً»!


[email protected]