رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحل في يد عادل لبيب

عانت محافظات الصعيد في العهود السابقة من التهميش والإهمال وما يشبه الاضطهاد، وأعطت جميع الحكومات ظهرها لأهل الصعيد، وعاملتهم معاملة زوجة الأب لأبناء البطة السوداء، وكشرت المركزية المتوحشة عن أنيابها لبلاد الجنوب المصري وحرمتها من التنمية والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للاستثمارات وورث الصعيد الفقر والجوع والمرض، وتحول إلي منفي للمسئولين المشبوهين والموظفين المرتشين ورجال الأمن المعاقبين، كما تحول الصعيد إلي مناطق طاردة لأبنائها الذين نزحوا إلي القاهرة أو خارج أرض الوطن.

ورغم أن الصعيد أنجب الزعيم جمال عبدالناصر والعديد من رجال العلم والسياسة والفكر والأدب والفن والشعر، وقدم الآلاف من أبنائه للدفاع عن  تراب الوطن كما قدم الأيدي العاملة التي حفرت قناة السويس وشيدت السد العالي، وحفرت الترع والمصارف وأقامت المصانع والعمارات في القاهرة وغيرها، وعمل أهل الصعيد في كافة المهن إلا أنهم مازالوا ينظر اليهم علي أنهم درجة أخري من البشر، وتحولوا إلي مادة للسخرية والنكتة علي طريقة «مرة واحد صعيدي» وسخرت منهم الأعمال الفنية وكأنهم ناقصو عقل ودين.
أذكر هذه المقدمة السابقة بمناسبة ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن محاولة جماعة الإرهاب المسلحين عزل الصعيد وتحويله إلي دولة مستقلة، عاصمتها المنيا،  وتضم باقي محافظات الجنوب حتي أسوان، طبعاً هذا كلام فارغ لن يحدث ومستحيل أن يحدث، فالصعيد يؤمن بوحدة الوطن، ولن ينزلق إلي محاولات جره إلي العصيان. وإذا كانت جماعة الإرهاب قد لعبت علي وتر قسوة الحياة في الصعيد، وحصلت علي نسبة كبيرة من الأصوات في الاستحقاقات السابقة، فإن أهل الصعيد اكتشفوا  أنهم ضحية جماعة كاذبة، استغلت طيبة أهل هذه المناطق، وعزفت علي أوضاعهم المتردية، وحاولت اقناعهم بأن الإسلام دخل مصر علي يد محمد مرسي، وأن مشروع النهضة المزعوم يضمن تقسيم الثروة علي المواطنين، وأن من لم يعط صوته للإخوان أو السلفيين سيدخل النار، وشغلت الجماعات المتأسلمة ماكينة الفشر وليس الفشار في جميع مناطق الصعيد، واستطاعت الاستحواذ علي عقولهم، ولم لا فالصعيد أرض بكر لهم لم تطرقها أي حكومة ولم يسأل فيها أي نظام، ولم يسأل أحد لماذا تحولت قري الصعيد من قري منتجة لاحتياجات المدينة إلي

قري مستوردة لكل شيء.
الناس في الصعيد هجرت الأرض وتجلس علي المقاهي، أو هجت إلي الخارج أو حضرت إلي القاهرة لتكون بالقرب من الحكومة. لم يسأل أحد لماذا هجر الفلاح أرضه بعد أن كانت  تساوي العرض في أهمية الحفاظ عليها والدفاع  عنها، والسبب الارتفاع الشديد في أسعار مستلزمات الانتاج  وعدم تغطية عائد زراعة الأرض للنفقات التي يتحملها الفلاح في الزراعة، ولهذا أهمل عواد أرضه، أو باعها، ويقف أمام فرن عيش «المصري» للحصول علي عدة أرغفة مثل أهل المدينة، وقام بهدم الفرن الفلاحي الذي كان ينتج  الخبز البلدي، والفطير المشلتت، وإلي جوار الفرن توجد الجاموسة  والتي كان الفلاح يعتبرها مشروعه الاقتصادي في بيع اللبن والجبن والسمن لأهل المدينة كل ذلك انتهي الإرهابيون الجدد قالوا للفلاحين وعلي إيه تتعبوا طالما انتم خارج دائرة  اهتمام الدولة، تعالوا احملوا السلاح، ونحن نمتعكم متاعا جميلاً، اخرجوا طالبوا بالاستقلال، والتنظيم الدولي بتاعنا يصرف علي بيوتكم ويعلم أولادكم، ويزوج بناتكم بلا زرع، ولا قلع!!
الصعيد قال لا.. وسيقول لا للإرهاب ولا لتمزيق الوطن، ولكن الزن علي الودان أمر من السحر.
ما الحل اذن، أترك هذه المهمة للوزير الناجح الذي يعتبر حتي الآن المكسب الوحيد للشعب في حكومة «الببلاوي» وهو اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، وأثق أن علاج القصور في الصعيد سيتم علي يديه، وتجربته في قنا مقدمة لهذا النهوض الذي نتمناه في كل محافظات  مصر.