رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرسى الأول

بعض الإخوان يشبهون الدببة، يحاولون إنصاف الرئيس مرسى، فيسيئون إليه، ويمتدحونه، فيقدحونه، ويتجملون، فيكذبون، ويحاولون قول الحقيقة، فينافقون، الدبة قتلت صاحبها وهو يرقد تحت ظل شجرة فى الغابة.. هشمت رأسه بحجر وكانت تقصد قتل الذبابة التى استقرت فوق رأسه ليستمتع بالنوم الهادئ.

وكتاب صاحبنا الإخوانى، «مرسى يبنى مصر من جديد»، هو عمل من أعمال الدببة والنفاق الرخيص، أعتمد على أفكار سطحية صاغها مؤلفها فى «124» صفحة، وهو ليس بكتاب، وهو مجرد منشور مكانه مباحث المصنفات الفنية، لأنه لم يحصل على إذن بطباعته، وحتى يكون كتاباً بالمعنى العلمى لابد من أن يحصل على رقم إيداع بدار الكتب المصرية، ويحصل على رقم فى الترقيم  الدولى، وبالتالى فهو كتاب غير قانونى لأنه لا يوجد عليه اسم الناشر ولا المطبعة، هو كتاب سرى مثل الجماعة التى نشأت سرية، ومازالت غير قانونية.
المنشور يستحق صاحبه المحاكمة بتهمة ازدراء الدين الإسلامى، لأنه شبّه حصار «مرسى» داخل قصر الاتحادية بحصار الرسول فى غزوة الأحزاب. قال المؤلف فى تجاوز شديد أدب إن المشركين والأحزاب حاصروا الرسول داخل المدينة المنورة، وفى العصر الحديث حاصر البرادعى وصباحى وموسى قصر الاتحادية، المؤلف شبه مرسى بالرسول، وشبه أعضاء جبهة الإنقاذ بالمشركين، صباحى وموسى كانا ينافسان «مرسى» على الرئاسة ولم يكونا حاقدين عليه كما قال المؤلف، ومرسى ليس لديه تكليف إلهى، فتكليفه من الشعب، خاض الانتخابات مع مجموعة من المنافسين ولم يأت برسالة، ولم يعرض علينا الله مجموعة لنأخذ منها رسولاً، فالرسول جاء برسالة لا خلاف فيها.
المنشور ليس فيه حب لمرسى، وأما أسلوب الكتابة هو ركيك، فلا يمكن لأى إنسان يكره مرسى أن يفعل كما فعل مؤلف هذا المنشور، وهو محاولة لتألية الحاكم، وصناعة الفرعون التى يجب ألا أن تحدث بعد الثورة، المؤلف اعتمد على فكرة «أفعل التفضيل» فى نظرته لمرسى وقال كلاماً لا يليق بالرئيس، معتمداً على المغالطات مثل أول رئيس يحصل ابنه على أقل من «90٪» فى الثانوية العامة، وهو لا يعلم أن أبناء الرؤساء السابقين لم يحصلوا على «90٪»، مثلاً منى عبدالناصر دخلت الجامعة الأمريكية ولم يؤهلها مجموعها للالتحاق بجامعة القاهرة، وجمال السادات كانت لديه مشاكل مع الرياضة الحديثة ولم نسمع عن حصول علاء وجمال مبارك على «90٪»، وقال المؤلف إن «مرسى» أول رئيس يسمح بظهور مذيعة أخبار محجبة، وكان «السادات» قد سمح للمذيعة كاريمان حمزة بأن تظهر بالحجاب، وقال المؤلف إن «مرسى» أول رئيس عربى يعمل ابنه موظفاً

فى الخارج، وكان جمال مبارك يعمل فى لندن.
وأفاض المؤلف فى إنجازات غاية فى الغرابة وهى من مهام رئيس جهاز تشغيل المترو أو جهاز الأتوبيس وليس من سلطة رئيس الجمهورية، ولكنه قال إن مرسى ألغى إشغالات مترو الأنفاق، وإشغالات الطرق، وألزم التاكسيات، بتركيب عدادات لمحاسبة الزبائن، وألغى فكرة كلبشة السيارات!! وأول رئيس يصلى كل جمعة فى مسجد، وأول رئيس ملتح، ولا يعلم المؤلف أن الملك فاروق كان ملتحياً فى شبابه.
هذه عملية استخفاف بالعقول، ولا نستبعد أن يفاجئنا المؤلف، بالطبعة الثانية  من الكتاب، ويذكر فيها أن مرسى أول رئيس جمهورية يصوم اثنين وخميس، وأول رئيس جمهورية يغسل يديه قبل الأكل وبعده، وأول رئيس جمهورية يفتح ثلاجة البيت ويتناول علبة زبادى، وأول رئيس جمهورية يشرب الماء بعد الأكل.
وأول رئيس جمهورية اكتشف الصوابع اللى بتقلب جوه البلد، وأول رئيس اكتشف أن مصر بجناحين، وهناك إنجازات للرئيس مرسى لم يتناولها المؤلف فى كتابه، وتجاهلها تماماً وهى أن مرسى أول رئيس يتم فى عهده تهريب الوقود فى أقساط اللبن، وأول رئيس يتمسك بحكومة فاشلة، وأول رئيس تحاصر فى عهده المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى، وأول رئيس يتقاتل شعبه على أبواب قصره، وأول رئيس يوعد شعبه بإصلاحات فى «100» يوم ولا ينفذها، وأول رئيس فى العالم يقسم على احترام الدستور والقانون «3» مرات وبعد أقل من شهر يحنث بالقسم، وأول رئيس يستقيل مستشاروه ولا يهتم، وأول رئيس يصدر إعلاناً دستورياً لعزل النائب العام ويعين نائباً عاماً «ملاكى» ويرفض حكم القضاء باستبعاده.
وأول رئيس جمهورية يصدر قرارات ويتراجع فيها، وأول رئيس جمهورية له رئيس هو المرشد.