عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سؤال يبحث عن 22 إجابة!

ساعات فقط تفصلنا عن انعقاد القمة العربية في مدينة "السلام"، والتي ستبحث الأمن القومي العربي، ومحاربة التنظيمات الإرهابية التي تمددت في المنطقة خلال الأعوام الأخيرة.

سؤال خطر على بالي، وأنا أتابع الاستعدادات الجارية على قدم وساق، إيذانًا بانعقاد قمة شرم الشيخ.. هذا السؤال كان من الصعوبة، بحيث لم تكن إجابته واضحة أو محددة، بالنسبة لي، وهو كم عدد الدول العربية الآن؟!
خلال سبعة عقود، انعقدت حوالي 31 قمة عربية، كان القاسم المشترك فيها جميعها بلا استثناء، القضية الفلسطينية، بدءًا من أكتوبر 1945 عندما دعا فاروق الأول ملك مصر والسودان "آنذاك"، لعقد قمة عربية على متن يخته في البحر الأحمر، شملت الدعوة زعماء الدول المؤسسة للجامعة العربية السبع وهي "مملكة مصر والسودان، مملكة شرق الأردن، المملكة العربية السعودية، المملكة المتوكلية اليمنية، المملكة العراقية، الجمهورية اللبنانية، الجمهورية السورية".
تأجلت تلك القمة "الأولى" بطلب من الأمير عبدالإله "الوصي على عرش العراق"، ثم تكررت الدعوة لعقد القمة في يناير 1946، ولكن الرئيس اللبناني طالب بتأجيلها، لكنها عقدت في العام نفسه بمصر.
وعندما نعود بالذاكرة إلى أول قمة عربية عقدت يومي 28 و29 مايو 1946، والتي عقدت بعد توجيه الدعوة لعقدها ثلاث مرات، فقد كُتب بيانها الأول بماء الذهب، ووقع عليه الملوك والرؤساء العرب، ونصَّ بيانها الختامي على "رغبة أكيدة للدول العربية في السلم الدائم، والتأكيد على أن فلسطين هي قضية العرب جميعًا، ولا يمكن الموافقة على هجرة يهودية جديدة إليها".
وبالعودة إلى السؤال الذي تتغير إجابته مع مرور الزمن، ولا يقف عند نتيجة محددة، بعد أن كانت تلك الدول سبعًا قبل سبعين عامًا، أصبحت اثنتين وعشرين.. هل يمكن أن نضيف عليها سبعًا، إذا استمر التدهور والتفكك والحروب الأهلية والإرهاب الحاصل في أغلب تلك البلدان؟!
جنوب السودان انفصلت عن الدولة الأم في استفتاء شعبي أعلن عن نتائجه النهائية في فبراير 2011، وتم الإعلان عن استقلال كامل للدولة في 9 يوليو 2011، وهي على طريق الانضمام للجامعة العربية، وعلى نهجها طلبت دولة تشاد الانضمام أيضًا في قمة الكويت العام الماضي!
الأحداث المتسارعة في الدول العربية تبعث على القلق، وتحتاج إلى وقف انفراط عقدها، خصوصًا في بعض البلاد التي تشهد أحداثًا ملتهبة، حيث بوادر التقسيم تلوح في الأفق، في ظل عدم وجود إرادة سياسية لحلول سلمية، ومؤامرات تقسيم واضحة لا تحتاج إلى عناء تفكير!
ما يحدث في اليمن "السعيد" وسوريا وليبيا والعراق والسودان، يدعو للأسى، لأن مخططات التقسيم أصبحت كبرميل بارود يكاد ينفجر في أي لحظة، والعالم العربي يعيش فوق صفيح ساخن، كما أن القمم العربية يمكن استقراء نتائجها مسبقًا، فلا تكاد تخلو من الإدانة والرفض والشجب والاستنكار، بأشد وأقسى العبارات!!
ولعل أعمق وأبسط دلالة تصف الوضع الراهن، كانت سؤالي إلى أحد البسطاء عن عدد الدول العربية، فأجابني بسرعة بديهة ومن دون أي تردد، أنها 64 دولة، معللًا ذلك بأن بطولات كرة القدم تبدأ بدور الـ64، أي الدور التمهيدي، ولذلك فإنها بالتأكيد هذا الرقم!!